«إذا كنت تحب كرة القدم فأقرأ هذا الكتاب، وإذا كنت لا تحبها فأقرأه أيضا». مقولة تعني الكثير وتحوي الكثير، لكن شتان بين هذا وذاك. بين من يقرأ كتاب «الكرة ضد العدو» وبين من لم يقرأه. كتاب «الكرة ضد العدو« صورة مجسدة لواقع افتراضي حيث يختلط الواقع بالخيال وتتمازج الايديولوجيات في عالم «الساحرة المستديرة». هذا الكتاب صدر مؤخرا عن مؤسستي «كلمة» و«الانتشار العربي» وتوزعه في تونس «الشركة التونسية للصحافة» وهو للكاتب الاوغندي سايمون غاد كوبر وهو من مواليد 1969 بمدينة كامبالا الأوغندية درس في هولنداوألمانيا والولايات المتحدةالامريكية حيث تخرج من «هارفارد» صحفيا واشتغل خصوصا على الأهمية السياسية والثقافية الرياضية. عمل في «الفيننشل تايمز» و«الأبزرفر» و«التايمز» وغيرها من الصحف والمجلات العالمية. كما كانت له تجربة نشر في أهم وسائل الاعلام المكتوبة في العالم على غرار «التايم ماغازن» و«الغارديان» و«التلغراف» في بريطانيا وفي عدد من المجلات في ألمانيا واليابان وهولندا وسويسرا والسويد والدانمارك. أحرز جائزة «مانويل فازكيز مونتالبان» عن الكتابة في الرياضة، جائزة يدعمها نادي برشلونة لكرة القدم. هذا الكتاب الذي يحتوي على 335 صفحة هو من الحجم الثقيل: فكريا وايديولوجيا، فهو خلاصة عديد الافكار التي أرادت ان تفهم عالم كرة القدم. ذلك العالم الشاسع اللامتناهي. عالم فاق الخيال وعجز الفكر البشري عن تحليله والاحاطة به. حيث ارتفعت الافكار وتجاوزت البساط الاخضر والاثنين وعشرين لاعبا على الميدان لتكشف أسرارا غريبة وحكايات عجيبة استطاع الكاتب سايمون كوبر تلخيصها وبسط فكرة شاملة عن علاقة الكرة بالعالم الخارجي: علاقتها بالسياسة، علاقتها بالاقتصاد، علاقتها بالمجتمع، علاقتها بالتاريخ. حيث استطاع أن يؤكد ان كرة القدم لعبة تتجاوز كونها الاكثر شعبية في العالم لتصبح شكلا من أشكال التعبير ولغة كونية تدافع عن إيديولوجيات مختلفة، وبحسب وصف الاسطورة «بيليه» فإن كرة القدم هي اللعبة الرائعة التي تتسبب باطلاق حروب وايقافها وهي الشرارة التي ولّدت الثورات. الكتاب الذي ترجم الى عديد اللغات في العالم ومؤخرا قام المترجم الأردني خليل راشد الجيوسي بترجمته الى العربية وإضافة شعلة للفكر العربي لتكون له فرصة قراءة هذا الكتاب الفائز بجائزة «وليم هيل» للكتب الرياضية لهذا العام كما اختارته مجلته «فور فور تو» كأفضل كتاب على الاطلاق يتناول موضوع كرة القدم. كما اختارته صحيفة «أوبزرفور» اللندنية الأفضل بين خمسة وعشرين كتابا رياضيا. هذا الكتاب يصف بدقة كيف تساهم اللعبة الرياضية الأكثر شعبية في العالم بإطلاق الثورات وشحنها بلغة أدق، لم تعد كرة اليوم كرة الأمس ولن تكون كرة الغد، إنها فكر بل جملة أفكار، إنها الوسيلة. فلم تعد الغاية.. حقيقة لن يفهمها غير قارئ هذا الكتاب «الكرة ضد العدو» حتى نرى وندرك لماذا تخسر فرق وتربح أخرى.. متى تكون ركلة الجزاء ومتى لا تكون.. كل هذه الجزئيات غابت عن العين المجردة وغاصت في فكر الكاتب ليعيدها من جديد الى عشاق الأميرة والحالمين وراء الساحرة المستديرة. بعد قراءة هذا الكتاب، تتأكد لماذا قال الكاتب: «إن كنت تحب كرة القدم فاقرأ هذا الكتاب، وإذا كنت لا تحبها فاقرأه أيضا». فبعد صدور هذا الكتاب تهاطلت عليه شهائد الاستحسان وعبارات الامتنان. فقالت فيه الصحف والمجلات الأجنبية عبارات مثل: «فكرة رائعة.. من غير المرجح أن يصدر كتاب أفضل منه هذا العام» «مشهد بانورامي رائع للثقافة التي تحيط باللعبة، واستبصار ورؤية لكيفية تحول 22 لاعبا وكرة الى سفراء الايديولوجيا..». «ممتاز.. كتاب مسلّ وممتع وناقد، ينبغي لأي شخص لديه أبسط اهتمام بكرة القدم أن يقرأه». قالوا عنه هذا.. لكننا من جهتنا نقول أكثر من ذلك بكثير. إن عشق كرة القدم يرتبط بقراءة هذا الكتاب حتى لا تختلط علينا الأمور وتتقارب الأفكار لأن الفكر واحد والهدف واحد والمبدأ واحد.