بعد ماراطون من الفقرات التنشيطية والسهرات الفنية والمعارض اختتمت مؤخرا فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان الثقافي لديوان الخدمات الجامعية للوسط شارك فيه طلبة ست ولايات وهي القصرين، القيروان، المهدية ، المنستير، سوسة وسيدي بوزيد. سهرة الاختتام احتضنها المسرح البلدي بسوسة مساء 24 أفريل ضمت مختلف الانتاجات الموسيقية والفنية لنخبة من طلبة هذه الولايات بحضور السيد فتحي الخميري مدير الديوان. مواهب ولكن ...! ضم البرنامج الخاص بطلبة سوسة أربع سهرات موسيقية اثنان من انتاج الطلبة وأربعة عروض مسرحية إثنان أيضا من انتاج الطلبة الى جانب معرضين في الفنون التشكيلية والآخر في الرسم على البلور. وقد شكلت هذه العروض فرصة للوقوف على عدة مواهب في مختلف الفنون ولكن تبقى نسبة الانتاجات الطلابية مقارنة بالعدد الكبير للطلبة بسوسة ضعيفة خاصة في ظل الامكانيات المتوفرة والحرص المتواصل من سلطة الإشراف على تدعيم وإثراء التنشيط الثقافي الجامعي على مختلف المستويات. بين التراث والمعاصرة ! وإن جلبت العروض الموسيقية بما عكسته من مواهب في العزف والغناء الأنظار كذلك الفنون التشكيلية وبعض المحاولات الشعرية فإن بقية الأنشطة نذكر منها المسرح والرقص بقيا في اطار الاجترار بين محاولات سطحية ومهمشة لتوظيف التراث وقفت حد المحاكاة بواسطة الأزياء والألحان الشعبية والتندر بلغة الفلاح والريفي ووضعت الطالب ذاته في موضع تندر.. أما المحاولات التي نوى أصحابها مجاراة العصر ورفع شعار المعاصرة فلم تتجاوز صفتي التمييع والسطحية. حتمية المتابعة والتقييم وإن تغيب مقاييس الاحتراف في الأنشطة الثقافية الجامعية لعدة اعتبارات فإن ذلك لا يشرع الاستسهال والانخراط في موجة الابتذال ولا يبرر الارتجال العشوائي لبعض الأعمال والأنشطة الثقافية والفنية لأن الفضاء الجامعي معروف بالنخبة وصفوة المجتمع ولا بد ان تنعكس هذه الصفات على الممارسات الثقافية والفنية النابعة من هذه الفضاءات والتطوير يقتضي بالضرورة تقييما ممنهجا ضمن استراتيجية لا تقل منهجية ودقة عن التي تعتمد في النشاط الدراسي حتى تكون الجامعة منبعا لا للأدمغة العلمية فحسب بل الإبداعية في مختلف المجالات الفنية والثقافية.