عبّر الممثل والمسرحي «جمال العروي» عن استيائه من تصرف مخرج مسلسل نجوم الليل معه كممثل محترف بعد دعوته للكاستينغ ثم عدم اعلامه بمشاركته من عدمها في هذا العمل الدرامي الذي ستثبه قناة حنبعل في شهر رمضان القادم. بطل «العاصفة» و«أمواج»، و«ويبقى الحب»، ومجموعة أخرى من المسلسلات التونسية الرمضانية، شدد على كونه لن يدقّ الأبواب ليشارك في عمل درامي تونسي، بعد 32 سنة من التجربة في هذا الميدان، لكنه بالمقابل أكد أن المسرحي عموما في حاجة الى الظهور التلفزي، لأن ذلك من شأنه ان يساعده على تسويق أعماله المسرحية. «العروي» تحدّث أيضا عن «منامات صغيرة» وعن ولعه بمسرح الطفل في حواره مع «الشروق»، وفيما يلي أبرز ما جاء في هذا الحوار: هل ستكون سنة 2010 موعد عودتك للمسلسلات التونسية؟ الى حد الآن لا أستطيع الجزم في هذا الموضوع، وشخصيا لا أصدّق الوعود الى حين مباشرتي للتصوير. يبدو أنك مستاء مما حصل لك في مسلسل «نجوم الليل»؟ أنا تفاجأت لما قرأت في الصحف أنني موجود في هذا المسلسل لأنني لم أصرّح بهذا قط، حتى أتأكد من تواجدي خاصة وأنني لم أشارك في الاعمال الدرامية التلفزية منذ سنوات. وكيف وقع ابعادك عن هذا المسلسل بعد توجيه الدعوة لك؟ بصراحة ما حصل لي يسيئ للفنان وللمهنة عموما، حيث كان بالامكان ان يكون التصرف معي بأكثر حرفية وبأسلوب حضاري. ما الذي حصل بالضبط معك؟ في البداية وقع توجيه الدعوة لي فشاركت في الكاستينغ وقد أكد لي المخرج مديح بلعيد ان الأمور على ما يرام (فيما يخص الكاستينغ وأنه سيقع الاتصال بي فيما بعد، وقد شددت قبل مغادرتي للمكان على أهمية الاتصال بي سواء كان ذلك بالايجاب او بالسلب، لكن للأسف الى الآن لم يتصل بي أحد ومع ذلك أتمنى لهم التوفيق والنجاح لمسلسل «نجوم الليل» ولكل الاعمال الدرامية التونسية لأن في نجاحهم نجاحا للقطاع ككل. قلت أن لديك وعودا للمشاركة في مسلسلات أخرى؟ لا أحب العيش على الوعود، وأنا لا أدق أبواب المخرجين ولن أدقّها بعد 32 سنة من التجربة في الاعمال الدرامية التونسية، سأظل أترقب دعوة المخرجين، لأن لديهم أرقام هواتفنا، وهم باستطاعتهم تقييم ما اذا كان هناك دور يناسبني في مسلسل ما. بعد 32 سنة من التجربة، كما تقول لم يرك اي مخرج في دور ما في مسلسلاتنا الأخيرة؟ هذه اختيارات المخرجين، كما أنني ابتعدت قليلا عن الميدان بحكم التزاماتي العائلية واهتمامي بولديّ رامي وريّان، وكذلك بحكم التزاماتي المسرحية. لكن الاكيد ان الفرصة آتية لامحالة وبإذن الله تعالى. جوابك ديبلوماسي نوعا ما، أليس كذلك؟ ماذا تريدني ان أقول أنني كنت في معركة... لا أريد الخوض في هذا الموضوع مجددا... لكن من حقي أن أتواجد في ميدان الدراما لأنه أخذ مني عمري من ناحية ولأن المسرحي من ناحية أخرى في حاجة الى الظهور التلفزي الذي يساعده على الأقل في تسويق أعماله المسرحية.. وللمخرجين سديد النظر.. الظهور التلفزي يساعد الممثل ماديا كذلك؟ على العكس، أموال المسلسلات، لم أشعر بها أصلا، لأنها لا تبقى مع صاحبها... ولا أخفيكم سرّا، أنا حاليا أفضل ماديا من الوقت الذي اشتغلت فيه في المسلسلات. وماذا عن الظهور المسرحي؟ أنا حاضر في المسرح بانتاجين، هما «ولفة» و«منامات صغيرة» وأنا سعيد بعد التتويج الأخير لمسرحية «ولفة» في مهرجان ربيع قابس، حيث حصدت جائزة أحسن عمل متكامل، وجائزة احسن ممثل بالنسبة لياسين الفطناسي وجائزة أحسن ممثلة لريم السلامي. وأما مسرحية «منامات صغيرة» ستكون حاضرة في المهرجانات الصيفية إن شاء الله. على ذكر «منامات صغيرة» لم تكن في مستوى انتظارات النقاد والمسرحيين؟ على العكس، كل ما كتب عنها او اغلبه إيجابي، لكن ما لم يكن منتظرا هو النمط الذي ظهر به حسن المؤذن الذي كانت اعماله السابقة في نسق مسرحي معيّن، لكنه غيّر هذا النمط واختار «المسرح الجماهيري» كنمط جديد وهذا من حقه، وحسب رأيي قد نجح في هذا النمط. إذن بماذا تفسّر الانتقادات الموجهة لهذا العمل؟ أظن ان أغلب الناس أعجبوا بهذا العمل حسب تصريحاتهم وحتى ما كتب عن المسرحية كان إيجابيا كما أظن ان مجموعة ممن يعرفون أعمال حسن المؤذن لم يستسيغوا تغييره لنسقه المسرحي المعهود لكن ما استطيع تأكيده هو ان «منامات صغيرة» مازالت تتحسّن وستتحسّن أكثر في عروضها القادمة. أيهما أقرب الى جمال العروي، مسرح الطفل أم مسرح الكهول؟ أنا جرّبت الاثنين، لكن انسجمت أكثر مع مسرح الطفل واكتشفت انه يتطلب جهدا أكبر وتعبا أكبر من مسرح الكهول لأنك مع الطفل «تلعب» على الغذاء الفكري والبيداغوجيا والديكور والألوان والإضاءة، بالاضافة الى كوني أحبّ كل ما هو صعب، وبداخلي طفل لم يفارقني منذ ولادتي الى يوم الناس هذا. هل من فكرة عن الدورة الخامسة لمهرجان المسرح الكوني للطفل، الذي تنظمه شركتكم «زاد للفنون»؟ كما تعلمون في إطار فضاء «الفتح» الثقافي تنظم الشركة في الفترة الممتدة من 25 مارس الى غاية 28 مارس 2010 الدورة الخامسة لمهرجان المسرح الكوني للطفل وستعرف هذه الدورة، مشاركة أربعة أعمال مسرحية وأربعة أعمال سينمائية موجهة للأطفال بالاضافة الى تنظيم مائدة مستديرة حول «واقع مسرح الطفل وآفاقه» وعديد الورشات، فضلا على ان افتتاح التظاهرة سيلتئم ببطحاء باب سويقة عبر عرض سيرك إيطالي.