أتت النيران على 17 محلا تجاريا بما حوت وأضرت بعدد آخر من المحلات في حريق شب بسوق علي البلهوان بقفصة حوالي الساعة السابعة من مساء الخميس. الاضرار المادية وصفت بالفادحة لا سيما أن قيمة البضائع في المحل التجاري الواحد لا تقل عن 10 آلاف دينار أما الاضرار البشرية فكانت بسيطة جدا (اختناق أحد التجار بالدخان واصابة آخر بجرح بسيط قبل اسعافهما). لكن التداعيات النفسية كانت كبيرة ففيما فزع المواطنون (خاصة منهم الأجوار) خوفا من تسرب النيران الى ممتلكاتهم لاحظنا انهيار بعض التجار المتضررين وهو ما تجلى في بكائهم وعويلهم. وعلمنا أن الحارس الليلي كان أول المتفطنين للحريق فسارع بالاتصال بالحماية المدنية فحلت على جناح السرعة 5 عربات ضخمة محملة بالصهاريج العملاقة كما حضر التجار الذين سعوا الى اخراج ما يمكن اخراجه وابعاده عن ألسنة النيران. وحسب المعلومات الاولية والاحصائيات المبدئية فإن النار أتت على 17 محلا تجاريا بما تحتويه كما تضررت محلات أخرى بنسب متفاوتة وقد سجلنا هلعا وفزعا في نفوس المتساكنين القريبين خاصة ان الدخان كان يلاحظ بشكل جلي من مسافات بعيدة بينما كانت الصدمة قاسية على التجار المتضررين الى حد البكاء والعويل كما أن كثرة الحضور والازدحام أثرا في عملية الانقاذ التي دامت وقتا طويلا حتى تمت السيطرة النهائية على الحريق ولم تسجل اصابات خطيرة باستثناء اختناق احد المواطنين من اصحاب المحلات التجارية بالدخان وسرعان ما تم انقاذه كما أصيب آخر بجرح بسيط وتلقى في الحال الاسعافات الطبية اللازمة. من جهتها وحسب المعلومات الاولية التي بحوزتنا فإن الشركة التونسية للكهرباء والغاز بقفصة نفت مسؤوليتها عما حدث وأكدت سلامة معدات وحداتها الكهربائية المرتكزة بالسوق وقال لنا عمار رحال (تاجر) «لقد خسرنا كل شيء الصدفة وحدها جعلتني أكون موجودا ساعة الحادث فقد كنت بصدد انزال بعض الادباش وحوالي الساعة السابعة مساء تفطنت الى رائحة الدخان المنبعث من الطابق السفلي للسوق وعلى الارجح من آخر مغازة وبسرعة سرت النار فأتت على المحلات المجاورة أرزاقنا ضاعت ولابد من البحث في الموضوع وتتبع الاطراف المسؤولة ان ثبتت مسؤولياتها لأن زملائي المتضررين فقدوا موارد رزقهم».