توفي الشاب «عبد السلام تريمش» صباح أمس في مركز الحروق ببن عروس بعد أيام من إقدامه على حرق نفسه داخل مقر بلدية المنستير. وكان أطباء مركز الحروق والاصابات البليغة ببن عروس وصفوا حالته الصحية بالخطرة والحرجة (حروق من الفئتين الثانية والثالثة) لكن أملهم وأمل أقاربه ومحبيه والمتعاطفين معه ظل قائما حتى صباح أمس (الخميس) تاريخ الاعلان عن وفاة المصاب. وكان الشاب عبد السلام وهو متزوج وأب لطفلتين معروفا ومحبوبا لدى جيرانه في المنستير ولدى أحباء النادي المحلي بما أنه من أوفى أنصار الاتحاد المنستيري بالاضافة الى شهرته لدى زوار ومرضى مستشفى المدينة حيث كان يعمل تاجرا (يملك عربة أمام المستشفى) وتوسعت شهرته لدى أهالي المنستير وأغلب أعضاء «الفايس بوك» في تونس بعد الواقعة حتى أن بعض الآلاف انضمّوا الى موقع «كلنا مع عبد السلام تريمش» ليعبروا عن تضامنهم معه وليدعوا له بالشفاء. وكان عبد السلام توجه يوم الواقعة الى بلدية المنستير ليحل إشكالا حول رخصة نشاطه التجاري لكنه لم يجد آذانا صاغية (حسب شهود عيان) فهدّد بحرق نفسه. وذكر أحد الشهود (في مقال سابق) ل«الشروق» أن أحد مسؤولي البلدية لم يتفاعل مع التهديد وأنه على العكس تحدّى عبد السلام في إقدامه على حرق نفسه فأخرج الضحية ولاعة وأضرم النار في الوقود الذي سكبه سلفا على جسده. وقد أصابت الحروق جسد عبد السلام وقلوب محبيه والمتعاطفين معه ثم تضاعفت حرقتهم ولوعتهم بالاعلان عن وفاته.