في انتظار عودته الى مصاف النخبة في كرة القدم، قد طال رجاؤها، هاهو المحيط القرقني ينتقل الى صفة أخرى ضاربا موعدا مع التألق في فرع الكونغ فو الذي ومنذ بعثه لا ينطق إلاّ بلغة الميداليات والتتويجات متحولا الى نواة للمنتخب وعموده الفقري. لئن كان منتظرا أن يحصل هذا الفرع الذي يرأسه السيد صابر اللوزي بمساعدة السيدة كوثر برتقيس على البطولة الافريقية الأخيرة بحلق الوادي، فإن اللافت والمبهر هو القيمة الفنية للفريق باشراف المدربين مهدي الرقيق وصابر اللوزي. أوضاع صعبة للاعبي النخبة أقل ما يقال عن الأوضاع التي يتدرب فيها الفريق والتي محكوم عليها أن لا تتعدى ثلاث حصص أسبوعيا، إنها مزرية وسيّئة الى حدّ بعيد وتدور وسط نقص فادح في التجهيزات وغياب لأبسط الضروريات، وبالتالي تتوجه الهيئة بنداء للسلط المحلية قصد تحسين هذه الوضعية والالتفاف حول فريق يضم في صفوفه نحو 90٪ من رياضيي النخبة، ولذلك فمصلحة الفريق في هذا الفرع أكثر من ضرورة لتوازيها مع مصلحة المنتخب الذي ينتمي إليه كل من مهدي الميلادي وأيوب معمّر وضحى برتقيس وعبير الهرّابي وسعاد الهرّابي ورمزي جويرة وشامة عبّاس. المحزن المضحك بوصفه يرتدي ثوب البطل، فالمحيط مؤهل لتمثيل تونس في البطولة العربية «للكونغ فو»، بسلطنة عمان من 10 الى 15 أفريل، ولكن الى حدّ كتابة هذه الأسطر يبدو أن المشاركة أصبحت على المحك، لا للضائقة المالية و قلّة ذات اليد للفريق والتي لا تخفى على أحد، بل يعود ذلك بالأساس الى الموقف الغريب للجامعة التونسية الذي لم تجد له هيئة المحيط تفسيرا بتخليها عن مسؤولياتها وواجبها وتقصيرها تجاه الفريق أولا وتجاه لاعبي النخبة فيه ثانيا بعد أن امتنعت، بل وأصرت على عدم دفع القسط المخصّص لها من المصاريف والذي يصل الى حدود 50٪ من تكلفة لا تتعدى بضعة «ملايين» وهنا يتساءل البعض عن دور المشرفين عن هذه الرياضة ومدى جدّية تحملّهم للمسؤولية وبقاء مثل هذه الرياضات ومعها هذه الفرق تحت طائلة التهميش، في حين يؤكد البعض الآخر أن هذا متأت من نهج سياسة الميكيالين إذ يرون أنّ الوضعية كانت ستختلف لو اختلف اسم الفريق علما وأن المحيط طالب سابقا ببعث رابطة الجنوب للكونغ فو وتحديدا منذ فيفري 2009 إلاّ أن طلبه جوبه بالرفض في انتظار أن تتراجع الجامعة عن موقفها وتعود الى رشدها وحقيقة دورها.