لقي عشرات العراقيين مصرعهم أمس وأصيب أكثر من 200 آخرين في سلسلة هجمات وتفجيرات بالعبوات الناسفة هزّت انحاء متفرقة من العراق، فيما ازدادت حدّة الاستقطاب السياسي بين إياد علاوي ونوري المالكي الذي رفض تشكيل قائمة «العراقية» للحكومة المقبلة. ووفق آخر التقديرات فإن نحو 60 شخصا قتلوا وأصيب نحو 220 آخرين في هجمات ضربت بغداد والموصل والفلوجة ومنطقة الصويرة مستهدفة بذلك حواجز أمنية ومنازل تعود الى قيادات أمنية. ووصف الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا العمليات الدموية ب «المنسقة» مشيرا الى انها تندرج ضمن المؤامرات الارهابية التي تواجهها القوات الأمنية. وأضاف أن الهجمات وقعت بأسلحة كاتمة للصوت وعبوات لاصقة. اختراق صارخ وعرض عطا سيناريو الهجمات بالقول إن تفجيرا ثلاثيا بالسيارات المفخخة هز مدينة الحلة مما أدى الىمصرع 36 شخصا واصابة 140 آخرين . وتابع انه في ذات الوقت شن مسلحون سلسلة هجمات منسقة على قوات الأمن العراقية في الضواحي الشرقية والغربية للعاصمة بغداد، مستعملين أسلحة رشاشة، الامر الذي أفضى الى مقتل 7 أشخاص من بينهم 4 من الشرطة و3 من الجيش وجرح 12 عنصرا أمنيا. وأشار الى أن بلدة «الصويرية» كانت مسرحا لتفجير مزدوج بدأ بانفجار سيارة مفخخة قرب أحد الاسواق وعقبه تفجير عبوة ناسفة. وخلّف الهجوم الاخير 8 قتلى و28 مصابا. وأضاف ان هجمات أخرى بالعبوات الناسفة جدّت على مستوى الحواجز الامنية والدوريات في العاصمة العراقية وفي مدينة الموصل أدت الى وفاة عدد من المدنيين والعناصر الامنية وإصابة عشرات الآخرين. كما آدى هجوم جد مساء آمس بالبصرة الى مقتل واصابة العشرات فيما أعلنت الانبار حالة الاستنفار واعتبر محللون ان حدوث هذه الهجمات المدوية دليل على حجم الخور الأمني الذي تتخبط فيه حكومة نوري المالكي المنتهية ولايتها. رفض للتعاون وفي سياق متّصل رفض المالكي التعاون مع اياد علاوي للخروج من عنق الزجاجة السياسي وتشكيل حكومة توافقية للاجهاز على المحاصصة. وقال المالكي ان تسميةرئيس الحكومة أصبحت أمرا محسوما يقرّره ائتلاف «دولة القانون» و«الائتلاف الوطني العراقي». ورغم ان الحجم الكبير للائتلاف الجديد يمنع أية محاولة لتشكيل الحكومة من خارجه، داعيا جميع السياسيين الى التعاون من أجل تشكيل الحكومة المقبلة. وادّعى أنه طبقا لتفسير المرجعية القانونية على حد نعته فإن تسمية رئيس الوزراء غير خاضع لرغبات الاطراف السياسية بقدر كونه موضوعا قانونيا ودستوريا وعمليا وموضوعيا وفق رأيه. وجاءت هذه التصريحات كردّ على تمسك القائمة العراقية بحقها في تشكيل الحكومة المقبلة والتزامها بالاستحقاق الدستوري والديمقراطي. وحذّرت «العراقية» على لسان رئيسها إياد علاوي من مغبة تهميشها او مصادرة حقها السياسي بالقول انها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا حدث ذلك. وفي غضون ذلك، كشفت مصادر عراقيةمطّلعة عن اعتزام نائب الرئيس الامريكي جوبايدن القيام بزيارة رسمية الى العراق خلال الايام القليلة القادمة لدعم مشاورات تشكيل الحكومة المنتظرة.