عباس: نعم لدعم الجيش السوري..! سرت «الشروق» من مبعوثتنا الخاصة: فاطمة بن عبد الله الكرّاي «اللّه أكبر.. فوق كيد المعتدي... واللّه للمظلوم خير مؤيّد.. أنا باليقين.. والسلاح سأقتدي..» بهذه الكلمات من النشيد الليبي الذي كان يردّده الثوار في كل مكان من الوطن العربي، وخاصة ابان العدوان الثلاثي على «مصر 56»، انتهت القمّة العربية الثانية والعشرين، أمس في مدينة «سرت». وبعد أن أعلن العقيد معمر القذافي انتهاء أشغال القمّة، تدافع الصحفيون نحو مسؤولين عرب، وكان للرئيس السوري بشار الأسد، النصيب الأسد من الأسئلة.. وعن سؤال وجهته له «الشروق»، وفي نهاية أشغال القمة العربية أكثر تفاؤلا ممّا كان عليه إبّان افتتاحها، قال الرئيس السوري: «بطبعي، دائما متفائل.. وهناك قرارات عربية اتخذت، سوف تظهر نتائجها بعد حين، وليس الآن.. فالأكيد هناك مستجدّات سوف تظهر فيما بعد». وعن الخلاف أو ما اعتبره البعض ملاسنة بين الرئيس السوري ورئيس السلطة الفلسطسينية، في قاعة الاجتماعات المغلقة، قال مصدر عربي موثوق ل«الشروق» إن القصّة بدأت، عندما عبّر الرئيس الأسد عن ضرورة تضمين البيان الختامي لقمّة سرت، بندا بدعم المقاومة، فردّ عليه «أبو مازن»، إذن لنعلن أيضا دعمنا للجيش السوري، إذا كان لا بدّ من الحرب للتحرير.. وخفّف مصدر «الشروق» من النعت الذي قالت عنه وسائل إعلام إنها ملاسنة، حول ذاك الحوار الذي جدّ بين الأسد وعبّاس.. وعلى وقع مثل هذه الاختلافات التي كانت واضحة بين شقين من العرب، بين دعم المقاومة ضدّ الاحتلال الاسرائيلي، وبين دعاة «المحادثات» غير المباشرة على الأقل مع اسرائيل، اتخذت القمّة قرارا «بدعم الشعوب العربية على تحرير أراضيها» يعني بما فيها، الى جانب فلسطين، الجولان وأراضي بجنوب لبنان.. وانطلاقا من «أجندات» بات واضحا أنها مختلفة، بين المشاركين في القمّة (أو جزء منهم) تواصلت أمس أشغال قمّة سرت بداية من العاشرة صباحا.. هنا في قاعة «واغادوغو» بمدينة «سرت». على خلفية المواقف التي بدت متباينة، بخصوص دعم عربي رسمي، وفق اقتراح أويكي، لاسناد الطرف الفلسطيني في مباحثات غير مباشرة مع الطرف الاسرائيلي، وجّهت «الشروق» سؤالا إلى وزير خارجية سوريا، الذي تمانع بلاده منذ وصول المقترح الى مجلس وزراء الخارجية العرب المنعقد بالقاهرة، يوم 3 مارس الجاري، حول مساندة عربية رسمية لمفاوضات غير مباشرة بين الجانب الفلسطيني واسرائيل. قال «المعلّم»: إن بلاده غير معنيّة بأيّ بيان يصدر عن القمّة فيه إشارة إلى ما أقدمت عليه المجموعة العربية على مستوى مجلس وزراء الخارجية يوم الثالث من مارس، حين أسندت الطرف الفلسطيني في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل.. وهنا شدّد «وليد المعلّم» على أن بلاده شرحت للوفود، ما أقدمت عليه اسرائيل بعد اجتماع مجلس الجامعة في 3/3/2000، من ممارسات ليس آخرها إعلانها عن خطّة بناء 1600 مستوطنة (مستعمرة) اضافة الى سياسة تهويد القدس التي أعلنتها سلطات الاحتلال.. وكشف رئيس الديبلوماسية السورية النقاب عن أن بلاده تتحفّظ على أي بيان من هذا القبيل، مشيرا بالقول: «أنا لا أحكم على النواياولكني أوضحت موقف سوريا الذي كان منذ البداية هو الموقف الصحيح»، مشدّدا في معرض ردّه على سؤال آخر حول «فرصة» جديدة قد يمنحها العرب لعملية المفاوضات «إن سوريا لن تكون طرفا.. فقد كان هناك إجماع على زن تتوقف هذه (المبادرة) ولكن اسرائيل واصلت صلفها».. مبيّنا أن القرار بيد الطرف الفلسطيني، و«هم أدرى بوجود التأكيدات من عدمها»، بخصوص امكانية أن يكون الطرف الفلسطيني أو بعض الأطراف العربية، قد حصلت على تأكيدات أو ضمانات بأن اسرائيل ستتراجع عن سياسة الاستيطان والمخطط الذي أعلن عنه نتانياهو في الغرض.. وعن سؤال حول خيار الاستعداد للحرب، من الجانب العربي، وهل أنه نوقش أو وقع تناوله قال المعلّم: «خيار الاستعداد للحرب لم يناقش في هذه القمة». وكانت «الشروق» قد علمت، بأن مجموعة الأطراف الدولية، المعلنة منها وغير المعلنة مثل الأمين العام للأمم المتحدة الذي حضر افتتاح أشغال القمّة العربية وطلب في خطابه الذي ألقاه أمام «القادة العرب»، بأن يتمسّكوا بالمبادرة العربية وبقرار 3 مارس المشار إليه آنفا، ومنها أيضا وزير خارجية اسبانيا موراتينوس، بأنهما بلورا الى جانب طلب أويكي من بعض العواصم العربية، في نفس السياق. وبخصوص هذا الملف، سألت «الشروق» وزير خارجية البحرين الشيخ خالد أحمد الخليفة، تأكيد هذه المعلومة أو نفيها، فأكدها، حيث قال: نعم، طلب منّا ذلك، موراتينوس والأمين العام للأمم المتحدة.. وحتى لو لم يطلبوا منّا ذلك، أي تجميد أو سحب المبادرة العربية، فإننا نمسك بها كعرب. مواصلا القول: «كلّ العالم يدعونا الى التمسّك بالمبادرة». عن سؤال آخر ل«الشروق» حول الموقف العربي وما عساه يكون، لو أنّ نتانياهو واصل سياسة الاستيطان وواصل جرائمه اليوم والقمّة منعقدة؟ قال الوزير البحريني: «نتانياهو هو الذي سيخسر..» من جهة أخرى، قال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين ل«الشروق» في معرض ردّه على أسذلتها: «عندما نقول سلام ونتحدث عن سلام، يجب أن يكون صوت العرب عاليا جدّا..السلام لن يكون بأيّ ثمن.. السلام لن يكون إلا بانسحاب اسرائيل من خطّ الرابع من جوان 67، وعودة القدس والجولان السوري المحتل وما تبقي من الأراضي اللبنانية. وبالتالي عندما قال العرب «نعم» للاقتراح الأمريكي لمحادثات غير مباشرة مع اسرائيل، فإنّ اسرائيل قالت «1600 لا» (يقصد عدد المستوطنات التي أعلن عن انشائها نتانياهو في القدسالشرقية، وذلك في استخفاف غير مسبوق ليس بنا كعرب، بل بالادارة الأمريكية أيضا». وعن طبيعة اسرائيل، وطبيعة تحالفها مع الأمريكان، قال عريقات: «أنا لا أنكر أن اسرائيل حليف استراتيجي للولايات المتحدةالأمريكية، اسرائيل جزء من الحياة السياسية الأمريكية وأدرك تماما أن الولاياتالمتحدة لن تصحو من النوم وضميرها يؤنّبها بخصوص الشعب الفلسطيني، لكن نحن نعتبر وفق الواقع الحالي أن إقامة الدولة الفلسطينية هي مصلحة أمريكية عليا..».