غدا.. هذه المناطق في منوبة دون ماء    يستقطب الفتيات و يقوم بتسفيرهن إلى الخارج لجلب 'الهيروين'    القصر: شاحنة ثقيلة تدهس تلميذتين وتودي بحياتهما    اختفى منذ 1996: العثور على كهل داخل حفرة في منزل جاره!!    عاجل : مطار القاهرة يمنع هذه الفنانة من السفر الى دبي    للسنة الثانية على التوالي..إدراج جامعة قابس ضمن تصنيف "تايمز" للجامعات الشابة في العالم    دراسة : المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    إزالة أكشاك فوضوية بمنطقتي سيدي علي المكي وشاطئ الميناء بغار الملح    هل الوزن الزائد لدى الأطفال مرتبط بالهاتف و التلفزيون ؟    عاجل/ فرنسا: قتلى وجرحى في كمين مسلّح لتحرير سجين    كميات الأمطار المسجلة بعدة ولايات خلال ال24 ساعة الماضية    سليانة: القبض على عنصر تكفيري    الكاف: إخماد حريق بمعمل الطماطم    تونس تصنع أكثر من 3 آلاف دواء جنيس و46 دواء من البدائل الحيوية    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    بن عروس: جلسة عمل بالولاية لمعالجة التداعيات الناتجة عن توقف أشغال إحداث المركب الثقافي برادس    نبيل عمار يشارك في الاجتماع التحضيري للقمة العربية بالبحرين    جلسة عمل بمقر هيئة الانتخابات حول مراقبة التمويل الأجنبي والمجهول المصدر للمترشحين والأحزاب والجمعيات ووسائل الإعلام    العجز التجاري يتقلص بنسبة 23,5 بالمائة    صفاقس: وزير الفلاحة يفتتح غدا صالون الفلاحة والصناعات الغذائية    الكاف: يوم تحسيسي حول التغيرات المناخية ودعوة إلى تغيير الأنماط الزراعية    أعوان أمن ملثمين و سيارة غير أمنية بدار المحامي : الداخلية توضح    تأجيل النظر في قضية ''انستالينغو''    الخميس القادم.. اضراب عام للمحامين ووقفة احتجاجية امام قصر العدالة    كل التفاصيل عن تذاكر الترجي و الاهلي المصري في مباراة السبت القادم    بعد تغيير موعد دربي العاصمة.. الكشف عن التعيينات الكاملة للجولة الثالثة إياب من مرحلة التتويج    ستشمل هذه المنطقة: تركيز نقاط بيع للمواد الاستهلاكية المدعمة    وادا تدعو إلى ''الإفراج الفوري'' عن مدير الوكالة التونسية لمكافحة المنشطات    فتح تحقيق ضد خلية تنشط في تهريب المخدرات على الحدود الغربية مالقصة ؟    كأس تونس: تحديد عدد تذاكر مواجهة نادي محيط قرقنة ومستقبل المرسى    الرابطة الأولى: الكشف عن الموعد الجديد لدربي العاصمة    أول امرأة تقاضي ''أسترازينيكا''...لقاحها جعلني معاقة    باجة: خلال مشادة كلامية يطعنه بسكين ويرديه قتيلا    عقوبة التُهم التي تُواجهها سنية الدهماني    عاجل/ مستجدات الكشف عن شبكة دولية لترويج المخدرات بسوسة..رجلي اعمال بحالة فرار..    تونس: 570 مليون دينار قيمة الطعام الذي يتم اهداره سنويّا    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة ..«عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    المعهد النموذحي بنابل ...افتتاح الأيام الثقافية التونسية الصينية بالمعاهد الثانوية لسنة 2024    هام/هذه نسبة امتلاء السدود والوضعية المائية أفضل من العام الفارط..    منها زيت الزيتون...وزير الفلاحة يؤكد الاهتمام بالغراسات الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي ودعم التصدير    عاجل : أكبر مهربي البشر لأوروبا في قبضة الأمن    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة الى أكثر من 35 ألف شهيد وأكثر من 79 ألف جريح..    بادرة فريدة من نوعها في الإعدادية النموذجية علي طراد ... 15 تلميذا يكتبون رواية جماعية تصدرها دار خريّف    بقيمة 25 مليون أورو اسبانيا تجدد خط التمويل لفائدة المؤسسات التونسية    مبابي يحرز جائزة أفضل لاعب في البطولة الفرنسية    الاحتفاظ بنفرين من أجل مساعدة في «الحرقة»    برشلونة يهزم ريال سوسيداد ويصعد للمركز الثاني في البطولة الإسبانية    الهند: مقتل 14 شخصاً بعد سقوط لوحة إعلانية ضخمة جرّاء عاصفة رعدية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الطواقم الطبية تنتشل 20 شهيداً جراء قصف للاحتلال الصهيوني على منازل جنوب قطاع غزة    نابل..تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن والقضية الفلسطينية: «سلام أوهام»... أم «طبخة» للاستسلام؟
نشر في الشروق يوم 10 - 03 - 2010

تبدو التحركات الامريكية هذه الأيام تحت غطاء العمل على احياء مسار السلام أشبه بالضجيج دون طحن ذلك أن الكلام عن السلام كثير فيما العائد على أرض الواقع محدود للغاية... وأغلب الظن أن تحركات المسؤولين الأمريكيين وتصريحاتهم وزياراتهم الى المنطقة تحت عنوان دفع العملية لا ينطوي على توافر الارادات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف بقدر ما أنه ينطوي في الواقع على عملية تضليل ضخمة... وحتى اذا حسنت النوايا فإنها تندرج في اطار حملة علاقات عامة بهدف التغطية على عدم رغبة الأطراف المعنية في توفير ارادات الوصول الى حلول مقبولة للقضية والى تسوية عادلة بالمعنى النسبي لهذا الصراع الدامي... ورغم «الذخيرة» التي زودت بها لجنة المتابعة العربية مساعي احياء السلام من خلال اقرارها استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي فإن الظاهر أن هذه «الوصفة» لا تؤمن حلا أو مخرجا للقضية الفلسطينية صاحبة أكبر قدر من المبادرات التي لم تثمر شيئا.... وكأن «توليد» المبادرات صار بديلا لكن السؤال الذي يرافق هذا الحراك الدائر... هو من ينقذ «السلام» نفسه من «طبخات» التصفية والاستسلام... في هذا العدد الجديد من الملف السياسي يتحدث ثلة من الشخصيات والسياسيين الفلسطينيين عن موقفهم مما يجري... ويحللون خفايا وأبعاد التحرك الأمريكي الراهن... وهم السادة :
الدكتور نايف حواتمة
الأستاذ جميل المجدلاوي
الاستاذ ابراهيم علوش
اعداد: النوري الصل
نايف حواتمة: المطلوب تفعيل خيار «السلام الاستراتيجي»
تونس الشروق
أكد الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الدكتور نايف حواتمة في حديث للشروق عبر الهاتف من دمشق أن الجبهة وأغلبية الفصائل المقاومة وممثليها في اللجنة التنفيذية قرروا رفض استئناف المفاوضات غير المباشرة في اجتماع عقد الأحد الماضي بحضور رئيس السلطة محمود عباس بعد أن استمعوا الى تقرير عباس عن اجتماع لجنة المتابعة في الجامعة العربية وجولاته العربية والأوروبية. وأوضح السيد نايف حواتمة أن تحركات الولايات المتحدة لا تبعث على الأمل وتترك المفاوضات غير المباشرة في مهب ريح حكومة ناتنياهو وليبرمان اليمينية المتطرفة.
وأشار الى أن المواقف الأمريكية بهذا الخصوص تبدو ملتبسة ولا تحدد حقيقة موقف الولايات المتحدة من ممارسات حكومة ناتنياهو ومخططاتها وتهويد القدس وتوسيع الاستيطان ومواصلة سياسة القمع في الضفة الغربية والحصار على قطاع غزة وأضاف: «من هذا المنطلق رفضنا استئناف المفاوضات غير المباشرة قبل وقف الاستيطان بالكامل وقبل وضع جدول زمني لقضايا الوضع النهائي» وتابع أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ترى أن قرار لجنة المتابعة العربية لا يراعي المصالح الفلسطينية والعربية العليا ولا يلبي حتى الحدود الدنيا من الضغط العربي الموحد على الولايات المتحدة من أجل وقف الاستيطان ووقف نهب ومصادرة الأراضي الفلسطينية وقال في رده على أسئلة الشروق حول رؤية الجبهة للخيارات الفلسطينية المتاحة في المرحلة القادمة أن الجبهة تطالب القمة العربية القادمة بتبني استراتيجية جديدة لتحويل خيار السلام الاستراتيجي ومبادرة السلام العربية من شعار ظل معلقا في الهواء على امتداد سنوات ماضية الى أفعال كما دعا حواتمة القمة العربية الى المطالبة بموقف واضح من بعض التدخلات العربية في الملف الفلسطيني والى العمل على وقف تعميق وتمويل الانقسام في الصف الفلسطيني وشدد في هذا السياق على ضرورة أن يبادر القادة العرب خلال قمة طرابلس الى تشكيل لجنة خاصة للقدس هدفها الاعمار والاسكان والاستثمار والحفاظ على المقدسات الاسلامية كما طالب برصد موازنات جديدة لتعزيز وتطوير القدرات الدفاعية النوعية والكمية من أجل توليد تماسك عربي يكون سندا مهما للشعب الفلسطيني في صراعه من أجل دحر الاحتلال والاستيطان وانتزاع حق تقرير المصير والدولة المستقلة وحق عودة اللاجئين عملا بالقرار الأممي 194.
كما شدد على أهمية تشكيل الهيئة من الملوك والرؤساء العرب من أجل حمل المبادرة العربية الى الكتل والتجمعات الدولية لتحويلها الى قوة تنفيذ تتم على ضوئها اعادة صياغة العلاقات العربية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا على أساس المصالح العربية في مقابل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الضامنة لحقوق شعب فلسطين في مقدمتها حق تقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وتابع: «اثر ذلك تدعو الهيئة الملوك والرؤساء العرب بعد لقاءاتهم لقادة القوى الدولية الكبرى الى قمة جديدة استثنائية تناقش الحالة الفلسطينية والعربية والبرامج العملية لتنفيذ الاستراتيجية العربية الجديدة التي تترجم خيار السلام الاستراتيجي ومبادرة السلام العربية الى برامج عمل فعلية في مواجهة البرامج التوسعية للعدو الصهيوني على الأرض الفلسطينية.
لكن القيادي الفلسطيني البارز شدد في هذا الاطار على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة استحقاقات وتحديات المرحلة القادمة مؤكدا أن الحالة الدولية لا يمكن أن تتحرك الى الأمام دون انهاء الانقسام الفلسطيني.
د. ابراهيم علوش: خدعة أمريكية لإذلال العرب .. والعملية التفاوضية هي السبب ..
تونس - الشروق (حوار أمين بن مسعود) :
اعتبر الكاتب الفلسطيني ابراهيم علوش أن العودة الى المفاوضات الفلسطينية الصهيونية تمثل مزيدا من الإذلال للعرب عامة وللسلطة الفلسطينية خاصة لا سيما ان الرجوع الى طاولة المحادثات سيتم بسقف أقل بكثير من سقف المبادرة العربية للسلام.
ورأى ابراهيم علوش في حوار مع «الشروق» أن أوباما أصبح في قبضة بنيامين نتنياهو متوقعا ان تفرز المحادثات تنازلات فلسطينية جديدة.
وأكد ان الحل كامن فقط في الرجوع الى الميثاق الوطني الفلسطيني - غير المعدل - باعتباره وثيقة الاجماع الوطني الوحيدة في التاريخ المعاصر..
واعتبر أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدين ومبعوث أوباما الى الشرق الأوسط جورج ميتشل تحمل في طياتها بعدين أساسيين واحد متعلق بما يحاول الطرف الأمريكي المتصهين ان يفرضه على العرب كأنظمة وشعب وآخر مرتبط بالعلاقة الداخلية القوية بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
وقال في هذا السياق «أما بالنسبة للبعد الأول فلا شك ان موافقة الأنظمة العربية على تغطية التراجع الفلسطيني بالقبول بالدخول في مفاوضات «غير مباشرة» مع العدو الصهيوني دون التزامه بشرط وقف الاستيطان يمثل تقهقرا شديدا بالنسبة للأنظمة العربية والسلطة .. ذلك انه تم اعطاؤه هذه «الجائزة» في ذات الوقت الذي يصعد فيه خطواته الاستيطانية ويكثف خلاله من حملات اجتثاثه لمعالم الحضارة العربية والإسلامية من فلسطين المحتلة أما البعد الثاني فيتجلى حسب المحلل السياسي - في انتقال الرئيس الأمريكي من مطالبة الكيان الصهيوني بوقف الاستيطان الى مرحلة الضغط على الأنظمة العربية لاستئناف المحادثات .. الأمر الذي يؤكد ان أوباما أصبح يلعب دورا متمما لما يريده الكيان الصهيوني.
ورأى أن المفاوضات غير المباشرة .. هي في المحصلة مفاوضات مباشرة .. باعتبار انه لا فرق بين الكيان الصهيوني وأمريكا ... خاصة بعد خضوع أوباما الى نتنياهو مع ما يعكسه هذا الواقع من حقيقة ان الميزان الداخلي الأمريكي أصبح محكوما من طرف اللوبي الصهيوني.
تهديد .. وليست ضمانات
وفي تعليقه على الضمانات الأمريكية للسلطة الفلسطينية بتحميل الطرف المتسبب في افشال المفاوضات كامل المسؤولية قال ابراهيم علوش ان هذا الأمر - في حال صحته - ليس ضمانا وانما تهديدا للطرف الفلسطيني.
وقال في هذا الإطار «واشنطن تهدد السلطة باتهامها بتعطيل المفاوضات في حال لم تخضع للشروط الاسرائيلية .. هذا هو مضمون قول البيت الأبيض» مستدلا بأن واشنطن لو كانت جادة في هذا الأمر لمارسته على الكيان الصهيوني.
وأضاف «ان الواقع كامن في أن الصهاينة تمكنوا من فرض شروطهم على كافة الأطراف».
وفي اجابته عن استفسار «الشروق» بأن احياء عملية التسوية يرمي الى اخماد لهيب الانتفاضة الثالثة علق الكاتب الفلسطيني بالقول إن الانتفاضة ماثلة والخيار الاستراتيجي للسلطة بالتفاوض قد أفلت تماما .. وباتت الظروف اكثر نضجا لانفجار الضفة .. بيد ان واشنطن لها حسابات اقليمية تتعلق بسوريا وايران ولبنان ..
واعتبر ان العودة للمفاوضات لا تمثل تهدئة للأوضاع الأمنية .. وإنما مزيد الإذلال للعرب أنظمة وشعبا خاصة وأن الرجوع الى طاولة المفاوضات سيكون بسقف أقل بكثير من سقف المبادرة العربية.
وأكد في ذات السياق ان المشكلة الأساسية كامنة في العقلية التفاوضية التي تضحي بالكل من أجل الجزء .. فتخسر الجزء والكل وعن موقفه من الخيار الفلسطيني في حال فشلت المحادثات بالتوجه الى مجلس الأمن واستصدار قرار اعلان الدولة الفلسطينية اشار الى ان هذا الأمر لا يعد حلا ففلسطين أرض محتلة والاحتلال يخرج بالمقاومة المسلحة وليس بالمؤسسات الدولية.
وأضاف ان هذا الموقف يعد متهافتا سياسيا لأن الفيتو الأمريكي والبريطاني والفرنسي يتربص بالمصالح الفلسطينية ولن يقبل ثلاثتهم فرض قرار دولي يدين الكيان الصهيوني ويفرض عليه تنازلات سياسية لا تستند الى حقيقة واقعية (مثل المقاومة ..)
آفاق
وفي ما يخص آفاق «التسوية» توقع ان ينتج على المحادثات مزيد من التنازلات الفلسطينية .. وأن تؤدي المفاوضات «غير المباشرة» الى أخرى مباشرة تحت ذريعة ان الصهاينة وافقوا على وقف جزئى للاستيطان.
وعن الحلول القادرة على انقاذ القضية الفلسطينية اكد الدكتور ابراهيم علوش ان الحل يستمد من الميثاق الوطني غير المعدل ومن نقاطه الثلاث المركزية : 1) - فلسطين عربية من النهر الى البحر : 2) - فلسطين لا تحرر الا بالمقاومة المسلحة : 3) - كل يهودي جاء الى أرض فلسطين بعد الغزو الصهيوني لا يعتبر فلسطينيا ولا يحق له الوقوف على أرض فلسطين.
جميل مجدلاوي: التحرّكات الأمريكية... ترويج لأوهام... و«معزوفة» مكشوفة
تونس «الشروق»:
وصف السيد جميل مجدلاوي القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حديث خصّ به «الشروق» عبر الهاتف الحراك الأمريكي الدائر هذه الأيام تحت غطاء إحياء مسار السلام بأنه ترويج لأوهام أصبحت مكشوفة من قبل الجماهير الفلسطينية والعربية كما اعتبر ان مثل هذه المراهنة التي يبديها البعض على الدور الأمريكي لتحقيق التسوية ليس إلا نوعا من الحرث في البحر.
وأوضح السيد جميل مجدلاوي ان الهدف من هذه التحرّكات والجولات الأمريكية المكوكية في المنطقة إعطاء العدو الصهيوني مزيدا من الوقت لنهب الارض الفلسطينية ومصادرتها ومزيد فرض الحصار على الشعب الفلسطيني الأعزل ودفع العرب والعالم برمّته الى مواقع الانتظار السلبي في المراهنة على وهم.
وقال: «إننا نرى ان هذه المفاوضات عقيمة وضارة وتعطي العدو فرصة لفرض حقائق على الارض على حساب حقوقنا وتعطي الجانب الأمريكي شهادة براءة ذمة تقدّمه على أنه طرف يمكن ان يتبنى مواقف الحق».
وأضاف: «إن هذا يشكل في الحقيقة تزييفا لوعي الجماهير الفلسطينية والعربية ومغالطات مفضوحة لم تعد تنطلي على أحد».
وتابع: «إن هذه المفاوضات غير المباشرة التي صادقت عليها لجنة المتابعة العربية للجامعة العربية لا تعكس في الواقع إجماعا فلسطينيا بل ان هناك اختلافا فلسطينيا واضحا في هذا الشأن لأن موقف فصائل المقاومة ان هذه العودة الى المفاوضات دون إلتزام العدو الصهيوني لوقف الاستيطان والتأكيد على مرجعية أي حل للقضية هي عودة سلبية.
ولفت في هذا الاطار النظر الى الاجتماع الذي عقدته منظمة التحرير الفلسطينية الأحد الماضي حيث كان الخلاف واضحا حول الموقف من هذه المفاوضات معتبرا في الوقت نفسه «ان إقرار العرب لاستئناف المفاوضات يشكل في حد ذاته دليلا على عجز العرب وحتى تواطؤهم في مخططات التصفية التي تتهدّد القضية الفلسطينية.
وأضاف: «من هذا المنطلق نرى ان زيارة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل الى المنطقة لا تشكل جديدا على الصعيد العملي في إحياء مسار السلام بل انها في اعتقادنا تأتي في سياق ترويج دعاوى لما يسمى الحل الأمريكي الذي يقوم على كسب الوقت والدوران حول الأزمة والعمل على احتواء الموقف الرسمي العربي تمهيدا لاحتمالات أخرى مفتوحة قد يكون في مقدّمتها احتمال خوض حرب جديدة على إيران او على لبنان او على غزة».
وأكد ان الرهان الفلسطيني الحقيقي يجب ان يكون على المقاومة الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والدفاع عن حقوقه الثابتة وفي مقدّمتها بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتابع ان الرهان على إسطوانة السلام المشروخة أثبت فشله وبان بالكاشف بعد 18 عاما من توقيع اتفاق أوسلو انه رهان مفلس لم يحقق أدنى حقوق الشعب الفلسطيني داعيا في هذا الاطار الى التفكير في خيارات فلسطينية أخرى في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتصاعدة على المسجد الأقصى المبارك وعلى المقدّسات الفلسطينية.
«السلام»... ب «التقسيط»!
تونس «الشروق»:
في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي عديد الحروب... والعديد من محطات «السلام» المزعوم الذي لم يجن من ورائه العرب سوى الأوهام... وفي ما يلي أهم هذه المحطات..
(1978): اتفاقيات كامب ديفيد
دعا الرئيس الأمريكي جيمي كارتر نظيره المصري أنور السادات ورئيس الحكومة الإسرائيلي مناحيم بيغن لمنتجعه في كامب ديفيد حيث كان الفلسطينيون موضوع الحوار، ولكن لم يكونوا مدعوين. استغرقت المحادثات 12 يوما وأدت إلى اتفاق للسلام. للمرة الأولى اعترفت دولة عربية بإسرائيل، وبذلك وضع حد للحرب التي دامت ثلاثين عاما. بعد مرور ثلاث سنوات على ذلك، اغتيل الرئيس المصري أنور السادات.
(1991) : مؤتمر مدريد
بإلحاح من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي السابق، التحقت كل من الأردن ولبنان وسوريا ومصر وإسرائيل بمائدة المفاوضات. قبل ذلك بأربع سنوات، انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ورفضت إسرائيل الجلوس إلى نفس المائدة مع ياسر عرفات. والتحق وفد فلسطيني بالوفد الأردني. ولم تسفر مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل في النهاية على شيء.
(1993) : اتفاقيات أوسلو
هي الاتفاقيات التي ظلت عالقة بالذهن، بسبب «تحية اليد» بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلي إسحاق رابين، بتشجيع من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. وقعت التحية الحارة أمام البيت الأبيض. والمفاوضات التي سبقتها، وقعت في السر بمساعدة من النرويجيين. لأول مرة، اعترفت كل من إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ببعضهما. تم الاتفاق على حكم ذاتي محدود للفلسطينيين وانسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة. بعد عامين من توقيع الاتفاق أمام البيت الأبيض، اغتيل رئيس الحكومة الإسرائيلي رابين من طرف ناشط من اليمين اليهودي المتطرف.
(1994) : اتفاقية وادي عربة
في يوم 26 أكتوبر 1994 وقعت كل من الأردن وإسرائيل على اتفاقية سلام تنهي حالة الحرب التي كانت قائمة بينهما، وتضمنت الاتفاقية التي كانت الولايات المتحدة شاهدا عليها، الاعتراف المتبادل بين الطرفين، وبالنسبة للأردن فقد حافظت الاتفاقية على كيانه باعتباره كان على الدوام مهددا كوطن بديل للفلسطينيين، كما أتاحت له حق الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس، وترسيم الحدود مع إسرائيل، والأراضي الفلسطينية، بينما منحت الاتفاقية إسرائيل السلام الدائم مع أقرب جيرانها جغرافيا.
(2000) : اتفاقيات «كامب ديفيد»
أسبوعان من المفاوضات بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود باراك بوساطة من بيل كلينتون. لم تسفر المفاوضات عن شيء. بعد ذلك بشهرين، زار زعيم المعارضة الإسرائيلي أرييل شارون المسجد الأقصى على جبل المعبد في القدس. وأدت زيارته تلك للمعلم الإسلامي المقدس، إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.
(2001): طابا
قام كلينتون بمحاولة أخيرة للتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط بجمع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في منتجع طابا المصري المطل على البحر الأحمر. ولكن وفي فيفري 2001، اضطر باراك الى أن يتخلى عن مكانه لأرييل شارون بعد الانتخابات الإسرائيلية، مما كان يعني، وضع نهاية لطابا.
(2002) : مبادرة السلام العربية
أدت القمة العربية في العاصمة اللبنانية إلى مبادرة السلام السعودية، التي تبنتها الدول العربية لتعرف في ما بعد باسم المبادرة العربية للسلام التي تقضي بأن تعترف الدول العربية بإسرائيل مقابل انسحابها من كل الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، والسماح بإقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية، و التوصل لحل عادل لقضية اللاجئين.
(2003): خارطة الطريق من أجل السلام
بعد عام واحد من إطلاق العربية السعودية لمبادرة السلام، جاء الرباعي الدولي (الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) بما يسمى بخارطة الطريق. كان الهدف هو إنهاء الصراع الذي يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون منذ سبتمبر 2000... ولكن هذه الخطة كان مآلها الفشل ايضا..
(2007) : القمة العربية بالعاصمة السعودية الرياض
أُخرجت خطة السلام السعودية من جديد.
(نوفمبر 2007): مؤتمر السلام في أنابوليس الأمريكي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.