في وقت لم يتجاوز ال24 ساعة تعرضت فتاتان وشاب في مقتبل العمر إلى حادث مرور مريع بالطريق السيارة الفاصلة بين منطقتي الشرقية 1 والشرقية 2 والسبب هو عدم وجود محوّل يسمح للمترجلين بالعبور من وإلى المنطقة الصناعية، إضافة إلى قلّة المواصلات وعدم اكتراث الحافلات لمن ينتظرها من عمّال. لم تمرّ ال24 ساعة على تعرّض الفتاتين العاملتين بالمنطقة الصناعية بالشرقية إلى حادث أليم حيث صدمتهما سيارة حتى جدّ صبيحة أمس الثلاثاء حادث مريع لشاب في مقتبل العمر يعمل بأحد المصانع بالمنطقة عند عبوره الطريق السريعة المؤدية إلى المطار. وإثر تحولنا إلى مكان الحادث وتحدثنا إلى شهود عيان هناك وإلى بعض العمّال عبروا لنا عن استيائهم لعدم وجود ممرّ للمترجلين وعن معاناتهم اليومية في الوصول إلى أماكن عملهم. «العودة غير مضمونة» السيد إبراهيم حارس بشركة بالمنطقة الصناعية بالشرقية كان شاهد عيان على الحادث الأخير الذي جدّ يوم الثلاثاء بالمنطقة حيث يقول: «شاهدت الشاب ماسكا أوراقا بيده متّجها إلى الطريق السيارة ليعبرها ورغم حذره الشديد إلا أن السيارات كانت الأسرع فحدث ما حدث». ويضيف: «هذه ليست المرة الأولى التي تطرأ فيها مثل هذه الكوارث واقرب دليل ما حدث للعاملتين مساء أول أمس. السيد إبراهيم بحكم خبرته الكبيرة بالمنطقة أعاد هذه الكوارث إلى انعدام الممر الخاص بالمترجلين إضافة إلى السرعة الجنونية لسائقي السيارات وغيرها من وسائل النقل. ويضيف: «الواحد منّا لا يأمن عودته إلى أهله عند الخروج إلى العمل». شبح الحوادث يهدّدنا السيدة هاجر عاملة بمركز نداء بالمنطقة نفسها وهي من الذين يتوخون الحذر التام في الوصول إلى أماكن عملهم وكذلك الشأن بالنسبة إلى العودة منه. أكدت أنها تترجل لمسافات طويلة جدا (من المنطقة أي الشرقية إلى منبليزير، أو من الشرقية إلى المطار) لتجنّب الحوادث وتضيف بأن وسائل النقل العمومية تتوقف بعيدا عن المنطقة التي تعمل بها وهذا ما يمكن أن يزيد من حدّة المشكل. حوادث مستمرّة السيد رشيد بوراوي صاحب مقاولات بالمنطقة الصناعية يقول بأن المعمل الذي كنت أعمل به تعرض 6 من عمّاله تقريبا إلى حوادث من هذا القبيل والعمّال بهذه المنطقة يعيشون حالة رعب مستديمة من هذا الطريق. علما أن عودة العامل إلى منزله تستغرق يوميا الساعتين تقريبا مع أن المسافات ليست بالبعيدة جدا. ويسانده الرأي في ذلك كلّ من بلال وبشير ومحمد وحاتم. الوزارة تعد بالممرّ منذ أسابيع قليلة ووفقا لمصادر من وزارة التجهيز والاسكان تم اقتراح بناء ممرّ علوي للمترجلين على مستوى الطريق الوطنية عدد 8 الشرقية 1 ومن المحتمل أنه سيقع برمجة هذا الممر للانجاز في غضون سنة 2011. علما أن الوزارة انطلقت في انجاز ممرين علويين للمترجلين على مستوى شارع الهادي السعيدي باب سيدي عبد السلام وشارع 20 مارس باردو. وتبلغ الكلفة الجملية لهذين الممرين حوالي 1.2 مليون دينار سيدخلان طور الاستغلال صيف 2010.