منذ صعوده إلى فريق الأكابر في أعقاب الموسم الماضي أكّد مروان بالغول أنه معدن خاص ومشروع لاعب من طراز رفيع وتكهن له كل من تابع مسيرته في أصناف الشبان وصولاته الأخيرة مع الأكابر بأنه سيصبح كما هو الآن من أبرز المهاجمين في تونس وظل الحلم يكبر حتى تحقق نسبيا بفضل جديته وأخلاقه العالية وحبه الكبير لكرة القدم وكيف لا يكون هكذا وهو يقطن في واجهة للملعب البلدي بجرجيس وينحدر من عائلة رياضية ساهمت كأحسن ما يكون في بروز ترجي الجنوب عن طريق الطاهر بالغول (بوقرحة) والهادي بالغول ولزهر وعمر بلغول وغيرهم. مروان الخطير جدا فوق الميدان.. الخجول خارجه، فاجأناه بزيارة وهو على فراش المرض للاطمئنان على صحته ولكشف جوانب أخرى من شخصيته لقراء «الشروق» من خلال هذا الحوار: كيف حصلت لك هذه الإصابة؟ هي من النوع الذي لا يمكن تجنبه أو توقعه وهو قدر من عند الله أحمد الله أنها لم تكن بليغة خاصة أنها تعلقت بالعين وهو موقع حساس جدا، وكان ذلك إثر اعتزامي التوزيع لكرة اصطدمت بأحد مدافعي نادي حمام الأنف وعادت بنفس القوة لتصيب عيني اليمنى وتتسبب في نزيف أفقدني وعيي وكذلك بصري بها. وكيف هي حالتك الصحية الآن ومتى تعود إلى النشاط؟ أنا الآن في صحة جيدة وكما ترى يوجد احمرار بالعين وهو ناتج عن تواصل نزيف خفيف ويتطلب العلاج حسب طبيب الفريق مدة لا تقل عن 15 يوما وعودتي للنشاط سيقررها طبيب الفريق. يعني أن غيابك متأكد حتى ضد النادي الإفريقي؟ الترجي الجرجيسي لن يتأثر بغياب أي لاعب وثقتي كبيرة في زملائي وائل بالأكحل وراضي الفقراوي وإلياس السماعلي والصادق الوريمي وغيرهم. على ذكر الشبان من تراه قادرا منهم على اللعب كأساسي؟ بالنسبة لي كلهم قادرون على البروز مع الأكابر إلا أن الظروف الحالية للفريق تتطلب الإسراع بالابتعاد عن مناطق الخطر والخوف عليهم من المجازفة بهم في مقابلات صعبة جدا قصد تجنيبهم انتقادات متوقعة من شأنها أن تؤثر على مسيراتهم... ربما هذه العوامل أجّلت تشريكهم كأساسيين أو خلال فترات كافية لإبراز مؤهلاتهم إلا أن هذا لا يمنعني من التأكيد على أن الياس السماعلي وراضي الفقراوي والصادق الوريمي ومالك بحر ومنتصر عويدة ووليد مشارك وحمزة عدالة قادرون على افتكاك مراكزهم في التشكيلة الأساسية وأتمنى أن لا تتأخر الفرص لتمكينهم من إبراز مؤهلاتهم الفنية العريضة. وكيف تقيّم نتائج فريقك إلى حد الآن؟ متوسطة ولم تعكس مجهوداتنا وحجم المردود الذي قدمناه في أغلب المقابلات. ما هي نسبة حظوظكم في ضمان البقاء؟ البقاء هو هدفنا، ولا يحق لنا الاعتقاد بأننا ضمناه بمجرد مقارنة ترتيبنا أو مجموعة النقاط المتحصل عليها بغيرنا في مجموعة مؤخرة الترتيب حيث أن المشوار مازال طويلا وفيه تسع مقابلات كاملة يمكن أن تسمح بالتدارك لمن هو خلفنا في الترتيب. مَن منَ الدفاعات التي صعب عليك اختراقها؟ لم أجد صعوبة ولا أهاب أي مدافع أو خط دفاع. وكيف تحكم على بطولة هذا الموسم؟ مستويات جل الفرق متقاربة ومن أسعفه الحظ وانخرط في سلسلة إيجابية من النتائج هو الذي امتاز عن البقية. من ترشح لنيل البطولة؟ الترجي الرياضي بنسبة 80٪ والنجم والإفريقي حظوظهما باقية. من أعجبك من الفرق هذا الموسم؟ الملعب التونسي لأنه يملك مجموعة متجانسة ومتلاحمة ذات قيمة فنية فردية محترمة. ومن المهاجمين من أعجبك؟ العكايشي له مستقبل وإينرامو بفضل بنيته الجسدية وبتواضع مروان بالغول. هل تطمح للانضمام إلى الفريق الوطني؟ ذلك هو طموحي الأكبر قصد المساهمة في الدفاع على علم بلادي الغالية. هل أنت مع تعيين مدرب وطني أجنبي أو تونسي؟ أفضل المدرب التونسي لأن الأمور متعلقة بشأن وطني مثل فوزي البنزرتي. رأيك في الخيبة الأخيرة للمنتخب؟ لا يجب أن يكون حكمنا قاسيا على مجموعة لم تلعب مع بعضها بالقدر الكافي بما أفقدها اللحمة التي صنعت الفارق لمنتخبات أقل منها مستوى. من اكتشفك ومن هو أحسن مدرب تمرنت على يديه؟ أحسن مدرب هو منير راشد واكتشافي كان من طرف نورالدين بورقيبة. سرّ بروزك هذا الموسم؟ أولا عندي ثقة كبيرة في إمكاناتي واستعنت بالانضباط والجدية والعزيمة والتواضع مع وعيي التام بصعوبة ونفس الوقت وجوب المحافظة على هذا المستوى. أي اللاعبين تنسجم معهم أكثر على الميدان؟ محمد علي سلامة وسفيان المقعدي وعلي بن عبد القادر وحمدي جبنون وكل اللاعبين تقريبا. من كنت تتمنى أن يلعب إلى جانبك من الفرق الأخرى؟ المساكني.. فريقك المفضل بعد الترجي الجرجيسي؟ في تونس الترجي باعتباري كنت من عشاقه في الصغر ويحمل نفس ألوان فريقي والآن لم يبق من قدر هذا العشق والحب لغير الترجي الجرجيسي وفي الخارج «برشلونة». لاعبك المفضل في تونس وفي الخارج؟ في تونس عبد السلام كازوز وطارق ذياب ومنير راشد وإلياس السماعلي ومن الخارج «ميسي». ما هي حقيقة العروض التي سمعنا أنها وصلتك؟ لم أتصل بأي عرض والفرق التي ذكرها البعض والراغبة في انتدابي سمعت بها مثل كل الناس، وحقيقة هذا الأمر إن وجد تجدونها لدى رئيس الجمعية الذي بالمناسبة أشكره على نضالاته ومجهوداته الكبيرة من أجل الترجي الجرجيسي ورعايته الأبوية لكل اللاعبين. هل فكرت أو تفكر في مغادرة الفريق؟ ومتى بدأت حتى أفكر في الخروج مازلت لم أشبع من اللعب مع فريقي وأشعر بالدين الكبير نحوه وإذا وصلني عرض فالكلمة الأخيرة أوكلتها إلى رئيس الجمعية الذي أعتبره في مقام والدي. اذكر لنا طرفة حصلت لك فوق الملعب؟ في مقابلة ضمن أصناف الشبان في إطار تصفيات الكأس ضد الأولمبي للنقل انفردت بالحارس وصوبت كرة اصطدمت بالعارضة واستحوذت عليها للمرة الثانية وعندما هممت بمراوغة المدافع الذي ارتمى أرضا أمام تمزق تبانه بسبب مسمار بالأرضية الاصطناعية فتركت الكرة وعدت للاطمئنان عليه فانقض على الكرة وأبعدها. هل تهتم بما يُنشر حولك؟ أنا من قرّاء «الشروق» الأوفياء وهي أول من عرّف بي كما أطالع بقية الصحف وأشاهد ما أمكن لي من البرامج الرياضية والمقابلات. حلمك الأكبر؟ النجاح في مسيرتي الرياضية ونيل رضاء الوالدين وإرجاع الدين إلى إخوتي الذين ساندوني وساعدوني في الصغر، شهيد ومهدي وسعيد. ماذا يشغلك في هذه الفترة؟ ضمان البقاء لفريقي وأفكر في زملائي الذين تنتظرهم مقابلة صعبة ضد الملعب التونسي وثقتي كبيرة فيهم وأنا دائم التفكير فيهم حتى على فراش المرض. مثل تردده دائما؟ ما رضاء الله إلا برضاء الوالدين. أحلى ذكرى في حياتك؟ صعودنا الموسم الفارط لقسم النخبة في أول موسم لي مع الأكابر. أسوأ ذكرى؟ وفاة صديقي هيثم بوزميطة رحمه الله وكان لاعبا موهوبا. المال؟ قوام الأعمال لكنه ليس كل شيء في الحياة. الترجي الجرجيسي؟ عائلتي الثانية أحباء الترجي الجرجيسي؟ هم أعز أصدقائي وأحبابي وكما لاحظت هاتفي لم يتوقف عن الرنين وتوافدهم على منزلنا كذلك وبالمناسبة أطمئنهم على مستقبل الفريق والتمس منهم مواصلة دعم وتشجيع المجموعة الحالية. كلمة أخيرة: أشكر جريدة «الشروق» على هذه الزيارة.