عجيب أمرُ الدول التي غادر ممثّلوها قاعةَ مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة الحدّ من الانتشار النوويّ، عند شروع الرئيس الإيرانيّ في إلقاء خطابه!! طبعًا ليس لأحمدي نجاد عبقريّة بوب ديلان ولا شجن إيديت بياف ولا ألحان موزارت ولا أغاني إلتون جون...لكنّنا لا نتصوّر أنّ ممثّلي الولايات المتّحدة وفرنسا وبريطانيا كانوا يتوقّعون الاستماع إلى غوغوش أو شجريان!! كانوا يعلمون قبل بداية المؤتمر أنّهم ليسوا مدعوّين إلى حفل للبوب أو للموسيقى الكلاسيكيّة أو للتراث الإيرانيّ...وكانوا يعلمون أنّ الرجل سيقول كلامًا قابلاً للنقاش، قد يختلف ظاهره عن باطنه، شأنهُ في ذلك شأنُهم جميعًا... فلماذا غادروا القاعة؟ أَلَمْ يُتْخِمُونَا دروسًا ومحاضرات لإقناعنا بأنّ الحوار لا يكون أصلاً إلاّ بين فُرَقاء مختلفين؟ فلماذا لم يستمعوا إلى خصمهم؟ هل هو الخوف من أن تكون الكلمات «نيرانًا غير صديقة»، أو «سلاح دمار شامل»؟ أم هي الرغبة في تلقيننا أنّ «الحوار» في «مفهومهم» الجديد، يعني أن تملي أفكارك على الآخرين...أن تُخاطب من يوافقونك الرأي...وفي المحصّلة أن تخاطب نفسك... فإذا خالفك الآخرون الرأي وأصرّوا على الكلام تركتهم وغادرتَ القاعة مفضّلاً «الخُوار»، وبايْ بايْ يا حوار؟!