تحت شعار أصالة وترفيه وانفتاح تنطلق اليوم 9 أفريل وعلى مدى يومين فعاليات المهرجان الثقافي لسيدي عمر بن عبد الجواد العكرمي بقصر قفصة في دورته الثالثة. ويحتضن مقام الولي الصالح سيدي عمر وبابا عمر كما يحلو لأحفاده مناداته على مدى يومين 09 و 10 أفريل وقد شهد هذا الرمز والمعلم الديني المنتصب بمدينة قصر قفصة ما يناهز الخمسمائة سنة في السنوات الأخيرة تهذيبا هاما شمل مختلف أرجائه وأصبح مسجدا تقام فيه الصلاة. الى جانب أن هذا المقام يحتضن كل ليلة خميس وعلى مدار السنة حفلات دينية صوفية يمكن القول انه يشهد اكتظاظا كبيرا من مختلف الاجناس والشرائح الاجتماعية والعمرية سواء من طرف أحفاد الولي الصالح أو غيرهم وذلك لما لهذا الرجل الصالح حسب ما تؤكده الوثائق التاريخية والمخطوطات من مكانة هامة في النفوس لما عرف وروي عنه من كرامات وأعمال خيرية خلال حياته تمثلت بالأساس في حبس سيدي عمر لأجزاء كبيرة من أملاكه لحفظه القرآن وتعليم الصبية العلم، الى جانب ما يتمتع به من قدرات خارقة في حفظ وصد الأذى عن العديد من المرضى اذ يلقب بسلطان الجان. كما أن أهم ما يفتخر به أحفاده هو انتسابهم بصفة وثيقة الى السلالة النبوية الشريفة واعتبارهم من أبناء فاطمة الزهراء رضي الله عنها. هذه قد تكون لمحة تاريخية موجزة عن حياته وتنتظم على هامش المهرجان وخلاله عدة تظاهرات أهمها معرض مخطوطات، ومعرض كاريكاتور عربية وعرض أشرطة الدورة الأولى والثانية، وعرض لألعاب الانترنات والفيديو للشباب، وعرض شريط سنمائي حول البيئة والمحافظة عليها عالميا وتتخلل مختلف هذه العروض العديد من العروض الموسيقية الصوفية والقادرية تقام ليليا من طرف عدة فرق عريقة في هذا المجال بالجهة، ليقع الاختتام بختم القرآن الكريم. وبذلك يكون هذا المهرجان في دورته الثالثة مكتسيا طابعا دينيا صوفيا محضا وإنه أعطى للشباب وللعصر جانبا من اهتماماته ليتمايل بين جذور الأصالة وشموخ الحداثة.