تمثل عطلة الربيع فرصة للخروج من الضغط النفسي الذي يعيشه التلاميذ والطلبة طوال فترات الدراسة والمكوث كثيرا بين حيطان المؤسسات التربوية التي يزاولون بها دراستهم وحيطان منازلهم وكذلك فرصة للترويح عن أنفسهم وللعب والاستجمام والترفيه والاستمتاع بأوقات فراغهم «الشروق» اهتمت بهذه الفرصة واتصلت بالعديد من الأولياء والتلاميذ وسألتهم عن الوسائل والامكانيات التي يتخذونها لتجاوز بعض القلق والتوتر النفسي اللذان يعاني منهما الطفل يوميا وعن وسائل الترفيه المتوفرة في الجهة وغيرها ودورها في حياة الطفل بصفة عامة فتحصلت على المعلومات التالية : «حسونة» موظف وأب لثلاثة أطفال تحدث عن حق الطفل في الراحة وأوقات الفراغ والحق في ممارسة الألعاب والأنشطة الترفيهية المناسبة لعمره وحقه في المشاركة في الحياة الثقافية والفنية بما يتناسب مع سنه ويحفظ هويته. وتحدث بكل حسرة عن غياب المرافق الضرورية للترفيه التي يحتاجها الطفل في بداية عمره لكي ينمو نموا متكاملا من جميع النواحي البدنية والعقلية والوجدانية لاكتساب مهارات جديدة وتنمية قدراته الكامنة وتشكيل شخصيته رغم ما يتوفر في الجهة من خصوصيات ومعالم طبيعية هامة وأوضح أن كلفة الذهاب إلى فضاءات الترفيه القليلة جدا تعد باهضة إذا اعتبرنا مصاريف التنقل مثلا إلى «حديقة بوهدمة» أو «عين رباو» أو حديقة عرباطة بقفصة أو زيارة المعالم الأثرية بجهة سبيطلة أو «الشعانبي» بالقصرين وأخص بالذكر هذه المناطق التي تعتبر الأقرب فضلا عن مصاريف الأكل والشرب ومعاليم الدخول التي تعد مرتفعة الثمن. وذكر محدثنا أنه سيسعى ويحاول مرافقة أطفاله إذا سمحت له الميزانية إلى إحدى المناطق الترفيهية للخروج من الروتين والرتابة ولو لقليل من الوقت. وحول فضاءات الترفيه المتوفرة بجهة سيدي بوزيد ذكرت عائشة غ أنها قليلة أو هي منعدمة وبينت أن التجهيزات المتوفرة في المنتزه العائلي بسيدي بوزيد أو بالمنتزه العائلي بلسودة قديمة وبسيطة جدا وهي لا توفر ظروف الراحة ولا تجلب الأطفال ولا تمتعهم بالصورة المنشودة وذكرت محدثتنا أن أبناءها يكتفون بالجري واللعب في ساحة البيت والتجوال في ضيعتي الأجداد. وأوضح عبد الحميد ح (مربي) أن الترفيه واللعب والتسلية من الوسائل التي تساعد على تطور الطفل ونموه السليم وتكوين شخصيته المتميزة، فالطفل بحاجة إلى التعبير عن ذاته من خلال اللعب وأن يطور مهاراته ويكتشف الجديد من حوله ومن هذا المنطلق بات لزاما عليه أن يخصص لأبنائه حيزا زمنيا للترفيه والخلاعة والمتعة حسب الفصول وذكر أنه يتحول إلى الجنوب مع أبنائه في فصلي الخريف والشتاء ويتحول إلى ولايات الشمال والساحل في فصلي الصيف والربيع وذكر أنه يخصص جانبا كبيرا من أجرته لهذا الغرض على حساب المأكل والملبس وذلك لترضية أبنائه الذين يتميزون في الدراسة من سنة إلى أخرى. وأشار عدد من تلاميذ الأقسام النهائية التقيناهم في احدى المؤسسات الثقافية بسيدي بوزيد إلى المجهودات التي تقوم دور الثقافة في الجهة لفائدة الشباب والتلاميذ وذلك بتنظيم مهرجانات الربيع الخاصة بأطفال الجهة هذه الأيام وذلك للترويح عنهم لعدم توفر الفضاءات الترفيهية بالجهة وأشاروا كذلك إلى المسؤولية التي تتحملها الأسرة والمجتمع والدولة في تمكين الأطفال من اللعب والترفيه وطالبوا بانزال هذا الحق على أرض الواقع وعدم الاستهانة به.