وفاة أول مريض يخضع لزراعة كلية خنزير معدلة وراثيا    رئيس أركان جيش الاحتلال يعلن تحمله المسؤولية عن هزيمة الكيان الصهيوني في 7 اكتوبر    يوميات المقاومة.. كبّدت قوات الاحتلال خسائر جديدة .. المقاومة تعيد تنظيم قواتها شمال غزّة    عاجل/حادثة "حجب العلم"..الاحتفاظ بهذا المسؤول..    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أمام دعوات لمقاطعتها ...هل «يضحّي» التونسي بأضحية العيد؟    سوسة حجز 3000 صفيحة من القنب الهندي وحوالي 15 ألف قرص من مخدّر إكستازي    لأول مرة منذ 37 عاما.. الرجال أكثر سعادة بوظائفهم من النساء    القيروان: غرق ثلاثة شبان في صنطاج ماء بالعين البيضاء    كرة اليد: الترجي يتفوق على المكارم في المهدية    بلاغ هام لرئاسة الحكومة بخصوص ساعات العمل في الوظيفة العمومية..    وزير الخارجية يُشيد بتوفر فرص حقيقية لإرساء شراكات جديدة مع العراق    العثور على شابين مقتولين بتوزر    باجة: اطلاق مشروع "طريق الرّمان" بتستور لتثمين هذا المنتوج و ترويجه على مدار السنة [صور + فيديو]    الجامعة العامة للإعلام تدين تواصل الايقافات ضد الإعلاميين وضرب حرية الإعلام والتعبير    حفوز: العثور على جثث 3 أطفال داخل خزّان مياه    افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك وسط العاصمة لعرض منتوجات فلاحية بأسعار الجملة وسط إقبال كبير من المواطنين    البطولة العربية لالعاب القوى (اقل من 20 سنة): تونس تنهي مشاركتها ب7 ميداليات منها 3 ذهبيات    رسمي.. فوزي البنزرتي مدربا للنادي الإفريقي    وزارة التجارة: تواصل المنحى التنازلي لأسعار الخضر والغلال    سليانة: عطب في مضخة بالبئر العميقة "القرية 2 " بكسرى يتسبب في تسجيل إضطراب في توزيع الماء الصالح للشرب    التهم الموجّهة لبرهان بسيّس ومراد الزغيدي    جربة.. 4 وفيات بسبب شرب "القوارص"    وفاة 3 أشخاص وإصابة 2 اخرين في حادث مرور خطير بالقصرين    المحكمة الابتدائية بسوسة 1 تصدر بطاقات إيداع بالسجن في حق اكثر من 60 مهاجر غير شرعي من جنسيات افريقيا جنوب الصحراء    رجة أرضية بقوة 3.1 درجة على سلم ريشتر بمنطقة جنوب شرق سيدي علي بن عون    مدنين: نشيد الارض احميني ولا تؤذيني تظاهرة بيئية تحسيسية جمعت بين متعة الفرجة وبلاغة الرسالة    سيدي بوزيد: تظاهرات متنوعة في إطار الدورة 32 من الأيام الوطنية للمطالعة والمعلومات    مؤشر جديد على تحسن العلاقات.. رئيس الوزراء اليوناني يتوجه إلى أنقرة في زيارة ودّية    شركة "ستاغ" تشرع في تركيز العدّادات الذكية "سمارت قريد" في غضون شهر جوان القادم    زهير الذوادي يقرر الاعتزال    ر م ع الصوناد: بعض محطات تحلية مياه دخلت حيز الاستغلال    في الصّميم ... جمهور الإفريقي من عالم آخر والعلمي رفض دخول التاريخ    النساء أكثر عرضة له.. اخصائي نفساني يحذر من التفكير المفرط    سيدي بوزيد.. اختتام الدورة الثالثة لمهرجان الابداعات التلمذية والتراث بالوسط المدرسي    المالوف التونسي في قلب باريس    الناصر الشكيلي (أو«غيرو» إتحاد قليبية) كوّنتُ أجيالا من اللاّعبين والفريق ضحية سوء التسيير    صفاقس تتحول من 15 الى 19 ماي الى مدار دولي اقتصادي وغذائي بمناسبة الدورة 14 لصالون الفلاحة والصناعات الغذائية    سبيطلة.. الاطاحة بِمُرَوّجَيْ مخدرات    نتائج استطلاع رأي أمريكي صادمة للاحتلال    حضور جماهيري غفير لعروض الفروسية و الرّماية و المشاركين يطالبون بحلحلة عديد الاشكاليات [فيديو]    اليوم: إرتفاع في درجات الحرارة    انشيلوتي.. مبابي خارج حساباتي ولن أرد على رئيس فرنسا    عاجل : برهان بسيس ومراد الزغيدي بصدد البحث حاليا    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    الدورة 33 لشهر التراث: تنظيم ندوة علمية بعنوان "تجارب إدارة التراث الثقافي وتثمينه في البلدان العربيّة"    قيادات فلسطينية وشخصيات تونسية في اجتماع عام تضامني مع الشعب الفلسطيني عشية المنتدى الاجتماعي مغرب-مشرق حول مستقبل فلسطين    مع الشروق .. زيت يضيء وجه تونس    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    حل المكتب الجامعي للسباحة واقالة المدير العام للوكالة الوطنية لمقاومة المنشطات والمندوب الجهوي للشباب والرياضة ببن عروس    مدير مركز اليقظة الدوائية: سحب لقاح استرازينيكا كان لدواعي تجارية وليس لأسباب صحّية    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس..    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    عاجل : إيلون ماسك يعلق عن العاصفة الكبرى التي تهدد الإنترنت    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة (1): مسيرة رجل استثنائي وزعيم فذ
نشر في الشروق يوم 06 - 04 - 2010

تمر اليوم الثلاثاء 6 أفريل 2010 عشر سنوات كاملة على رحيل الزعيم الحبيب بورقيبة قائد معركة التحرير وباني الدولة التونسية الحديثة، وقد دأبت تونس منذ التغيير المبارك وبأمر من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على احياء ذكرى الرجل الذي لا يزال جميعنا يتذكر مآثره ومحاسنه، وقوانينه التقدمية في المرأة والصحة والتعليم ومحاربته للفقر والخصاصة ودعوته الدائمة للعلم والتطور والحداثة بعيدا عن الخرافة، والشعوذة، ومحاربته للغلو والتطرف والتعصب. وتجسيما لهذا التوجه وتخليدا لذكرى هذا الزعيم الفذ تخصص «الشروق» (اليوم وغدا) حيزا هاما من صفحاتها للحديث عن مسيرة الرجل وبعض مواقفه (البايات الصراع العربي الاسرائيلي) وعلاقته بوزرائه فضلا عن شهادات ثلة من الشخصيات التي عرفته عن قرب وعملت تحت إمرته.
الزعيم الحبيب بورقيبة: من التحرير الى بناء الدولة التونسية الحديثة
المنصف بن فرج
هو أصغر ابن لأبوين أنجبا ثمانية أبناء، ولد في 3 أوت 1903 بمدينة المنستير بالساحل التونسي الذي اشتهر أهله بالكدّ والجدّ والمثابرة على العمل، من أسرة متوسطة الحال. وقد شارك أبوه وجده في الثورة التي قامت في سنة 1864 على نظام البايات وامتدت الى مناطق عديدة من البلاد التونسية.
ولما بلغ الحبيب بورقيبة الخامسة من عمره أرسله أبوه الى تونس العاصمة ليتعلم ويضمن مستقبله وهو في رعاية اخوته، فظفر بالشهادة الابتدائية ودخل مرحلة التعليم الثانوي بالصادقية ولم يبلغ سوى الحادية عشرة.
وتدرّج في مراحل الدراسة فأحرز في نهاية السنة الثالثة عشرة على شهادة (البروفي) للغة العربية.
وقد اضطرته حالته الصحية في حداثته الى الانقطاع مؤقتا عن الدراسة بالمدرسة الصادقية، إلا أنه استطاع ان يستأنفها بمزيد من الحماس والتفوق على أقرانه، وبرز للعيان من أول وهلة شغفه باللغة العربية وبآثار إعلام الأدب العربي القديم والمعاصر كما ظهر حبه للغة الفرنسية وقدرته البالغة على استيعاب المفاهيم والأفكار التي تعبّر عنها تلك اللغة. وكان يجيد سرد مقاطع طويلة من روائع الشعر العربي ومن آثار الأدباء والكتّاب المفضلين لديه وكذلك من الشعر الفرنسي.
وكثيرا ما تألم وهو في عهد الدراسة لوضع البلاد بما فيه من شتى ألوان الاحتلال والقهر ومظاهر الانقسام والانحطاط وخاصة لما بات يرزح فيه أبناء وطنه تحت أغلال العبودية وما آلوا إليه من القنوط والاستسلام للمستعمر الغاصب، وتكررت مساعيه لدى زملائه في الدراسة للفت أنظارهم الى ذلك الوضع وإثارة الحماس في نفوسهم، مما سبب له العقاب مرارا من لدن سلطات الاستعمار.
والتحق الحبيب بورقيبة في سبتمبر 1921 بمعهد «كارنو» فكان احتكاكه بالطلبة الأجانب حافزا له على العمل الدائب لتحصيل اقصى ما يستطيع حتى يقيم الدليل على ان التونسي لا يقل ذكاء ومقدرة عن الطلبة الأوروبيين.
وبالفعل فاز سنة 1922 بشهادة المدرسة العليا للغة والآداب العربية. وفي الخامس من افريل من تلك السنة شارك في المظاهرة الوطنية الكبرى التي أقيمت تأييدا للناصر باي، وفي سنة 1924 فاز بالجزء الثاني من الباكالوريا بملاحظة حسن وكان الأول في قائمة الناجحين.
وكان الشاب الحبيب بورقيبة مقتنعا بأن التثقف أقوى سلاح لمواجهة الأحداث والقيام بواجبه في تغيير مجراها فالتحق بكلية الحقوق في باريس وبمدرسة العلوم السياسية (الشعبة المالية). وبعد احرازه الاجازة في الحقوق وشهادة مدرسة العلوم السياسية انخرط في سلك المحاماة في تونس سنة 1927.
وخلال ذلك تزوّج للمرة الأولى من سيدة فرنسية أنجب منها ولدا هو «الحبيب بورقيبة الابن» وفي سنة 1962 تزوّج الحبيب للمرة الثانية من السيدة وسيلة بن عمار التي عرفت بنضالها أيام الكفاح.
في اتجاه الدستور الجديد
وابتداء من سنة 1930 أصبحت حياته الشخصية ممتزجة بنشاطه السياسي لا ينفصل احدهما عن الآخر. ويرجع انخراطه في «حزب الدستور» الى سنة 1922. وشارك منذ سنة 1929 في تحرير الجريدتين الوطنيتين «اللواء التونسي» و«صوت التونسي» الأسبوعيتين وانضمّ الى هيئة تحرير «صوت التونسي» عندما أصبحت هذه الجريدة يومية في عام 1930. وكان تعرضه للتتبع من القضاء الفرنسي لأول مرة في عام 1931 بدعوى «التحريض على التباغض بين الأجناس».
وما انفك الحبيب بورقيبة منذ حداثته وبالضبط منذ شهد بعض مظاهر القمع الفرنسي سنة 1911 في حوادث الزلاج، يحس احساسا عميقا بالام شعبه. فآلى على نفسه ان يعمل بدون هوادة ولا ككل على ارجاع الكرامة لأمته.
وقد ضاق ذرعا بجو «الدستور» القديم، وسئم الكلمات الجوفاء والخطب الرنانة التي لا طائل من ورائها، وأقدم في سنة 1932 على إصدار جريدة نضالية هي جريدة «العمل التونسي» حيث وضع بأسلوب بليغ أسس المبادئ التي لم يتخل عنها فيما بعد.
وكان يوم 12 ماي 1933، وهو يوم ذكرى فرض معاهدة الحماية المعروفة بمعاهدة باردو، موعدا لانعقاد مؤتمر استثنائي لحزب الدستور حرر أثناءه الميثاق الجديد للحزب بإيحاء من بورقيبة. وقد ندّد هذا الميثاق بمساوئ الإدارة الاستعمارية المباشرة التي انتهكت حرمة الاتفاقات الأصلية بمحوها كل أثر للسيادة التونسية وباتجاهها الى الادماج.
ونادى الميثاق الى خوض معركة النضال القومي من أجل الاستقلال الداخلي. كما قرر المؤتمر بالاجماع ضم محرري «العمل التونسي» الى اللجنة التنفيذية. وقبل بورقيبة العمل ضمن اللجنة على أساس الجد والإيجابية والخروج بالقضية الوطنية من الركود.
واتضح لبورقيبة على مدى الأيام انه يصعب عليه التعايش مع أعضاء تلك اللجنة. ففي يوم 8 أوت 1933 دفن تونسي من ذوي الجنسية الفرنسية بالمقبرة الاسلامية بالمنستير بدل دفنه في مكان يخصص لدفن المتجنسين وترتب على ذلك اندلاع معركة دامية. وحضر بعد ذلك أعيان المدينة الى العاصمة وطلبوا الى المناضل الشاب الحبيب بورقيبة مصاحبتهم الى القصر الملكي والتعبير لأحمد باي عن امتنانهم لعزل العامل الذي قصر في حمايتهم من مظالم الفرنسيين، فاستجاب لطلبهم وكان من أثر هذا السعي البسيط ان أصدر «الدستور» القديم لائحة توبيخ لبورقيبة بدعوى أنه لم يستشر الهيئة التنفيذية فيما أقدم عليه. فكان منه ان استقال من اللجنة التنفيذية ثم تبعه رفقاؤه.
وأخذ بورقيبة يجوب البلاد شارحا أسباب استقالته للمناضلين ثم دعا الى عقد مؤتمر التأم فعلا في قصر هلال يوم 2 مارس 1934 وألقى خلالها بورقيبة خطابا حماسيا مدعما بالحجج والبراهين انتقد فيه أساليب التخاذل
شهادات حية ومواقف تاريخية وخطب ذات دلالة
والتظلّم التي لا تجدي نفعا داعيا الي توخي طرق الكفاح الايجابي واتخذ المؤتمر قرارا بحل اللجنة التنفيذية واحلال «الديوان السياسي» محلها وانتخب الحبيب بورقيبة أمينا عاما للحزب وكان بذلك ميلاد الحزب الحر الدستوري الجديد.
تعبئة الشعب:
ومنذ ذلك العهد اتخذ بورقيبة طريقة عمل جديدة قوامها الاتصال المباشر فجعل يتنقل بين المدن والقرى والأرياف متصلا بالجماهير باسطا الغايات التي يهدف إليها والخطة التي قرر السير عليها ومنبها التونسيين الى حقيقة وضعهم والى الأخطار التي تهدد كيانهم جراء السياسة الفرنسية وابتلاع الذاتية التونسية.
وأدرك المقيم العام الفرنسي الخطر الذي يهدد الاستعمار باستمرار الحبيب بورقيبة في نشاطه فقرر في شهر سبتمبر 1934 إبعاده الى الجنوب التونسي ثم اعتقاله في حصن برج البوف (برج بورقيبة حاليا) في الصحراء.
ولما حل أرمان قيون المقيم العام الجديد بتونس في أفريل 1936 حاول أن يسلك سياسة تتسم بشيء من الانفراج فأذن بإطلاق سراح المعتقلين. فكانت عودة بورقيبة من المعتقل اول انتصار سجله على الاستعمار. وانتهز بورقيبة تلك الفرصة وقد خرج الحزب الجديد من المحنة مرفوع الرأس، للمطالبة بجميع الوسائل باجراء اصلاحات جوهرية من شأنها ان تخفف وطأة البؤس عن الشعب وتعيد له حقه في العدالة والحرية والكرامة.
وفي أوت 1936 قدم ملف القضية التونسية الى الحكومة الفرنسية الممثلة في شخص بيار فيانو وكيل كاتب الدولة للشؤون الخارجية. وقد حلّ ذلك الوزير بتونس وأبدى تفهما لوجهة نظر الحزب واستعداد للعمل على ضوئها. وأمام معارضة الجالية الفرنسية أقصي فيانو عن الحكومة وعمد المقيم العام أرمان قيون الى اتخاذ مواقف متصلبة تجاه الوطنيين.
وتولى بورقيبة تحريك سواكن الشعب اثناء مؤتمر الحزب الحر الدستوري الجديد الذي انعقد من 30 أكتوبر الى 2 نوفمبر 1937 بتونس العاصمة وعرض على التصويت لائحة تنصّ على سحب ما كان أعلنه من «حسن ظن» بسلطات الحماية وتهيب بالشعب ان يستعد للتضحية في سبيل الحرية كما تعبّر عن تضامن تونس مع الحركات الوطنية الجزائرية والمغربية التي اعتقل قادتها في ذلك الإبان ونالهم الابعاد.
ودخلت البلاد فترة من القمع والاضطهاد. وتوالت المظاهرات الشعبية منادية بوضع حد للحكم الاستبدادي ومنح الحريات العامة.
وفي 9 أفريل 1938 أطلق الجيش الاستعماري النار على المتظاهرين فمات وجرح منهم عدد كبير. واعتقل بورقيبة وهو على فراش المرض واودع السجن مع مئات من المناضلين. وكان ذلك اليوم المشهود اثره البارز في تاريخ الكفاح الوطني واعتبره التونسيون رمزا للتضحية والفداء واتخذته الدولة التونسية عيدا لإحياء ذكرى الشهداء. وفي يوم 10 جوان 1939 أحيل بورقيبة على المحكمة العسكرية بتهمة التآمر على أمن الدولة والتحريض على التناحر بين المتساكنين.
وقد افضت ظروف الحرب العالمية الثانية الى نقله الى سجن تبرسق ثم في ماي 1940 الى حصن سان نيكولا بمرسيليا. وفي 18 نوفمبر 1942 نقل الى حصن مونلوك بليون ومنه نقل الى حصن فانسيا في مقاطعة اين بفرنسا.
وفي 16 ديسمبر افرج الألمان عنه ونقلوه الى شالون سورسون. وفي 8 جانفي 1943 وجه الى مدينة نيس وفي 9 جانفي استقبل في روما بكل حفاوة وتقدير بيد أنه أبى ان يستجيب لطلبات النظام الفاشستي ولم يتأثر بمختلف وسائل الاغراء،وأصدر تعليماته للحبيب ثامر نائبه على رأس الحزب بأن يحث الشعب التونسي على مناصرة معسكر الحلفاء.
وبعد ان قضى خمس سنوات في السجون العسكرية حيث لم ينفك متصلا بالمناضلين يبث الوعي في نفوس الشعب ويقود خطاه في دروب النضال، عاد الى تونس في 8 أفريل 1943. وما إن دخلت العساكر الحليفة الى تونس حتى أخذت السلطات الفرنسية تبحث عنه لإلقاء القبض عليه، الامر الذي اضطره الى الاختفاء. وقد حزّ في نفسه ما كان ينصب على مواطنيه من صنوف القمع الذي لم ينج منه المنصف باي نفسه. وفي تلك الأثناء العصيبة اتيح للقنصل العام الأمريكي بتونس دوليتل الذي كان يعرف حسن استعداد بورقيبة إزاء الحلفاء، ان يتدخل لفائدته فرفعت القيود التي كانت تحدّ من حرياته.
ورغم اغراءات القوات الألمانية والإيطالية، فإن بورقيبة لم يقبل الارتماء في احضانها رغم انها كانت سنة 1942 منتصرة على جيوش الحلفاء فقد كانت نظرته للأحداث نظرة ثاقبة استشرف فيها قبل نهاية الحرب العالمية الثانية بعامين، انتصار الحلفاء على المحور.
أما يوم 18 جانفي 1952 فقد تفجرت فيه معركة التحرير المسلحة بتعليمات من بورقيبة الذي داهمه البوليس الفرنسي في بيته وهو يكتب مقاله الشهير «القطيعة» على إثر المذكرة الفرنسية التي رفضت فيها مطالب الزعماء والحكومة في الاستقلال، فكانت الشرارة التي أوقدت نار الثورة التحريرية فنفي بورقيبة الى طبرقة ثم الى جزيرة جالطا وبقي مقيما بها عامين من ماي سنة 1952 الى 20 ماي سنة 1954، وكان الزعيم يتصل سرا بالمسؤولين في الحزب ويوجه المعركة الحاسمة رغم الداء والأعداء ونفس الشيء حدث عندما نفوه في جزيرة «قروا» بشمال فرنسا، من 20 ماي الى 17 جويلية 1954 وهكذا لم يقدر المستعمرون على منع بورقيبة من توجيه رفاقه وقيادة معركة التحرير، فما كان من الحكومة الفرنسية الا نقله في مرحلة اولى الى قصر «لافيارتي» من 17 جويلية سنة 1954 الى 4 أكتوبر من نفس السنة، ثم الى «شانتيي» بضواحي باريس يوم 4 أكتوبر 1954، للتفاوض معه سرا حول استقلال تونس عن طريق احد قادة الحزب الاشتراكي الفرنسي أولا، ثم مع رئيس الحكومة الفرنسية في مرحلة ثانية، وهو ما أدى الى اطلاق سراحه وعودته الى ارض الوطن، يوم غرة جوان 1955.
وقد أحرزت البلاد على الاستقلال الداخلي، حيث استطاع بورقيبة ان يحوله في أقل من تسعة أشهر الى استقلال تام يوم 20 مارس 1956 لتصبح تونس، بمقتضاه حرة مستقلة، بذلك بدأ عهد بناء الدولة الجديدة، دولة الاستقلال.
لقد جسم الزعيم الراحل آمال الأمة في الحرية ووحد صفوفها وجمع كلمتها وحرر النفوس من عقال الجهل والتخلف وأصلح الاوضاع، وأنار السبل، وغرس في التونسيين روح العمل والبذل والجهاد والاجتهاد من أجل اخراج تونس من وضع التخلف الذي كانت عليه، وأصلح من شأن المرأة، فأعلى مكانتها، وسن مجلة الأحوال الشخصية في 13 أوت 1956 (اي ستة أشهر فقط بعد حصول البلاد على استقلالها) حفاظا لكرامتها، وأقام المؤسسات الدستورية بتحقيق حلم الشعب في برلمان تونسي في 8 أفريل 1956 وتونسة الأمن في 18 افريل سنة 1956، وتوحيد القضاء، وتأسيس الجيش التونسي في 24 جوان 1956.
ثم أقدم على إلغاء الملوكية والقضاء على الدولة الحسينية المالكة بإقامة نظام جمهوري في جلسة تاريخية بالمجلس القومي التأسيسي يوم 25 جويلية سنة 1957.
ثم بدأت معه مخططات الدولة للرفع من شأن الاقتصاد التونسي في نفس الوقت الذي انتشر فيه التعليم، وأقيمت المدارس والمستشفيات تأمينا لصحة المواطنين وتثقيفهم وأنجزت البرامج الاجتماعية ومنها التنظيم العائلي للحدّ من النمو الديمغرافي والرفع من مستوى عيش المواطنين.
وما يحسب للزعيم الراحل كذلك، مواصلته النضال ضد فرنسا من أجل اجلاء الجيوش الفرنسية التي بقيت مرابطة بالتراب التونسي، وقد خاض الشعب بقيادة بورقيبة معارك ضارية منها معركة رمادة سنة 1958.
كما أغارت الطائرات الفرنسية على ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري سنة 1958 واختلط الدم التونسي والجزائري من أجل استقلال الجزائر وحرك الزعيم سواكن الشعب وقاد التعبئة في معركة بنزرت الخالدة في جويلية 1961 الى أن تم جلاء آخر جندي فرنسي عنها يوم 15 أكتوبر 1963، ليردفه بالجلاء الزراعي وتأميم الاراضي الفلاحية يوم 12 ماي 1964، اي في ذكرى اليوم والشهر اللذين وقع فيهما محمد الصادق باي سنة 1881 معاهدة الحماية.
وللتاريخ فقد كان بورقيبة سياسيا ماهرا وديبلوماسيا بارعا ومفكرا ومصلحا اجتماعيا عظيما، وبذلك يشهد له التاريخ أنه حرر المرأة وسواها بالرجل في التعليم والشغل وفي ممارسة حقوقها المدنية، ومنع تعدد الزوجات بنص اجتهادي وبروح متفتحة على الحداثة وعلى العقل المستنير، كما كان بورقيبة محررا لتونس من التبعية الاقتصادية والمالية لفرنسا، فأحدث البنك المركزي التونسي سنة 1958، وأصدر العملة التونسية وهو ما فتح الأبواب لبناء اقتصاد وطني متطوّر، لم يعمر طويلا اذ ادركت الزعيم الراحل شيخوخة طال بها المرض واستفحل فكاد ينهار الصرح العظيم الذي بناه بمفعول الحاشية التي كانت تقتتل من اجل الخلافة والاستيلاء على الحكم واستغلال أموال الشعب بالإثراء الفاحش، الى أن أراد الله بتونس وشعبها خيرا فأنقذه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في السابع من نوفمبر 1987 من الانهيار وأنقذ معه البلاد والعباد، فحافظ على المكاسب التي حصلت في عهد بورقيبة ونماها وطورها وتمسّك بها، وزاد عليها وحقق الأمن والتنمية والاستقرار والتضامن الى أن أصبحت بلادنا مضرب الأمثال.
عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي
خطاب أريحا (3/3/1965): رؤية بورقيبة للصراع العربي الاسرائيلي
تونس الشروق :
خطاب الزعيم الحبيب بورقيبة في «أريحا» بتاريخ 3 مارس 1965 أثار ولا يزال الكثير من التعاليق والانتقادات لصراحة صاحبه في تلك الفترة بالذات وقدرته على تشخيص الصراع العربي الاسرائيلي وتقديم رؤية خاصة حول هذا الصراع تستحق الاحترام والتقدير وتدل على النظرة الاستشرافية للرجل رغم سيل الهجومات والانتقادات اللاذعة التي تعرض لها الزعيم لكن مرت السنوات الطوال وتبين للجميع ان العاطفة لا تكفي لاسترداد الحقوق المغتصبة وأن الرجل لم يكن مجانبا للصواب عندما دعا العرب الى التخطيط ودراسة العدو جيدا قبل الدخول في مغامرات غير محمودة العواقب. وتعميما للفائدة ننشر مقتطفات من هذا الخطاب التاريخي حتى يتسنى للمولعين بتاريخ الحركة التحريرية والأجيال الجديدة الاطلاع على الرؤية البورقيبية لصراع العرب مع اسرائيل.
أبو نزار
... والكفاح المركز يقتضي فهم العدو ومعرفة امكانياتنا الحقيقية وتقدير امكانيات الخصم وضبطها بأكثر ما يمكن من الموضوعية والتحري والتثبت حتى لا نرتمي في مغامرة أخرى تصيبنا بنكبة ثانية وتعود بنا أشواطا بعيدة الى الوراء هذا ما يجب ان نفكر فيه ونقرأ له حسابه ولذا لابد لنا من الصبر ومن التخطيط ومن توفير الأسباب وتهيئة البشر والعتاد وحشد الانصار والحلفاء ويجب ان نعطي لهذا العمل وقتا كافيا وان لا نتسرع ونرتمي في المعركة الحاسمة قبل ان نوفر اكثر ما يمكن من أسباب النجاح على أننا مهما وفرنا من هذه الأسباب فلابد لنا من أن نتكل على الله فنحن على حق والحق يعلو ولا يعلى عليه.
ان توفير أسباب النجاح من خصائص القادة والزعماء والمسؤولين وهذه الأسباب كانت تنقصنا في السنين الماضية حين خضنا المعركة وسنعمل ان شاء الله بكد وجد واخلاص وصدق على توفيرها للمعركة المقبلة وسيكون هذا نصب أعيننا في ندوات القمة وفي الاجتماعات التي تليها وفي كل أعمالنا الايجابية. وعلينا ان ننتفع بالتجارب السابقة وان نمعن النظر لكي نتمكن من ضبط المعطيات التي تتغير وتتطور بتطور الزمن ومن ضبط القوى التي يمكن ان نعتمد عليها والقوى التي يستند اليها العدو ولقد بدأنا هذا العمل الايجابي ولكنه لم ينته بعد وهو يحتاج الى جانب عظيم من الصدق والاخلاص والجدية والشجاعة الأدبية.
إن الإكثار من الكلام الحماسي أمر سهل وبسيط للغاية أما ما هو أصعب وأهم فهو الصدق في القول والاخلاص في العمل ودخول البيوت من أبوابها واذا اتضح أن قوانا لا قبل لها بمحق العدو ورميه في البحر فعلينا ان لا نتجاهل ذلك بل يجب ان ندخله في حسابنا وان نستخدم مع مواصلتنا الكفاح بالسواعد، الاستراتيجية وأن نستوحيها في مواقفنا حتى نتقدم نحو الهدف مرحلة بعد مرحلة مستعينين في ذلك بالحيلة والجهد فإن الحرب كما لا يخفى كر وفر فهكذا انتصر أجدادنا في المعارك العظيمة التي دوخوا بها العالم وإذا كان من حق الشخص العادي أن يتحمس للهدف النهائي ويتخذ منه قمرا يعينه على السير الى الأمام فإن على الزعيم المسؤول عن المعركة أن يتثبت من الطريق الموصل الى الهدف وأن يدخل في حسابه المنعرجات التي قد يضطر الى اتباعها لاجتياز العراقيل والصعوبات. والمنعرج لا ينتبه إليه في غالب الأحيان من تسيطر عليهم العواطف لأن العاطفة تأبى إلا أن تسير في خط مستقيم لكن عندما يدرك الزعيم ان الخط المستقيم لا يمكن أن يوصل الى الغاية فإنه يضطر لاتباع المنعرج فيبدو في الظاهر كأنه ترك الهدف جانبا الأمر الذي يثير ضجة الاتباع وفي هذه الحالة يجب على القائد أن يفهمهم أنه اضطر الى ذلك اضطرارا وأنه سيعود الى الطريق بعد اجتياز الصعوبة التي واجهته وتسلق الجبل الذي اعترضه وأن يقنعهم بأن امكانياته المتواضعة فرضت عليه ذلك وأنه لن ينسى الهدف بل سيواصل بعد تخطي تلك العقبات السير حتى يصل اليه.
... وأنقذ الإبن أباه من الانهيار
لا جدال فإن تونس تعتز بشخصية الزعيم الراحل المرحوم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية. فلا أحد ينسى جهاده وكفاحه الطويل ومواقفه الجريئة وبطولته الفذة وانجازاته في سبيل تونس وشعبها، زمن الاستعمار، وإبان معارك التحرير المفضية الى الاستقلال وما بعده من أطوار وتعبيرا على هذا الاعتراف فقد خصه سيادة الرئيس المصلح زين العابدين بن علي في بيان السابع من نوفمبر 1987 بالاشادة بمآثره وجهاده وأعرب عن حبه وحب التونسيين أجمعين له قائلا:
«إن التضحيات الجسام التي أقدم عليها الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية رفقة رجال بررة في سبيل تحرير تونس وتنميتها لا تحصى ولا تعد، لذلك أحببناه وقدرناه وعملنا السنين الطوال تحت إمرته في مختلف المستويات في جيشنا الوطني الشعبي وفي الحكومة بثقة واخلاص وتفان». (الرئيس زين العابدين بن علي، بيان السابع من نوفمبر 1987).
فمنذ وفاة الزعيم بورقيبة في 6 أفريل سنة 2000 دأبت بلادنا باذن من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي إحياء ذكرى وفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وذلك بتقييم نضاله وجهاده طيلة نصف قرن من الزمن قضاه مدافعا عن حقوق الشعب مناضلا ومجاهدا، متصادما مع الاحتلال وقوى الاستعمار، غير عابئ بما كان يلقاه من سجن وتعذيب ونفي وتغريب منذ شبابه وكذلك عندما كان يتجول في البلاد ليتصل مباشرة بالجماهير لتبصيرهم بوضعهم وتوعيتهم بقضية شعبنا المحتل آنذاك، ومحاولا تغيير ما بالأذهان وبالنفوس.
وللتاريخ فقد كان الزعيم الحبيب بورقيبة شخصية فذة وفلتة من فلتات الدهر أنعم الله به على تونس في مطلع القرن العشرين، أيام كان أبناء البلاد يعانون من معاملة الاحتلال والاستعمار القاسية لهم، ويذوقون ألوان العذاب والهوان جوعا وفقرا، فقيض الله لهذا الوطن زعيما بارا خاض منذ بداية شبابه غمار ملحمة السجون والمنافي ومعارك ضارية ضد الاحتلال الفرنسي وغالب الصعاب وغلبها، وتمرس بالآفات حتى انتصر عليها، وحاول المستعمر المحتل وعملاؤه، وبعض البايات وحاشيتهم اقصاءه وتهميشه وقهره وقطع صلته بالشعب وإبعاده عن رفاق الكفاح وتهديده وتخويفه حتى ينسى قضية وطنه أو يتخلى عنها، فسجنوه، وأبعدوه، ونفوه، ولكنه ظل مجاهدا صامدا ثابتا على المبدإ، شجاعا، جسورا في وجه المعتدين، خدمة لشعبه وتقريبا له من ساعة التحرر والانعتاق.
عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي
المنصف بن فرج
المنستير على درب التغيير تسير: نجاح وتألق وامتياز
مكتب الساحل (الشروق):
تقع ولاية المنستير بجهة الوسط الشرقي للبلاد التونسية. تمسح 1024 كلم2 وتمثل نسبة 0،65٪ من المساحة الجملية للبلاد التونسية يقطنها حوالي 495 ألف ساكن وتبلغ كثافتها السكنية 483 ساكنا بالكلم المربع الواحد وهي بذلك من أرفع الجهات كثافة بالبلاد.
بهذه الولاية 13 معتمدية و31 بلدية.
شهدت هذه الولاية نهضة تنموية شاملة خلال العهد الجديد مست مختلف القطاعات والمجالات وشتى مناطق الجهة. وقد وجدت في شخص السيد خليفة الجبنياني والي المنستير خير مجسم للعناية الفائقة والموصولة لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي بهذه الجهة والتي تترجم عنها المؤشرات التالية:
عدد المؤسسات: الصناعية: 1429 السياحية: 51 وقطب تكنولوجي المستشفيات الجامعية والجهوية والمحلية: 12 مراكز الصحة الاساسية: 85 المدارس الابتدائية: 154مدارس إعدادية ومعاهد ثانوية: 73 مراكز تكوين مهني: 36 جامعة و12 مؤسسة جامعية وقصر للعلوم ودور الثقافة: 15 دور الشباب: 24 المتاحف: 5 المهرجانات: 39 ملاعب كرة قدم معشبة ملاعب ذات أرضية صلبة قاعات مغطاة: 8 نسبة التغطية بالتيار الكهربائي: 99،9٪ بالماء الصالح للشراب: 100٪ الربط بشبكة التطهير: 88،9٪.
فلاحة عصرية
تمتاز ولاية المنستير بتنوع إنتاجها الفلاحي، فهي تنتج كمعدلات سنوية بالخصوص 167554 طنا من الخضر و48 مليون لتر من الحليب و16 ألف طن من الزيت و14471 طنا من الاسماك و9669 طنا من الثمار و6122 ألف طنا من اللحوم الحمراء و100 ألف طن من اللحوم البيضاء وبهذه الولاية 14810 من الابقار و104940 من الاغنام و4065 ماعز و5 ملايين من دجاج اللحوم و24 ألف من دجاج البيض و18 ألف من الارانب.
وتمتاز الولاية بإنتاجها الكبير للباكورات.
مؤشرات الامتياز
تبلغ مساحة زراعة الباكورات 703 هكتارات تنتج 52660 طنا ذات مردودية 75 طنا بالهكتار وتساهم بذلك بنسبة 40٪ في نسبة الانتاج الوطني وتحتل المرتبة الاولى وطنيا كما تمتاز الولاية بحجم إنتاج من السمك الازرق تبلغ 13540 طنا مما مكنها من بلوغ نسبة مساهمة في الانتاج الوطني تقدر ب26،5٪ واحتلال المرتبة الثانية على الصعيد الوطني. وقد تحصلت الولاية على 8 جوائز رئاسية في القطاع الفلاحي على مستوى قطاعات الصيد البحري والمناطق السقوية المستعملة للمياه المطهرة والخضر والغلال والنهوض بالهياكل ذات المصلحة المشتركة. وهذه الولاية مقبلة على تحقيق نقلة نوعية في الانتاج السمكي من خلال مشاريع تربية الاحياء المائية التي تنتج حوالي 3 آلاف طن من القاروص والوراطة.
مؤشرات أخرى
وهذه الولاية أدركت درجة الامتياز في مجالات متعددة أخرى من خلال حصولها على جوائز رئاسية على مستوى التقدم الاجتماعي للمؤسسات واللجان الاستشارية والعامل المثالي وترشيد استهلاك الطاقة والانشطة الثقافية والبحث العلمي ولجان صيانة المؤسسات التربوية ونظافة المدن ولجان الاحياء.
صناعة متطورة
تعتبر ولاية المنستير من أهم الأقطاب الصناعية بالبلاد وقد وجد أهل المهنة كل التشجيعات من دولة العهد الجديد حيث بلغت جملة الاستثمارات 1336م.د مكنت من تشغيل 70 ألف عامل. ومن أهم مميزات القطاع الصناعي وجود 752 مؤسسة مصدرة كليا ومن أهم اختصاصاتها النسيج والملابس والاحذية ب684 مؤسسة. وقد تم تأهيل 474 مؤسسة باعتمادات جملية بلغت 475،8 م.د من بينها 78.6م.د في شكل منحة. وسيحقق القطب التكنولوجي الذي صرفت لانجازه الى حد الآن أكثر من 100م.د نقلة نوعية.
سياحة راقية
كما تعتبر هذه الولاية من أهم الاقطاب السياحية ببلادنا حيث يوجد بها 53 نزلا متواجدة بمنطقتي سقانص المنستير وراس الديماس بالبقالطة.
بنية حديثة
بهذه الولاية بنية أساسية حديثة تمثلت في وجود 61.2 كلم من الطرقات المهيكلة بالمدن الكبرى وشبكة مرقمة على امتداد 75.8 كلم مع تدعيم أخرى على طول 55.5 كلم. وبلغ طول شبكة التطهير 1075 كلم وعدد المحطات 8 في حين بلغ عدد مضخات الضخ 58. كما يوجد بالولاية مطار دولي تبلغ طاقة استيعابه سنويا 4 مليون مسافر وشبكة للمترو تؤمن 8.6 مليون مسافر.
نسيج من المؤسسات الجامعية
قبل التغيير المبارك لم تكن توجد بولاية المنستير سوى 4 مؤسسات جامعية وهي: كليات الصيدلة وطب الأسنان والعلوم والمدرسة القومية للمهندسين. وقد تطور عدد هذه المؤسسات الجامعية ليبلغ 12. والمؤسسات المحدثة خلال العهد الجديد هي كلية الطب المدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة قصر العلوم المعهد التحضيري للدراسات الهندسية المعهد العالي للبيوتكنولوجيا المعهد العالي للاعلامية والرياضيات والمعهد العالي لمهن الموضة. وكل هذه المؤسسات موجودة بمدينة المنستير بالاضافة الى المعهد العالي للغات المطبقة في الاعمال والسياحة بالمكنين والمعهد الاعلى للتكنولوجيا بقصر هلال دون أن ننسى مركز البحث الجامعي ومركز البحث في علوم وتكنولوجيا النسيج بالمركب الجامعي بسقانص.
المنجي المجريسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.