ان قصة الامبراطور الروماني «نيرون» أشهر من أن نذكر بها، فقد أقدم على اضرام النار في روما وراح يطل من شرفة قصره وهو يضحك من فرط الهستيريا... وجماهير الأحمر والأصفر نسجت على منوال «نيرون» عندما عاثت فسادا بمدارج ملعب المنزه الذي احتضن الترجي منذ حوالي 43 عاما... وحين استعادت وعيها وجدت نفسها بين الرماد... لكنها وجدت أيضا الخزينة الحمراء والصفراء على مشارف أزمة حقيقية... فالفاتورة يدفعها الترجي فحسب. «حادثة المنزه» والمدرجات الحالية تفجر أزمة مالية خطيرة كشفت مصادر مطلعة في صلب الترجي أن المصاريف التي ستتكبدها خزينة الفريق نتيجة أعمال الشغب التي ارتكبتها جماهيره بملعب المنزه الخميس الماضي بالاضافة الى غياب الجماهير عن مقابلتي الفريق أمام النادي البنزرتي (الجولة 24) وأمل حمام سوسة (الجولة 26) تقدر بحوالي 300 ألف دينار أي ستة أضعاف ما تكبده الفريق خلال الموسم الماضي حسب المصادر نفسها، ذلك أن الترجي لم ينفق خلال العام الماضي سوى 50 ألف دينار وكشفت هذه المصادر أن 300 ألف دينار يعادل جراية كامل اللاعبين لمدة شهرين!! يذكر أن جماهير الترجي تساهم بحوالي 12% من مداخيل الفريق ولكن عدم حضورها خلال المقابلات التي ينظمها الفريق بداعي العقوبة يؤثر سلبا على المشتهرين لتكون بذلك خزينة النادي أكثر المتضررين. خسارة أخرى... من جهة أخرى لم تخف هذه المصادر تخوفها من تراجع المبيعات على مستوى الاشتراكات السنوية التي سيبدأ الفريق في ترويجها خلال الفترة المقبلة بحكم أن المشترك وجد نفسه محروما من حضور أكثر من مقابلة بحكم العقوبات المسلطة على الأحمر والأصفر. المدب يضخ 4 مليارات في شرايين الاحمر والأصفر... المصادر نفسها أكدت ل «الشروق» أن الترجي يعرف نقصا ماليا واضحا قد يتحول الى عجز حقيقي بحكم الاختلال الواضح بين المداخيل والمصاريف، ذلك أن مداخيل النادي لم تتجاوز 6 مليارات في الوقت الذي بلغت فيه مصاريف الفريق حوالي 12 مليارا... وهو ما يجعل النادي في مأزق حقيقي لولا أن رئيس الفريق السيد حمدي المدب يضخ في شرايين الأحمر والأصفر مبلغا طائلا أكدت المصادر نفسها أنه يناهز 4.5 مليار من مليماتنا وهي رسالة مضمونة الوصول الى جماهير النادي الذي بات بأمس الحاجة الى مساندتها أولا والى مساهمتها في المداخيل ثانيا حتى لا يصبح الفريق مثقلا بالديون التي بدأت تنمو جراء ما قامت به عائلة الأحمر والأصفر من أعمال شغب ومن رمي للشماريخ والمقذوفات... فهل تعود تلك الفئة الضالة من جماهير الدم والذهب الى رشدها؟