صيّرت بعض الصحف السودانية ومنها بالأساس صحيفة نادي المريخ مباراة فريقها بالترجي الرياضي التونسي في إطار إياب رابطة الأبطال الإفريقية أقرب إلى الموقع الحربي منها إلى مباراة رياضية في كرة القدم وذلك من خلال المفردات والمصطلحات التي يتمّ إستعمالها للرفع من معنويات لاعبي ومشجعي المريخ وجعلهم يعتقدون في قدرة فريقهم على العودة في النتيجة من خلال تسجيله لأربعة أهداف كاملة في مباراة الغد وإقتطاع تذكرة الترشح إلى دور المجموعتين لرابطة الأبطال. ورغم أن بعض العقلاء في نادي المريخ وجانبا من اللاعبين كانوا صرّحوا إثر مباراة الذهاب بصعوبة المهمّة بعد أن أيقنوا تباين موازين القوى بين فريقهم والترجي الرياضي وإختلالها بشكل واضح فإنّ هناك من يحاول أن يؤكد أنّ الأمر لم يُحسم بعد وأنّ تجاوز الترجي برباعية هو أمر في المتناول، ومع أنّ ذلك سعي مشروع فإنّ الطريقة التي يتمّ إعتمادها نأت كثيرا عن المقاصد الرياضية لكرة القدم. لجنة للتعبئة تعلن الطوارئ القصوى تحت عنوان مثير يحيل قارءه إلى أن «الإخوة» في السودان يعدّون العدّة لحرب ضروس قد لا تبقي ولا تذر يقول «لجنة للتعبئة تعلن الطوارئ القصوى» ذكرت صحيفة نادي المريخ أن هذه اللجنة التي تمّ إحداثها خصيصا بمناسبة مباراة العودة بين المريخ والترجي قد «أعلنت التعبئة القصوى لمباراة الفريق المرتقبة أمام الترجي التونسي مؤكدة على أهمية هذه المباراة وضرورة أداء كل فرد من أفراد المجتمع المريخي دوره على أكمل وجه» وتضيف الصحيفة أن هذه اللجنة «إبتكرت أساليب جديدة للتشجيع ستقوم الرابطة المركزية بعمل ال«بروفات» النهائية عليها تمهيدا لعرضها في المباراة الفاصلة بين المريخ والترجي يوم السبت بالقلعة الحمراء» حشد طلابي كبير في إطار «التعبئة للمباراة» وفي إطار مساعي إدارة فريق المريخ إلى رفع معنويات أنصار الفريق وحثهم على حضور لقاء السبت وبشكل يوحي بأنّ الأمر يصوّر على أنه أقرب إلى التحرّك نحو جبهات القتال ذكرت ذات الصحيفة أنّ «مسرح جامعة النيلين شهد حشدا طلابيا كبيرا نظمته رابطة المريخ بالنيلين بالتعاون مع صحيفة المريخ ولجنة التعبئة تضمّن برنامجه كلمات لرئيس النادي جمال الوالي رئيس اللجنة العليا للإعداد للمباراة والفريق عبد الله حسن عيسى مساعد الرئيس ورئيس لجنة التعبئة والقنصل محمد الطيب رئيس الرابطة المركزية وكلمة لمجلس الشورى والصحيفة وروابط المريخ بالجامعات» . الجماهير تقدّم «بروفة» كما واصلت نفس الصحيفة إستعمال الألفاظ الهجينة عن عالم الرياضة من خلال وصفها مباراة السبت بأنها «أمّ المعارك» إذ جاء بها «أعدّت جماهير المريخ عبر الرابطة المركزية ولجنة التعبئة الجماهيرية عدّتها لتقديم بروفة جماهيرية ضخمة خلال لقاء اليوم (لقاء ودّي جرى أول أمس وجمع المريخ بفريق الإنتاج الحربي وإنتهي بنتيجة التعادل 1-1) إعدادا واستعدادا لأمّ المعارك أمام الترجي التونسي» الكتيبة المدفعية والراجمة وعلى نفس النغمة وبنفس الميزان وباستعمال الألفاظ العسكرية ذات المعاني الحربية البحتة أشارت صحيفة الفريق أنّ «لدى كاربوني كتيبة من المدفعيّة» سيدكّ بها حصون الترجي، ووصفت تسديدات المالي لاسانا فاني بأنها «تسديدات قوية ..بعيدة المدى» أما بدر الدين قلق فقد إعتبرته «نجم النجوم» مستوحية تلك التسمية من البرنامج العسكري الأمريكي السابق «حرب النجوم» أمّا اللاعب مصعب عمر فقد وصفته ب«الراجمة المتحركة» وكلهم جاهزون حسب رأيها للنصر المبين. ولئن كان الأشقاء في السودان أحرارا في ما يحبّرون رغم أن ما يكتبونه بعيد جدّا عن الروح الرياضية فإننا نخشى عليهم من استحالة تلك الكتيبة المدفعية مجرد كتيّب ورقي يتصفحون ورقاته على وقع خيبتهم أمام فرسان الترجي، ناهيك أنّ ثقتنا في مدافعي فريق باب سويقة كبيرة لطمس نجم نجومهم وشلّ حركة راجمتهم. محمد بن جبارة رحلة الترجي إلى السودان: 100 محبّ في الموعد ووعد بالعودة المظفّرة طار أمس وفد الترجي إلى العاصمة السودانية الخرطوم التي وصل إليها الفريق عند الخامسة بعد زوال أمس بتوقيت تونس وذلك بعد تأخر الرحلة بحوالي ساعة. رحلة الترجي سجلت تحول حوالي 100 نفر إلى الخرطوم وذلك بعد أن ارتفع عدد الأحباء في آخر لحظة إثر اللفتة التي قام بها رئيس النادي بتمكين عدد من الشبان من التحول مع الفريق بنصف الثمن. ماذا قال اللاعبون؟ خليل شمام: أظن أن النتيجة التي حققناها خلال لقاء الذهاب من شأنها أن توفر لنا رصيدا معنويا هاما لمجابهة كل صعوبات الإياب لنا الخبرة الضرورية للخروج من هذه المهمة بسلام إن شاء الله. خالد العياري: لن نذهب للدفاع فقط ولنا خلال لقاء الإمكانات ما يؤهلنا للتسجيل على ملعب المنافس بالذات إن شاء الله سنحقق أهدافنا في هذا اللقاء ونعود بورقة الترشح لأن طموحاتنا تتجاوز مجرد عبور هذا الدور. صيام بن يوسف: نعرف أن المهمة لن تكون سهلة لكن سنقوم بكل ما يلزم للعودة بورقة الترشح وامتصاص هيجان المنافس خاصة في بداية اللقاء أنا سعيد بفوزنا بالبطولة وفوز أولمبيك مرسيليا ببطولة فرنسا وبإذن الله سنحقق الترشح ليكتمل الفرح. أيمن بن عمر: رغم عدم مشاركتي في اللقاء فإنني سأكون قلبا وقالبا مع زملائي لا أشك للحظة في قدرة الفريق على تحقيق الترشح ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفرط في ورقة الترشح بإذن الله.