تلقت فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني ببن عروس قبل أيام اشعارا باختفاء شقيقتين توأمين لهما 18 سنة من العمر. وقد حمل النبأ معلومة شحيحة تفيد ان ابنة خالتهما علمت من احداهما عن طريق هاتفها الجوال أنهما توجدان في مكان ما قرب مدينة منزل بوزلفة من ولاية نابل. شمر رجال الحرس الوطني عن السواعد لتقصّي الحقائق اثر الاشعار مباشرة سعيا منهم للحاق بالفتاتين قبل حدوث مكروه ورغم ان الساعة كانت متأخرة وامكانية فك لغز الاختفاء تبدو عسيرة رجع المحققون الى عائلة التوأمين واستقوا منها معلومات اضافية اتضح من خلالها ان الفتاتين حباهما الله بجمال باهر وقد نشأتا في وسط عائلي متماسك وسليم، كما تبين ايضا ان الشقيقتين تعملان في الضاحية الجنوبية وقد اعتادت احداهما التحول الى مدينة الزهراء للالتقاء بتوأمها فالعودة معا الى المنزل غير ان هذه المرة تأخرت ساعة عودتهما حتى تجاوزت حدود المعقول وبدأت الهواجس تحاصر الأم والقلق ينتباها فلجأت الى ابنة أختها لتستعين بها على تقصي أثر أبنتيها فاتصلتا بهما عن طريق جوال احداهما ليحصلا على اجابة مقتضبة تفيد أنهما (التوأمان) توجدان على مقربة من مدينة منزل بوزلفة ثم انقطع الاتصال ودخل الجوال في صمت عميق. عودة «الغائبتين» سكت الجوال ولم يكن صمته من ذهب بل جاء علقما تجرعته الأم الملتاعة طوال الليل.. أما المحققون فما يئسوا ولا ملّوا محاولات الاتصال بالشقيقتين عن طريق «المحمول» الذي استجاب نهاية في حدود الساعة الخامسة والنصف من فجر اليوم الموالي للواقعة وحمل صوت صاحبته مطمئنا أنها وشقيقتها في طريقهما الى البيت بعد استعادتا حريتهما السليبة منذ دقائق معدودات دون ان تتعرضا الى أي أذى جسدي... وقد انتظر الجميع عودة الغائبتين لمعرفة تفاصيل الواقعة وحين وصلتا ارتمتا في حضن أمهما وروتا ما حدث.. قالت احداهما انها كانت وشقيقتها في طريق العودة الى منزل العائلة حين التحق بهما شاب تعوّد ملاحقتها في سيارته وسبق له ان أبدى استعداده لخطبتها من أهلها ان هي قبلت ثم طلب منهما بلطف ورفق ان يسمحا له بإيصالهما فاستجابتا وامتطتا السيارة. ضيافة بالاكراه أدار الشاب محرك سيارته وانطلق في اتجاه آخر متظاهرا بالقيام بجولة خفيفة قبل ايصالهما وفي الحقيقة كان يخفي لمرافقتيه غاية في نفسه سرعان ما توضحت معالمها حين تفطنت الشابتان الى ابتعادهما عن المناطق الحضرية ووجدتا نفسيهما مرغمتين على الرضوخ الى مشيئة الشاب الذي استمر في قيادة سيارته الى ان بلغ مشارف مدينة منزل بوزلفة حيث انعرج الى ضيعة وتوقف بها ومن ثمة بدأ بتجريدهما من هاتفيهما الجوالين (اثر تلقي المكالمة المشار اليهاسابقا) ثم قام بتعنيف الفتاة التي يهيم بها.. وبعد فترة قصيرة قضّتها المجموعة في الضيعة استقر رأي الشاب على مغادرة المكان فأركب التوأمين وتوجه الى الحي الذي يسكنه بجهة بن عروس و»استضافهما» في منزله لقضاء ما تبقى من الليل وفي الساعات الاولى من الفجر أذن لهما بالمغادرة.. فعادتا الى منزلهما سالمتين ودون أضرار تذكر حسب تصريحهما. وقد تقدمتا بشكوى في الغرض الى السيد وكيل الجمهورية.