مثلت تقلبات الطقس خلال المدة الماضية محل تساؤلات كثيرة من طرف المواطنين حيث كانت سرعة الرياح كبيرة جدا الى جانب انخفاض درجة الحرارة مما جعل المصطافين يهجرون الشواطىء لتتأثر بذلك حركة الاصطياف. لماذا انخفضت درجة الحرارة في شهر «أوسو» الذي عرف بشدة حراراته ولماذا عادت الرياح تعصف أثناء الليل وفي أطراف النهار ونحن في نهاية شهر جويلية. «الشروق» سألت الدكتور جميل الحجري أستاذ الجغرافيا الفيزيائية في الجامعة التونسية والباحث في علم المناخ وصاحب الكثير من الدراسات الجغرافية عن العوامل التي تسببت في ظهور هذه التقلبات المناخية. يقول الأستاذ جميل الحجري : ان الطقس في بلادنا يمر بحالة ظرفية تتمثل أساسا في وجود تونس حاليا على الأطراف الشرقية للمرتفع الجوي المتمركز على الحوض الغربي للمتوسط وهو ما يعني أن الرياح ستكون شمالية غربية شمالية. ويضيف الباحث جميل الحجري انه لا يمكننا الحديث عن رياح قوية بل نحن تحت تأثير تيارات هوائية شديدة السرعة. وقال لو كان موضع بلادنا من مركز الضغط الجوي على الأطراف الشرقية لكانت درجات الحرارة مرتفعة والتيارات الهوائية حارة. واعتبر الأستاذ جميل الحجري أن الحالة الظرفية التي يعيشها المناخ التونسي سيتقلص تأثيرها خلال اليومين القادمين باعتبار أن المناخ المتوسطي متقلب بطبعه وغير قار. واذا كان الطقس المتقلب الذي تعرفه بلادنا خلال هذه المدة قد جعل الشواطىء شبه مهجورة فإن الأستاذ جميل الحجري أستاذ علم المناخ بالجامعة التونسية يؤكد أن الطقس كان ملائما للوضع الفلاحي وللكثير من الزراعات باعتبار تأثير الحرارة السلبي عليها وتسبب رياح الشهيلي في اتلاف المزروعات. وتسبب تقلب الطقس في ركود تجارة المكيفات وتجهيزات التبريد التي عرفت في نفس الفترة من السنة الماضية انتعاشة كبيرة جدا نتيجة للارتفاع الكبير لدرجات الحرارة حينها. هل تعرف الأيام القادمة عودة الحرارة الى بلادنا أم أن طقس الصيف سيواصل اضطرابه بشكل كبير. كل التوقعات تؤكد الآن أن الاستقرار سيعود لكن لا أحد يضمن اختفاء الاضطرابات الجوية.