رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحديث عن أزمة في العلاقات بين بلاده واسرائيل قائلا «إن بينهما رابطة قوية لا يمكن ان تنفصم، وذلك بعد التوتر الشديد الذي أثاره اعلان حكومة الاحتلال الاسرائيلي عن مشاريع بناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية. وفي أول تعليق له على المسألة قال أوباما في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» التلفزية الأمريكية إن «اسرائيل هي واحدة من أقرب حلفائنا ونحن والشعب الاسرائيلي تجمعنا صلة خاصة لا يمكن ان تنقطع». وتنتظر الإدارة الأمريكية ردا من رئيس حكومة الاحتلال حول اعتراض واشنطن على الخطوة الاسرائيلية ببناء مزيد من المستوطنات. وردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك أزمة في العلاقات الأمريكية الاسرائيلية قال أوباما «لا، لدينا رابط خاص مع الشعب الاسرائيلي ولن يزول، ولكن الأصدقاء يختلفون في بعض الاحيان، هناك اختلاف حول الطريقة التي يمكننا بها أن ندفع عملية السلام قدما». وأشار أوباما الى أن الاعلان عن مشاريع بناء وحدات استيطانية جديدة صدر عن وزارة الداخلية في اسرائيل وأن نتنياهو اعتذر، رغم أن رئيس حكومة الاحتلال اعتذر فقط عن توقيت الاعلان عن هذه المشاريع، الذي تزامن مع زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى المنطقة. ودعا أوباما الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى «القيام بخطوات للتأكد من أنه بإمكاننا اعادة بناء الثقة» حسب تعبيره. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ذكرت ان البيت الابيض يدرس احتمال اقتراح خطة أمريكية تشكّل أساسا للمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وقالت الصحيفة إنه اذا كان الرئيس الأمريكي سيعرض اقتراحه الخاص مكمّلا بخرائط للأراضي فإن ذلك لن يحصل قبل ان يكون المبعوث الأمريكي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل قد أجرى مفاوضات غير مباشرة لعدة أشهر بين الطرفين. وكتبت الصحيفة ان مسؤولين أمريكيين يتساءلون عن التزام حكومة نتنياهو في محادثات السلام، مضيفة ان ما سمّته الخلاف بين اسرائيل والولاياتالمتحدة دفع أيضا بمسؤولين أمريكيين الى المطالبة بتغيير للمقاربة ا لامريكية لحل النزاع. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في ادارة أوباما قوله إن الوضع القائم لن يؤدي الى نتائج ولن يقود الى أي شيء. وفي استطلاع أجرته صحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية لآراء خبراء أمريكيين متخصصن في شؤون الشرق الاوسط قالت الاغلبية إن اسرائيل أخطأت عندما أعلنت قرار البناء الاستيطاني في القدسالشرقيةالمحتلة، ولكن هذه الأغلبية انتقدت ما سمته تشدد واشنطن غير ان محللين آخرين قالوا إن على اسرائيل أن تعرف أن واشنطن لن تؤيّدها تلقائيا في كل شيء تفعله. وقال مدير قسم عملية السلام في معهد الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي إن الولاياتالمتحدة على حق في أن تغضب بسبب القرار الاسرائيلي، لكنه أكد أهمية التحالف مع اسرائيل.