أكد محلّلون أن التحذيرات الاسرائيلية والأمريكية المتكرّرة حول تعزيز ترسانة أسلحة «حزب اللّه» والمزاعم التي تروّجها واشنطن وتل أبيب حول تزويد دمشق ل«حزب الله» بصواريخ «سكود» مرتبطة بشكل أساسي بالتوتر القائم في الشرق الأوسط على صعيد الملف النووي الايراني وتعثر عملية السلام، وقد تكون جزءا من سيناريو حرب مستقبلية مدمّرة في المنطقة. وقال مدير مركز «كارنيغي» للدراسات في الشرق الأوسط بول سالم إن قضية صواريخ «سكود» ظهرت الى العلن بين ليلة وضحاها ولا اثباتات على وجودها ومن الواضح أن اسرائيل تعمل على تحضير ملف ضد لبنان في حال أرادت شن حرب لاحقا». طريق مسدود وأشار الى أن هذه الحرب قد تأتي نتيجة الطريق المسدود في الملف النووي الايراني أو الفشل في العودة الى طاولة المفاوضات على المسارين الفلسطيني والسوري. وأضاف سالم «أخشى في حال فشلت العقوبات والمفاوضات في احتواء طهران مع بداية العام 2011، أن يتم اللجوء الى ضرب حلفاء ايران في الخارج»، مشيرا الى أن «حزب اللّه» هو أكبر حلفاء الجمهورية الاسلامية». وتابع ان اسرائيل تسعى أيضا الى ممارسة ضغوط على دمشق، وتريد أيضا مع واشنطن أن «تبتعد سوريا عن طريق ايران، وأن تخفف من دعمها لحزب اللّه». وذكر بأن «المشكلة الحقيقية تكمن في استمرار الحرب غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا بسبب هضبة الجولان»، معتبرا أن «الحروب المباشرة تقع إجمالا في لبنان أو في غزة». وقال فرانك ميرمييه من المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية والرئيس السابق للمعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأوسط في بيروت إن اسرائيل تستغل مسألة الصواريخ لتحويل الأنظار عن ملف التفاوض مع الفلسطينيين بالتزامن مع تعزيز سياستها الاستيطانية. وأضاف أن «المزاعم حول وجود صواريخ «سكود» تؤخر مفاوضات السلام الى أجل غير محدد، لاسيما في ضوء الضغط الأمريكي الحاصل». من جانبه قال بيتر هارلينغ المسؤول عن برنامج العراق وسوريا ولبنان في مركز الأزمات الدولية «أعتقد أن المسألة اتخذت كل هذا الحجم بسبب قوة الصواريخ الرمزية على الرأي العام الاسرائيلي والأمريكي لأنها تذكر بصدام في إشارة الى استخدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين صواريخ «سكود» خلال حرب الخليج. مخاوف لبنانية في الأثناء أكد وزير الخارجية اللبناني علي الشامي أمس أن الاتهامات الاسرائيلية ل«حزب اللّه» بحيازة صواريخ «سكود» تهدف الى إلحاق الضرّر بالموسم السياحي في لبنان وتزيد التوتر العسكري في المنطقة. وقال الشامي خلال لقاء مع عدد من السفراء المعتمدين في بيروت إن تهديدات اسرائيل تهدّد السلم والأمن الاقليمي والعالمي، مضيفا نحن في حالة حرب مع اسرائيل والهدنة تعبير عن وقف إطلاق نار». وفي السياق ذاته، نقلت تقارير اسرائيلية عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط القول إن لبنان يعيش حالة من الذعر الشديد خوفا من التعرض لهجوم اسرائيلي. ونقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أمس عن مصادر لم تسمها أن أبا الغيط قال في اجتماع مغلق في وقت سابق الأسبوع الجاري إن لبنان يخشى التعرض لهجوم اسرائيلي، أو حرب أخرى، وهو ما يجعله يعيش في حالة ذعر شديد.