فتحت أزمة عيوب سيارات «تويوتا» التي انطلقت في شهر نوفمبر المنقضي، على ما يبدو «أبواب الجحيم» على كبرى شركات انتاج السيارات في العالم. فبعد الجدل المحتدم الذي خلّفته مشكلة دوّاسات السرعة في سيارات «تويوتا» المعروفة بجودتها، استمرّ مسلسل عيوب السيارات لتعلن شركة «هيونداي» اليابانية أيضا عن عزمها استدعاء ملايين السيارات لعيوب على مستوى قفل الأبواب. وتستمر أزمة الشركات اليابانية، مع قرار شركات «سوزوكي» و«نيسان» و«دايهاتسو» بحر الأسبوع المنقضي، استدعاء أكثر من نصف مليون سيارة بسبب عيوب محتملة قد تهدّد سلامة المستخدمين لتوسّع بذلك دائرة الأزمة التي تعصف بقطاع السيارات في اليابان، وتفاقم الشكوك بشأن الصناعة اليابانية بأسرها، وبدورها أعلنت «هوندا» ثاني كبريات شركات السيارات باليابان، في العاشر من شهر فيفري المنقضي أنها قرّرت استدعاء 437 ألف سيارة لوجود عيب في تصميم الوسادة الهوائية المخصصة لحماية السائق. وبعيدا عن السوق اليابانة، طالت موجة استدعاءات السيارات الشركات الأمريكية حيث لحقت الأسبوع المنقضي، شركة «كرايسلر» الأمريكية بركب شركات «تويوتا» و«هوندا» و«هيونداي» و«نيسان» التي استدعت أنواعا من سياراتها لعيوب فنية فيها. فقد حثت الشركة مالكي بعض حافلاتها الصغيرة «ميني فان» من موديلات العامين 2005 و2006 على التوجه بها الى وكلاء الشركة والموزعين من أجل تبديل أجهزة استشعار التصادم التي تساعد في التحكم بالوسائد الهوائية، وتشمل الأعطاب سيارات «تاون آند كونتري» و«دودج غراند كرافان» المصنعة عامي 2005 و2006. وبدورها أعلنت شركة «جنرال موتورز» الأمريكية لانتاج السيارات أنها تنوي سحب 1.3 مليون سيارة «شيفروليه» و«بونتياك» في أمريكا الشمالية لاصلاح أنظمة القيادة التي تعمل بقوة المحرك بعد الإبلاغ عن أكثر من 1100 شكوى من الزبائن عن وجود أعطال. ولم تستثن هذه الأزمة السوق الأوروبية أيضا، حيث أعلنت شركة صناعة السيارات الألمانية «فوكس فاغن» الخميس الفارط استدعاء 193 ألف سيارة في البرازيل بسبب عيب في العجلات الخلفية في سيارات «نوفوغول» و«فوباغ». وحذرت الشركة من أن استخدام السيارة المحتوية على العيب يمكن أن يؤدي الى إصدارها أزيزا ويمكن أن يؤدي استخدامها بكثرة الى تعطيل العجلات والى انفلات العجلات في الحالات القصوى. وتطرح هذه الأزمة عديد التساؤلات حول توافق ظهورها في وقت واحد، ولدى أغلب شركات صناعة السيارات وتسبّبها في حصول عديد حوادث السير التي تم كشفها بالصدفة بعد فتح تحقيق في حادث سير وقع في أمريكا واكتشاف وجود عيب على مستوى المكابح تسبب في وقوع هذا الحادث. فهل أن هذه الأزمة ظرفية أم أنها تواصل لمشكلات وعيوب موجودة أصلا من قبل، ولكن لم يتم التفطّن إليها؟