لندن القدسالمحتلة (وكالات): هدّدت اسرائيل بضرب أهداف داخل سوريا ولبنان اذا تأكدت من قيام دمشق بتزويد «حزب اللّه» بصواريخ «سكود» حيث توعد وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك ب«كسر الاستقرار والهدوء» على الجبهتين اللبنانية والسورية زاعما أن تل أبيب لا ترغب في الحلّ العسكري وأن دمشق تخرق القرار الأممي رقم 1701. وقال باراك الذي كان يزور قاعدة عسكرية وسط فلسطين المحتلّة إن نقل صواريخ نوعية كهذه الى لبنان يعتبر خرقا فظّا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وزعزعة للتوازن العسكري في المنطقة حسب زعمه. حملة على سوريا وأضاف الوزير الصهيوني «نحن لسنا معنيين بالهجوم العسكري، ولكن اذا حصل ووصلت هذه الصواريخ، فإن الهدوء القائم حاليا وما يبدو في الظاهر من استقرار سوف يخرقان بقوة». وأكد باراك في تصريح آخر في قاعدة لسلاح الجوّ الاسرائيلي أنّ هذا السلاح يُعتبر الذراع القوية الضاربة التي تستخدمها اسرائيل للرّد على التحدّيات القريبة والبعيدة، حسب قوله. من جانبه زعم مدير مشروع «الميزان العسكري في الشرق الأوسط» في معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي يفتاح شبير أنّ سوريا تملك 3 أنواع من صواريخ «سكود» وهي «سكودB» من صناعة سوفياتية يصل مداها الى 300 كيلومتر و«سكودC» من تطوير سوري وكوري شمالي ويصل مداها الى 500 كيلومتر و«سكود D» ويصل مداها الى 700 كيلومتر. وأضاف شبير في تصريح لصحيفة «معاريف» العبرية «أنّ هدف سوريا من تزويد «حزب اللّه» بأسلحة متطورة هو بعث رسالة بأنّ بحوزتها أسلحة بمقدورها معاقبة اسرائيل إن تجرأت على مهاجمتها». وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية من جانبها إنه رغم أن اسرائيل تتابع بقلق ما سمّته «التهريب» وتبعث بانذارات فإن من الصعب على حكومة بنيامين نتنياهو تبرير مبادرتها لعملية عسكرية بهدف الحدّ من تعاظم قوّة خصومها، خاصة أن العملية قد تتسبب في «حرب لبنان ثالثة». أما صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فكتبت «أن صواريخ «سكود» نقلت من سوريا الى «حزب الله» بهدف مهاجمة اسرائيل في حال هاجمت هذه إيران». مزاعم وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية في عددها الصادر أمس أن تقارير استخباراتية زعمت أن عناصر من «حزب اللّه» تدربت على استخدام صواريخ «سكود» ومن بينها مجموعة يصل مداها الى أبعد من ترسانة الحزب الحالية من الصواريخ بعيدة المدى ويمكنها ضرب أي مدينة في اسرائيل. وأضافت «أن الولاياتالمتحدة تنبهت أيضاً إلى مسألة الصواريخ، بعدما كانت تتجه نحو توثيق العلاقات مع سوريا ووافقت هذا العام على ارسال أول سفير لها إلى دمشق منذ خمس سنوات لكنها جمّدت هذه الخطوة». وأشارت الصحيفة إلى أن «حزب الله» أعاد تزويد ترسانته بمخزون كبير من الصواريخ ذات المدى القصير والمتوسط بعد الحرب مع اسرائيل في عام 2006، ومن بينها صواريخ «زلزال» الايرانية التي يمكن استخدامها لضرب المدن الكبرى في اسرائيل مثل تل أبيب. وقالت «إن حصول حزب الله على صواريخ «سكود» يخاطر بتوريط سوريا في أي صراع جديد من دون أن يضيف ذلك أي ثقل إلى خياراته الاستراتيجية، كونها تُعتبر كاسرة للتعادل في المواجهات بسبب حجمها وحمولتها، كما أن انتشارها يُعتبر عملاً من أعمال الحرب من شأنه أن يسبب استجابة فورية وشاملة من جانب اسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن «حزب الله» كان اعلن من قبل أن استئناف الحرب مع اسرائيل أمر لا مفر منه ولديه القدرة على توسيع نطاقها، فيما اعلن مسؤولون سوريون أنه في حال نشوب نزاع فإن بلادهم لن تجلس مكتوفة الأيدي كما فعلت قبل أربع سنوات. وأضافت أن الاستراتيجية التي يتبعها الرئيس السوري بشار الأسد «ما تزال غير واضحة، فهو عرض اقتراحات على الولاياتالمتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط واستئناف محادثات السلام غير المباشرة مع اسرائيل، لكنه في الوقت نفسه رفض تخفيف دعم سوريا التاريخي لايران وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحزب الله». وقالت الصحيفة البريطانية «إن موضوع امدادات الأسلحة إلى «حزب الله» اثاره جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي في زيارة قام بها إلى دمشق الأسبوع الماضي عندما التقى الرئيس الأسد، وشدد على ضرورة وقفها من أجل تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة». وأضافت الصحيفة أن سوريا نفت بشدة هذه المزاعم، لكن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي اعلن بأن «قدرة حزب الله على اطلاق الصواريخ تحسنت بشكل كبير».