في بادرة هي الأولى من نوعها في تونس، يتم الآن تنفيذ عملية تركيب طائرة خفيفة (VLA Very light Aircraft) وتجميع أجزائها (الهيكل المحرّك التجهيزات الالكترونية والكهربائية) وذلك في اطار مشروع ختم الدروس لطالبين بجامعة الطيران والتكنولوجيا بتونس العاصمة اختصاص هندسة طيران وبالشراكة مع مؤسسة ايطالية متمركزة بجهة ماطر وتنشط في مجال صناعة وتركيب الطائرات الخفيفة الموجّهة الى الاستعمال الخاص (في الخارج) ولمدارس تدريب الطيارين بتونس والخارج. وقال السيد علي الشيباني عميد جامعة الطيران والتكنولوجيا (UNAT) إن نسبة الانجاز في هذا المشروع بلغت الآن أكثر من 40٪ في انتظار استكمال تركيب الطائرة كاملة قبل نهاية السنة الحالية، وهو ما سيمثل حسب قوله حدثا استثنائيا في تونس باعتبار أن تركيب الطائرات حتى وإن كانت طائرات خفيفة مهمّة من الحجم الثقيل ولا نراها إلاّ في الدول المتقدّمة وتتطلب دقة فنيّة وتكنولوجية عالية نظرا الى حساسية أجهزة الطيران والى المخاطر المرتبطة بها إذا لم يكن تصنيعها وتركيبها سليما. وقد تم الاتفاق بين جامعة الطيران والتكنولوجيا والشركة الايطالية المصنّعة للطائرات الخفيفة من نوع «STROM RG» (والموجودة بتونس) على تسلّم كافة القطع الضرورية لصناعة الطائرة (المحرّك الهيكل الالكترونيك الأجنحة) على أن يتولى الطالبان المعنيان (في اطار مشروع ختم الدروس) مباشرة بتجميعها والوصول الى تركيب الطائرة كاملة، ويجري كل هذا تحت اشراف تونسي 100٪ من خلال المؤطّرين في رسالة البحث وغيرهم من المشرفين على الدروس في جامعة الطيران والتكنولوجيا...وتتم عملية التركيب في الورشات التابعة للجامعة التي يتم فيها تقديم الدروس التطبيقية في اختصاص صناعة وصيانة الطيران. محاك للمضيّفين... إضافة الى تركيب الطائرة الخفيفة، قامت جامعة الطيران والتكنولوجيا، وهي الجامعة الاولى والوحيدة في تونس المختصة في تكوين مهندسي الطيران وطياري الخط والتقنيين والتقنيين الساميين في صيانة الطائرات، بتخصيص جهاز طيران تشبيهي محاك (Stimulateur) لتدريب المضيفين والمضيّفات في الطيران، وذلك لأول مرّة في تونس. فقد جرت العادة أن يقع تخصيص محاك لتدريب الطيارين والميكانيكيين ولا يقع إيلاء هذا الأمر أهمية بالنسبة الى المضيفات والمضيفين حيث يقع الاكتفاء فقط بالجانب النظري بالنسبة إليهم. وقد تم تصميم وانجاز هذا المحاكي في تونس بنسبة 100٪ وباشراف مختصين تونسيين في المجال وهو غير مستعمل في تونس لأن ثمنه باهظ جدا، وقال عميد جامعة الطيران والتكنولوجيا، أن اعداد الجهاز بلغ الآن المرحلة الاخيرة وسيدخل حيّز الاستعمال في الفترة القادمة مضيفا أنه يستجيب لجميع المواصفات في ما يتعلق بالسلامة وبحسن سير الدروس التطبيقية الموجّهة الى المضيفين وأكّد أن الجهاز قادر على التحرك والميلان في كل الاتجاهات تماما مثل الطائرة التي يضطر قائدها الى الميلان بها الى الأعلى أو الى فوق أو الى أعلى أحد جنبيها، وهو ما يمكن من حسن تدريب المضيفين والمضيفات على هذه الوضعيات الصعبة. مشاريع لجامعة الطيران والتكنولوجيا عدة مشاريع أخرى بصدد التنفيذ ومنها خاصة مجموعة دراسات حول استعمال التكنولوجيا الحديثة في ما يخص الكشف بالأشعة على هياكل الطائرات لاكتشاف الصدوع واصلاحها، واستعمال المواد المندمجة (Matériaux composites) لتصميم الطائرات، اضافة الى مشاريع اخرى متنوعة في اطار الشراكة مع جامعة بوردو بفرنسا. وأضاف السيد علي الشيباني أن الجامعة تهدف الى خلق محضنة مشاريع في ميدان الطيران من أجل خلق أرضية للمشاريع الصناعية المنتظرة في هذا المجال.