أحيل مؤخرا على أنظار هيئة المحكمة الابتدائية بالقصرين كهل بتهمة اغتصاب امرأة. وحسب ما جاء في محضر باحث البداية فإن امرأة من منطقة ريفية تتبع ولاية القصرين تقدمت بشكوى إلى أحد مراكز الشرطة أفادت فيها أنها تعرضت لعملية اغتصاب ووجهت تهمتها إلى كهل من نفسالمنطقة. تم على اثر هذه الشكوى ايقاف المشتكى به وهو كهل يقارب الأربعين من عمره ومتزوج وعائل لأسرة ثم وقعت احالته على المحكمة التي استمعت إلى أقواله ثم إلى مرافعة محاميه اتي جاءت مناقضة لما تقدمت به الشاكية، بل كشفت معلومات أخرى لم تفصح عنها زاعمة الضرر أثناء أخذ أقوالها من طرف باحث البداية. «تصفية حسابات قديمة»؟ لما مثل المتهم أمام هيئة المحكمة بدت عليه علامات الأسى والحسرة وتكلّم بصوت فيه نغمات حزينة في البداية غير أنه استجمع قواه وانطلق في الدفاع عن نفسه فنفى ما نسب إليه من تهم مؤكدا ان التهمة مدبرة من طرف زاعمة الضرر باعتبار العلاقة العدائية القديمة بينهما، إذ سبق لها أن اتهمته بسرقة أغنامها غير أن المحكمة رأت أن التهمة باطلة وبرأته منها، اثار هذا الحكم غضب السيدة التي أصرت على الانتقام منه باتهامه هذه المرة بالاغتصاب على حدّ قوله. بعدها أخذ المحامي الكلمة ليؤكد ما قاله منوبه إذ لاحظ أن الواقعة جدت في منطقة آهلة بالسكان فلماذا إذن لم تطلق عقيرتها بالصياح، كما ألح الدفاع على أن التهمة مكيدة مدبرة باعتبار أن السيدة تقطن في منطقة راجعة بالنظر إلى فرق الحرس الوطني فلماذا تقدمت بشكوى إلى مركز الشرطة؟ ثم لاحظ أن هناك شاهدا كان ليلة «الواقعة» صحبة المتهم في منزله حتى الصباح ثم اتجها في اليوم الموالي في رحلة البحث عن آلة حاصدة، كما ان الشهادة الطبية المقدمة يقول الدفاع أشارت إلى عدم وجود آثار للعنف على جسد السيدة وهو ما يفيد براءة موكله من تهمة الاغتصاب إذ من غير المعقول أن تتعرض امرأة للاغتصاب دون أن تقاوم ولو بأظافرها لحماية شرفها، ثم انها كانت مقيمة مع أفراد أسرتها وليست وحيدة فأين إذن أفراد الأسرة عندما تعرضت للاغتصاب؟ وبناء على هذه الحجج التي رآها لسان الدفاع مقنعة وكافية لبراءة منوبه طلب من المحكمة الحكم بعدم سماع الدعوى في شأن المتهم وهو فعلا ما أقرّته المحكمة.