هو إعلامي لبناني ورئيس التحرير بجريدة «النهار» اللبنانية، شاب مسؤول عن كلمته وقلمه مدرس وصحفي هو الاستاذ غسان حجار. «الشروق» استغلت وجوده في تونس لتجري معه الحوار التالي: كيف يقدم السيد غسان حجار نفسه الى الجمهور التونسي؟ ببساطة أنا صحفي عاشق لمهنتي ومحب للإعلام وحرية التعبير والكلمة الحرة، وأعشق المواقف الجريئة. كنت في ندوة صحفية تتحدث عن تحديات الصحافة المكتوبة، بماذا خرجت منها.؟ أولا لاحظت مستوى رفيعا في النقاش من بعض الصحفيين وخاصة طلبة الاعلام عندكم، أما على مستوى التنظيم فكان جيدا. كنت جريئا في تدخلاتك؟ بصراحة لم أر جرأة في كلامي بل قلت أشياء عادية يمكن أن تقبل أو ترفض. قلت يتعين على الدول العربية إغلاق المعاهد والجامعات الإعلامية فهل تعتبر ذلك أمرا عاديا؟ أولا هذه فرصة لأوضح جيدا وجهة نظري، أنا أستاذ إعلام وأحب الاعلام، واقتراحي هو تكوين صحفيين لهم اختصاصات مختلفة ولم أكن أقصد ما فهمتموه من كلامي، فقط هي دعوة الى تجاوز ثغرات التكوين الأكاديمي في الدول العربية. وهل التكوين الأكاديمي في لبنان ممتاز؟ أبدا، هناك عدة ثغرات منذ مدة وأنا أبحث عن صحفي يكتب في الاقتصاد ولم أجد مبتغاي، يعني المشكل في كل مكان. أنت من الصحافيين الذين يهاجمون كثيرا لماذا؟ كل صحفي حر في رأيه ومن ينتقدنا هو حر وأحترم رأيه. نقدت في أحد مقالاتك المسرحي اللبناني الكبير «جوزيف أبا عقل وهو شخصية مسرحية هامة في لبنان وكاتب، فغضب منك أحد الصحفيين وتهكم عليك بالقول «أيها الصحفي العظيم»؟ نعم لقد قرأته وضحكت، ومن حقي أن أنقد من أشاء ومن حق الآخرين إبداء آرائهم ونقدي، فأنا لست منزها عن النقد، ويوم كتبت ونقدت كنت مقتنعا بما فعلت. هل أنت مع الصحافة الصفراء؟ نعم أنا مع الصحافة الصفراء والحرة والسياسية، وكل أنواع الصحف، فكل انسان حر في اختياره لنوع الصحافة التي يختارها. أليس غريبا ان تتبنى مثل هذه المواقف؟ أبدا، مثلا نحن كصحفيين لو منعنا الصحافة الصفراء من السوق، سنقوم بعملية قمع لحرية اختيار المواطن، واذا أردنا اصلاح شيء ما لا نمنعه. ولكن هذا يفتح المجال للدخلاء لافساد الصحافة؟ أبدا، لماذا؟ بل العكس، من يريد اصلاح شيء ما يعود الى جذور المشكل، وأنا مع مقولة «الصحافة حمالة كل أنواع الإبداع» والفساد سينتهي لأنه لا يدوم، والبقاء للكلمة الحرة. مقالاتك مليئة بالسخرية، لماذا؟ لأن حياتنا مسرح كبير، وعلينا أن نسخر من كل شيء. تعتبر من رؤساء التحرير الشبان في لبنان وعلى رأس أكبر جريدة وهي «النهار» لعائلة غسان توينبي، فهل هذا حظ؟ أبدا هو تعب السنين وبدأت كمحرر عادي ثم رئيس قسم لسنوات طوال والآن أنا رئيس تحرير. كنت تعمل محررا في التلفاز، لماذا تركت ذلك؟ لأني وكما قلت عاشق للقلم والصحافة المكتوبة ولم ولن أندم. كنت تدرس المحاماة لماذا غيرت وجهتك؟ لأني فشلت في دراسة المحاماة ولم أكن أحبها والإعلام بصراحة كان هاجسي وفعلا اختياري كان موفقا، ونجحت في الصحافة المكتوبة. ما هي تحديات الصحافة المكتوبة؟ الكلمة الحرة والرأي الصحيح، ولن أقول كلاما فضفاضا لأني أختصر مفهوم الاعلام هكذا، لماذا وصل الاعلام الى هذه الحالة من الركود في العالم العربي؟ لأنهم يعتمدون على الأغاني الهابطة، وأشباه الصحفيين، والبرامج التافهة، وكثرة المحطات، والتركيز على الشكل الخارجي، فأسقطت المضمون في الوحل، وأصبح طموح البنات هو الظهور في التلفاز للشهرة والبحث عن الثراء السريع وعمليات التجميل التي خنقتنا ولم نعد نميز بين الدمية والمذيعة أو المقدمة.