حضّت واشنطن وتل أبيب أمس بيكين على تصعيد الضغط الدولي على إيران وعلى تأييد مشروع العقوبات الاقتصادية والسياسية المقترح ضدها فيما رفضت الصين تقديم التزام صريح بانخراطها في تضييق الخناق على طهران. وشهدت العاصمة الصينية خلال الاسبوع الماضي زيارات متتالية للمسؤولين الصهاينة لدفعها على تأييد حزمة العقوبات الجديدة على إيران. وكشفت صحيفة «هآرتس» الصهيونية أمس أن رئيس الشعبة العسكرية الاسرائيلية اللواء عاموس يدلين زار مؤخرا الصين وسلم مسؤوليها معلومات حول تقدم البرنامج النووي الإيراني. كما زار وفد صهيوني رفيع المستوى برئاسة وزير التهديدات الاستراتيجية موشيه يعلون وبمشاركة محافظ البنك المركزي الصهيوني ستانلي فيشربيكين لذات الغرض . وأضافت «هآرتس» ان رئيس شعبة التخطيط في الجيش الصهيوني أمير إيشل والمسؤول عن التخطيط الاستراتيجي والعلاقات الدولية في هيئة الاركان سيتوجهون الأسبوع القادم الى الصين لبحث «سعي إيران الى حيازة السلاح النووي». وأردفت ان تل أبيب ترى في الصين ركيزة هامة جدّا من ركائز فرض العقوبات على النظام الايراني ومزيد عزله دوليا. دعوة وفي ذات السياق، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الصيني هوجينتا والى العمل معا على الضغط على طهران من أجل التراجع عن «طموحاتها النووية». وقال أوباما خلال مكالمة هاتفية مع «هو» دامت ساعة إن على إيران احترام التزاماتها الدولية معربا عن ارتياحه لقرار الصين المشاركة في قمة الأمن النووي منتصف أفريل بواشنطن واعتبر ان القمة تشكل فرصة هامة لبحث المصلحة المشتركة في وقف الانتشار النووي والوقاية من الارهاب النووي ومحذّرا من زعزعة استقرار المنطقة العربية وبدء سباق التسلح النووي في حال تمكنت إيران من تصنيع سلاح نووي. في المقابل رفضت بيكين الالتزام رسميا بتأييد حزمة العقوبات الجديدة على إيران. وفي تصريحات أذاعها التلفزيون الصيني أبلغ الرئيس الصيني أوباما معارضته انتشار الأسلحة النووية.. ولكنه لم يشر بشكل مباشر لإيران او للعقوبات. وقال «هو»: «تنظر الصين دوما لقضية الأمن النوي بشكل جدي وتعارض الانتشار النووي والارهاب». ويعدّ هذا التصريح مقيدا لتأكيدات صينية بالموافقة على الانضمام لمفاوضات جادة بشأن فرض عقوبات تدعمها الأممالمتحدة ضد طهران. عدم جدوى وفي نفس الإطار، قال كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي أمس ان بلاده والصين متفقتان على أن سلاح العقوبات لم يعد مجديا. ودعا جليلي البلدان الغربية الى تغيير وسائلها الخاطئة والتوقف عن تهديد إيران مشيرا الى إمكانية لعب بيكين لدور فعّال في تغيير هذه الوسائل. واعتبر ان استمرار مجموعة الست في فرض عقوبات ضد طهران في ذات الوقت الذي تفاوض فيه هذه البلدان إيران من شأنه إفشال كل الجهود الدولية مؤكدا ان العقوبات لن توقف النشاط النووي لبلاده.