خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن صمتها ووجهت انتقادات شديدة لقرار حكومة الاحتلال الاسرائيلي بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة تزامنا مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الى المنطقة، لكنها شدّدت في الوقت ذاته على أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل متينة وقوية في وقت طالبت السلطة الفلسطينية بأفعال تترجم التنديد الأمريكي بقرار اسرائيل الأخير. وجدّدت كلينتون أمس انتقاداتها الحادة لقرار حكومة الاحتلال القاضي ببناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالمحتلة واعتبرته «صفعة لبايدن وإهانة لواشنطن». صفعة... وإهانة وقالت الوزيرة الأمريكية في مقابلة تلفزية أمس ان «انتظار المسؤولين الاسرائيليين وصول نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الى اسرائيل لإعلان السماح ببناء استيطاني في القدس كان صفعة لهذا الأخير». وأضافت كلينتون، كان ذلك أمرا مهينا ليس فقط لنائب الرئيس الذي لم يكن يستحق ذلك بل كان إهانة للولايات المتحدة نفسها». وكانت كلينتون اتصلت برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة قبل الماضية لإدانة موقفه «السلبي جدا» حيال واشنطن، مستخدمة لهجة قاسية إزاء حليفتها. وأبلغت كلينتون التي تشعر ب«استياء كبير من الضربة الجديدة التي وجهت الى عملية السلام محادثها بأن قرار بناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية يشكل «إشارة سلبية جدا في مقاربة اسرائيل للعلاقات الثنائية». وكان جيمس بيكر وزير الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب شعر بالاستياء من تعنّت رئيس الوزراء الاسرائيلي حينذاك (عام 1990) اسحاق شامير وقال له «عندما تأخذون السلام (مع الفلسطينيين) على محمل الجد اتصلوا بنا». لكن خبيرا في واشنطن رأى أن الوضع مختلف جدا اليوم وقال انه خلافا لبوش وبيكر، فإن كلينتون وبايدن صديقان مقرّبان جدا من اسرائيل. وقد أكدت كلينتون بنفسها ذلك حين صرّحت أمس بأن «علاقتنا بإسرائيل جيدة وقوية وهي متجذرة بالقيم المشتركة التي تجمعنا ولكن علينا أن نوضح لأصدقائنا الاسرائيليين أن خيار السلام القائم على حل الدولتين يتطلب القيام بخطوات لبناء الثقة بين الطرفين». وستشارك كلينتون في المؤتمر السنوي لمنظمة «إيباك» كبرى المنظمات اليهودية الأمريكية الداعمة لإسرائيل، وسيشارك في المؤتمر الذي ينعقد بين 21 و23 مارس الجاري رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. المطلوب أفعال وقد رحّبت السلطة الفلسطينية أمس بتصريحات كلينتون وأعربت عن أملها في ترجمة هذه الادانات الى قرارات ملزمة لإسرائيل لوقف النشاط الاستيطاني. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان السلطة ترحّب ببيان كلينتون واللجنة الرباعية الدولية لكننا نريد ترجمة هذه الادانات والبيانات الى قرارات. ودعا عريقات الادارة الأمريكية التي ستوفد مبعوثها لعملية السلام جورج ميتشل الى المنطقة الأسبوع المقبل الى أن تبلغ السلطة الفلسطينية بقرار إلغاء البناء الاستيطاني في القدس للمضي قدما في المفاوضات غير المباشرة. وكانت اللجنة الرباعية قد أصدرت الليلة قبل الماضية بيانا أدانت فيه القرار الاسرائيلي الأحادي الجانب وقالت ان المجتمع الدولي لن يعترف به،