أخيرا حلّ الانفراج.. أجواء لا توصف شهدتها آخر مقابلة خاضها زملاء بشير الكعبي مع أبناء الصفصاف. المقابلة تخللتها أجواء من التوتر والترقب والغضب وقلة التركيز وتشتت الأذهان وسط متابعة منقسمة بعين على ماطر وأخرى على جندوبة. أوقات صعبة وحرجة جدّا عاشها كل من حلت قدمه على أرض المركب الرياضي بماطر، انطلقت المقابلة ولبت جماهير الأصفر والأخضر النداء وحضرت بأعداد كبيرة ساندت وتفاعلت. ومع مرور الوقت جاءت الأخبار السارة من جندوبة، لكن الأجواء في ماطر بقيت مضطربة، نتيجة عدم التجسيم رغم تعدد الفرص وذلك بفعل الضغط المسلط على أبناء الحناشي وقيمة الرّهان بالنسبة إليهم، ومثل هذا السيناريو كان متوقعا، ومع مرور الوقت ازدادت المخاوف والكل مرتبك بأعصاب متشنجة رغم الأخبار المتتالية من جندوبة التي تفيد نتيجتها وأطوارها أبناء الأهلي الماطري. ساعة الحقيقة في آخر دقيقة انتهى الوقت القانوني والأهلي الماطري لم يضمن البقاء رغم خسارة مكارم المهدية، رفعت لوحة التوقيت معلنة عن 5 دقائق كوقت اضافي، فقد الأمل لدى الجميع إلا اللاعبين فقد آمنوا بحظوظهم وكانوا جنودا بواسل على أرض الميدان، انقطعت الأنفاس وازداد التشنج وفقدان الصواب، وفي لحظة تاريخية جاء التتويج بهدف ذهبي لا يقدر بثمن. وقد قوبل هذا الهدف بفرحة عارمة بما أنه غير الأجواء والأحوال، وما إن أعلن بن ناصر عن نهاية المقابلة حتى عمّت الفرحة الكبرى وسط هستيريا لا توصف ولم يكن يصدّق أي كان مثل هذا التتويج في لحظة عابرة ولو أن للكرة أسرارها ومفاجآتها، فتحول الميدان الى فضاء أفراح وسجلت العديد من حالات الاغماء فيها من استفاق بالماء وفيها من تدخلت في شأنه عناصر الحماية المدنية، ولم تغادر جماهير الأهلي المركب الرياضي، إلا بعد أن احتفلت بضمان البقاء، والذي على اثره تنفست الصعداء. «الطبلة والمزمار والزغاريد في كل دار» تحولت الأفراح من الملعب الى وسط المدينة، نشطتها الفرق الشعبية بالطبلة والمزمار تفاعلت معها أغلب أهالي ماطر وسط أجواء منعشة تتخللها الزغاريد من حين إلى آخر.