لطالما رفع الفن العربي، على مرّ التاريخ شعار «الفن يعلو ولا يعلى عليه». إذ كان صوت العندليب الأسمر يغرّد شاديا بأعذب الألحان وبأحسن الكلام، رفقة عبد الوهاب موسيقار الأجيال وملكة الغناء العربي أم كلثوم، كوكب الشرق،وغيرهم من أعلام الأغنية العربية. هؤلاء أسسوا لجيل من المغنيين، هم الآن على الساحة الفنية يحاولون انقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من الأغنية العربية الأصيلة. لكن حيث يجب أن تكون توجد بعض البرامج الفضائية التي تذيع أصواتا وأجسادا لا تمّت للفن بصلة، برامج «فنيّة» لا تمثل سوى نشازا طال به الأمد، وأصبح يزعج الآذان ويذهب الأبصار. أعني هنا: «ستار أكاديمي»، هذا البرنامج الذي لم يكن أمامه سوى رفع شعار «من تعرّي أكثر، لها حظوظ أوفر في الشهرة والمال»، فعوض أن نجد غناء جميلا وعذبا، نصطدم بأجساد تشدو وترقص لألحان غيرها، ساعية بجهد «الطالب» أن تملأ عيون المشاهدين إغراء وفتنة. أمّا الآن فلنقارن بين الشعارين: القديم والجديد.. لن نجد سوى التساؤل حول القصد من هذه المهزلة. سيف الدين العامري (طالب بمعهد الصحافة)