انطلقت صباح أمس بالعاصمة فعاليات الملتقى الدولي «الشباب والاتصال والميديا» الذي ينظمه معهد الصحافة وعلوم الأخبار ومؤسسة «كونراد أديناورْ» بحضور عدة خبراء وباحثين في المجال من عدة دول (فرنسا، الجزائر، كندا، سلطنة عمان، ألمانيا...) وذلك للبحث في علاقة الشباب بالاتصال وأشكال تفاعله مع الميديا والذي يتزامن مع إقرار المبادرة التونسية السنة الدولية للشباب. وقد كشف السيد رضا المثناني في مداخلته العلمية الاكاديمية «الشباب ومجتمع المعلومات: التموضع والرهانات» التي اعتمدها على نموذج «Tunis.com» (وقال إنه استقاها من مسرحية الممثل جعفر القاسمي) عن أن المدونات الالكترونية والهاتف الجوال ومختلف أشكال تقنيات الاتصال الحديثة اكتسحت المجتمع وغيّرت من نمط حياته وبما أن الشباب وتكنولوجيات الاتصال هما عنصرا التنمية والالتحاق بمصاف الدول المتقدمة فإن ذلك يتطلب تملّك هذه التقنيات وصناعة الذكاء وإنتاج وتوطين المعرفة. وبيّن أن الفئات الشابة تمثل 1/3 المجتمع التونسي وستتقلص هذه النسبة لتصل الى 1/5 السكان سنة 2034 وأن حوالي 3/4 سكان تونس عمرهم أقل من 40 سنة. وفيما يتعلق بغايات استخدام شبكة الانترنات للفئة العمرية بين 15 و25 سنة أكد أن حوالي 73٪ من هؤلاء يستخدمونها للاعلام أي لطلب المعلومات وهذا يعني أن بعض وسائل الاعلام لا تقوم بدورها على الوجه الامثل لاستقطاب هذه الفئة. وأن 53٪ يوظفونها في التعارف بواسطة الشبكة الاجتماعية «فايس بوك» والمدونات الالكترونية ويتساءل: «أين دور الفضاءات التقليدية التي تساهم في نسج العلاقات الاجتماعية على مستوى الواقع»؟ ويستعمل حوالي 30٪ من الشباب (بين 15 25 سنة) في إجراء المكالمات الهاتفية و24٪ للارسال والبريد الالكتروني و20٪ للتنزيل و12٪ لاستماع الاذاعة و7٪ للعب. وتحتل تونس المرتبة الاولى في المنطقة العربية والثانية افريقيا بعد جنوب افريقيا في نسبة ارتياد موقع «الفايس بوك» كما تعتبر تونس أول بلد عربي وافريقي ارتبط بشبكة الانترنات. كما كشف السيد رضا المثناني على الانتشار السريع لاستعمال الهاتف الجوال (أكثر من 9 ملايين شخص يتمتعون بخط هاتف جوال) وهذا الانتشار السريع مردّه تمثلات اجتماعية أهمها الحرص على الانسجام والترابط العائلي والحاجة الى إعادة الثقة لمجابهة التفكك الاسري فقد تحوّل جهاز الهاتف الجوال لدى الاولياء وسيلة لممارسة الرقابة. وتطرح الطفرة الهائلة في تقنيات الاتصال عدة قضايا هامة مثل التأطير وما مدى حضوره وسط المحيط العائلي وفي داخل المؤسسات التربوية ومختلف وسائل الاعلام والتشغيل والتعليم والتكوين بما يتلاءم مع متطلبات العصر وقضية المشاركة المحتشمة للشباب التونسي في مشاغل المجتمع المدني وقضية الابتكار في مجال تكنولوجيات الاتصال الحديثة فلا يمكن الالتحاق بالدول المتقدمة دون ابتكار أو إبداع. وتتواصل فعاليات الملتقى الدولي «الشباب والاتصال والميديا» الى يوم 16 أفريل ومن أهم المداخلات «الهوية الرقمية للشباب: بين التمثلات الاجتماعية والتمثل الذاتي» للباحث الاماراتي الصادق رابح، و«الاتصال والميديا وواقع الثقافة السياسية لدى الطالب الجزائري». و«الشباب التونسي بين واقع البطالة والحضور المتنامي للمؤسسات الاتصالية: مراكز النداء نموذجا».