قنع الملعب التونسي بتعادل سلبي أمام الترجي الجرجيسي وُصف بالمخيب للآمال حيث أن النقطة التي جناها الفريق لا تسمن ولا تغني من جوع على ضوء الترتيب الحالي لأن صاحب الصدارة الترجي عمّق الفارق مع أقرب ملاحقيه كما أنه لا يمكن أن نجزم أن تعادل الإفريقي والنجم كان من حسن حظ البقلاوة حيث بقي الفارق على حاله بين هذه الفرق الثلاثة وكأن الفريق يعاني من سوء حظ متواصل لأنه كلما تعثر النجم والإفريقي تعثرت «البقلاوة» أيضا بالتعادل أو بالخسارة. مهما يكن الحال أو التقييم فالأكيد الحاصل أن التعادل قد يعيد الفريق إلى دائرة الشك السابقة خاصة أن عديد المؤشرات توحي بصعوبة المهمة في قادم الجولات. الهجوم مرّة أخرى يبدو أن المدرب باتريك لويغ لم يستطع إلى الآن إيجاد الحلول المثلى على مستوى خط الهجوم لأن تجربة العديد من العناصر في الخط الأمامي لم تعط أكلها ففشل الثلاثي فخرالدين قلبي وألفاز ومحمد الجديدي في فك النحس الذي لازمهم على مستوى التجسيم رغم تغيير المراكز والوضعيات الهجومية وللإشارة فإن الفريق لم يتمكن من تسجيل سوى هدف وحيد بعد مضي خمس جولات من مرحلة الإياب وكان الهدف من توقيع مدافع وهو جمال رحومة وفي الجولة الماضية ضد النادي البنزرتي ليتأكد ما أشرنا إليها سابقا بخصوص غياب لاعب يحمل صفة الهداف فالأهداف التي سجلها الفريق إلى حد الآن ومجموعها 16 تقاسمها المدافعون والمهاجمون ولاعبو الوسط. محدودية الرصيد البشري نقطة أخرى يمكن أن نشير إليها في سياق حديثنا وتحليلنا لأسباب تراجع مردود البقلاوة في مرحلة الإياب تتمثل في محدودية الرصيد البشري في الوسط والهجوم فقد مثل غياب مروان تاج عن المباراة الأخيرة مشكلة للإطار الفني على الجهة اليسرى للهجوم وحتى إقحام جمال رحومة في هذا المركز لم يكن مجديا للفرق الشاسع بين خصال المدافع وخصال المهاجم كما أن ندرة المهاجمين بعد رحيل جميل خمير وعدم قدرة القصداوي عن الإقناع فرض على المدرب الإبقاء على ألفاز والمجازفة بالاستغناء عن طومبادو ليقحم دومبيا في خط الوسط من أجل إعطاء أكثر حيوية لهذه المنطقة ولاحظنا كيف تأثرت صلابة هذا الخط الذي كان يمثل نقطة قوة الفريق وأصبح سهل الاختراق لأن أداء دومبيا لم يرتق بعد إلى مستوى ما كان يقدمه طومبادو كما أن فهد شقرة لم يكن ناجعا في خطته الجديدة كلاعب رواق على الجهة اليمنى. الأكيد أن كل هذه المعطيات ستفرض على المدرب لويغ تغيير العديد من القناعات قد تكون بدايتها من الرسم التكتيكي لأن المدرب قد يكون مجبرا على تجربة طريقة (343) لإعطاء أكثر حرية وحيوية للخط الأمامي وقد يعود المدرب لثلاثي الهجوم التقليدي بوجود قلبي وتاج والجديدي. الشك: منافس آخر الأكيد أن تراجع النتائج في مرحلة الإياب سيؤثر سلبا في معنويات بعض اللاعبين والفريق بصفة عامة نظرا لتباين الحال بين الواقع وبين الطموحات لكن المدرب المساعد وحيد عبد الرزاق أكد ل«الشروق» أن الأوضاع صعبة في الوقت الحالي لكن الأمور لا تتعدى أن تكون سوى مجرد أزمة نتائج ظرفية ولا يجب أن يتسرب الشك إلى نفوس الجميع حتى لا يهدم ما تمّ بناؤه طيلة أشهر العمل والمثابرة وهو نفس ما أكد عليه بعض اللاعبين كذلك لكن التدارك أصبح أمرا ضروريا مع احتدام المنافسة في الجولات القادمة خاصة أن الفريق ينتظره تنقل صعب في الجولة القادمة إلى المنستير أين يواجه الاتحاد المنستيري.