نجح الأولمبي الباجي في اقتلاع ورقة الترشح إلى الدور النهائي للكأس بعد أن تفوق على مضيفه الملعب التونسي أمس على ملعب رادس بنتيجة هدف مقابل صفر ليضرب بذلك موعدا في النهائي مع النادي الصفاقسي للمرة الرابعة في تاريخه ويثبت منطق الكأس أن لا منطق له. كنا نعتقد للوهلة الأولى أن اللقاء سيكون مفتوحا بين الفريقين بعد دخول الضيوف في صلب الموضوع منذ البداية وتفوق المدرب رشيد بلحوت عندما أحسن توظيف لاعبيه في وسط الميدان وتمكّن من شلّ حركية زملاء ابراهيما با الذين يتفوقون عادة في هذه النقطة.. الملعب التونسي وجد صعوبة في إخراج الكرة ولم يتحرر الفريق إلا في الدقيقة السادسة عندما انفرد القصداوي بالحارس بعد تمريرة في العمق لكنه أضاع الفرصة. نقطة أخرى تحسب للمدرب بلحوت في هذا الشوط هو نجاحه في غلق المنافذ على رحومة وتاج من الجهة اليسرى والجديدي وشقرة من الجهة اليمنى ليجد القصداوي نفسه في عزلة. صحوة أصحاب الأرض رحومة وشقرة فشلا في الهجوم ونجحا في صد الدربالي وقربوج، ثم وجد الملعب التونسي توازنه منذ الدقيقة 17 ليضغط سلامة القصداوي ويفتك الكرة لكنه أضاعها كالعادة بطريقة غريبة لتتواصل محاولات أصحاب الأرض كمن يكتب على الماء لافتقاد الفريق للاعب يمول الهجوم الذي كان في فترة سبات. ويبدو أن اختيار لويغ اللعب بنفس التشكيلة التي واجهت الافريقي كان خاطئا لأن الخوف المفرط لزملاء الزعيري أكسب الضيوف ثقة كبيرة رغم تراجع مستواهم بشكل كبير بعد مرور ربع ساعة من اللعب، فيما وقف القائم حجر عثرة أمام القصداوي عندما تصدى لكرته في الدقيقة 30. جزاء المجتهد الأولمبي الباجي آمن بحظوظه وواصل التقدم بفضل عمل صابر المحمدي في وسط الميدان، كما استمر قربوج في إزعاج شقرة على الجهة اليسرى، وبعد أن أضاع فرصة في الدقيقة 38، أجبر مهاجم الأولمبي الباجي، مدافع الملعب التونسي على ارتكاب الخطإ ليفتك منه الكرة في منطقة الجزاء ويوزع في القائم الثاني لتصل الكرة لسامح الدربالي، بعد أن تجاوزت سيف اللّه حسني والسلطاني ليضعها الدربالي في الشباك ويحرز هدفا ساهم فيه الحظ بشكل كبير، وينتهي الشوط الأول بتفوق الضيوف تحت شعار جزاء المجتهد. دهاء الأولمبي الباجي نزل الملعب التونسي بكل ثقله للهجوم في الشوط الثاني قصد تعديل النتيجة لكنه اصطدم بفريق منضبط تكتيكيا وقرأ حسابا لهذا المد الهجومي فمثل إبراهيما كامارا ومهدي حرب جدارا أول أمام أصحاب الأرض فيما تكفّل خط الدفاع بامتصاص الضغط وفي البال اللعب على الهجومات المعاكسة بعد توزيعة على رأس أيمن السلطاني في الدقيقة 56 كادت أن تعطي أكلها. نجاح الضيوف وذكاؤهم تجلى أيضا من خلال تعاملهم المحكم مع خطة التسلل ليقع مهاجمو الملعب التونسي في هذا الفخ أكثر من مرّة. تغييرات بلا نتيجة أمام هذا الثبات كان لزاما على لويغ أن يحدث بعض التغييرات على التشكيلة بالنظر إلى عجز العناصر الأساسية على صنع الفارق. الفني الفرنسي أقحم الرياحي مكان القصداوي لكن ذلك لم يغير شيئا في النتيجة لأن الرياحي عادة ما يكون مهاجما ثانيا وحتى دخول الشارني أعطى بعض النجاعة بلا فائدة وتحول كل من الجديدي والرياحي إلى مهاجمين، لكن غياب المساندة من الأطراف ولاعب قادر على صنع اللعب مثل ألفاز أثر كثيرا في أداء البقلاوة. تعامل ذكي مع مرور الوقت أحس الضيوف أن منافسهم لا يمكنه أن يفعل الكثير فواصلوا انكماشهم الدفاعي مع الخروج السليم بالكرة واللعب ببرودة دم عالية مما أكسبهم الثقة اللازمة ولم تزعجهم إلا تصويبة الشارني التي كادت تباغت سامي النفزي في الدقيقة 81 في المقابل عجز السلطاني والدربالي عن التجسيم أمام التزامهم الدفاعي الكبير. وحتى تحوّل الزعيري إلى مهاجم ثالث في الدقائق الأخيرة لم يجد نفعا وزادت تغييرات بلحوت من صعوبة المهمة على أبناء لويغ بدخول أنيس باشا مكان نزار قربوج والعمري مكان السلطاني.. الأولمبي الباجي حافظ بذكاء على فوزه الثمين واستحق فوزه عن جدارة.