بدأت الشكوك تلقي بظلالها على انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين حيث بدأ الصهاينة يختلقون الذرائع للتنصل من استحقاقات هذه «الفرصة الأخيرة» متهمين رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بوضع العراقيل أمام ما سموها «الأفكار الجديدة» مطالبين باستبداله، فيما أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه لا يتوقع شيئا من هذه المفاوضات. ففي الوقت الذي أبدى الفلسطينيون والعرب شكوكا في صدق النوايا الاسرائيلية تجاه المفاوضات أكدت تقارير اسرائيلية صحة هذه الشكوك وقالت ان هناك من يضع أهدافا أخرى لهذه المفاوضات بعيدة عن الأهداف السلمية وأن طريق المفاوضات سيكون محفوفا بعمليات تخريب كثيرة من الطرف الاسرائيلي. ذرائع اسرائيلية وكشفت صحيفة «معاريف» العبرية أن اسرائيل تطالب بتغيير كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بدعوى أنه يستغل خبرته في التفاوض منذ 17 سنة ويضع «حواجز» أمام «الأفكار الجديدة» للخروج من المأزق. وزعمت الصحيفة أن الأمريكيين يوافقون بشكل جزئي على هذا الرأي، ولم تكتف الحكومة الاسرائيلية بذلك فحسب بل صادقت أمس على بناء 1600 وحدة استيطانية في القدسالشرقية وفي السياق ذاته ذكر مصدر سياسي اسرائيلي كبير أن رئيس السلطة الفلسطينية وضع خطة لاحراج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو واظهاره رافضا لعملية السلام خلال المفاوضات. وكان عريقات صرح أمس الأول بأن واشنطن أبلغت السلطة الفلسطينية بأنها ستعلن عن الطرف الذي يعرقل المفاوضات غير المباشرة. وقال المصدر الاسرائيلي ان معلومات وصلت الى اسرائيل تفيد بأن عباس وعريقات وغيرهما من القادة الفلسطينيين يعتزمون طرح الاقتراحات التي كان قد سلمها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت للتسوية الدائمة بعض التعديلات الطفيفة. وتتضمن هذه الاقتراحات الانسحاب الاسرائيلي الى حدود 1967 مع تعديلات حدودية بنسبة 1.9% من مساحة الضفة الغربية بحيث تتم مبادلتها بالمساحة ذاتها من أراضي 1948، وتقسيم القدس الى مدينتين تكونان مفتوحتين احداهما عاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة والثانية عاصمة لإسرائيل. لكن المبعوث الأمريكي الى المنطقة جورج ميتشل أبلغ عباس بأن تفاهمات أولمرت غير ملزمة. بلا جدوى وفي السياق ذاته قال عريقات ان عباس أبلغ ميتشل بأنه اذا كانت كل جولة ستتضمن الاعلان عن مزيد من الاستيطان والاجراءات أحادية الجانب وفرض حقائق على الأرض واستمرار الاغتيالات والاعتقالات وفرض الحصار على الأرض فإن ذلك يضع تساؤلا حول كل الجهود التي نقوم بها. وأضاف أن عباس أعرب عن اعتقاده بأن المفاوضات غير المباشرة لا يمكن أن تسفر عن أي شيء في ظل هذه الاجراءات الاسرائيلية. ومن جانبه قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد ان اللجنة تبنت في اجتماعها الأخير قرارا يقضي بإعادة احياء وتشكيل اللجنة الوطنية العليا للمفاوضات والتي ستجتمع بشكل دائم مع الرئيس لمراقبة عملية التفاوض.