كشفت مصادر فلسطينية ان نشطاء كتائب عزالدين القسّام الجناح العسكري لحركة «حماس» أفشلوا عملية اسرائيلية لاختطاف الجندي الاسرائيلي المأسور في غزة جلعاد شاليط، وذلك باعتماد خطة تمويهية لاخفاء مكان اختباء الجندي المحتجز منذ نحو أربع سنوات. ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن مصادر ان «عملاء» فلسطينيين لاسرائيل قاموا بتعقّب قيادات في «القسام» يشتبه في ان لهم علاقة بمكان اختباء شاليط الا انه تم افشال العملية. وذكرت المصادر ان كتائب القسام حريصة على اقفال أي ثغرات أمنية وتتعامل بحنكة قوية وواسعة لإبقاء شاليط بحوزتها وسد كل محاولات لتحريره أو قتله. تنقلات سرية وأوضحت المصادر ان الكتائب تقوم بسلسلة تنقلات «سرية جدا» للجندي المأسور، عبر تغيير مكان مخبئه بشكل أسبوعي ودائم، خشية عملية اسرائيلية سرية ونوعية تقوم بها لتخليصه من الأسر بمشاركة عملاء فلسطينيين من قطاع غزة او حتى قتله. ولفتت المصادر الى ان هذه التنقلات السرية تأتي بعد سلسلة من التهديدات الاسرائيلية بتخليصه ب«القوة المفرطة». وأضافت المصادر ان آسري شاليط تلقوا رسائل من أعلى قيادات «حماس» تحثّهم على ضرورة الحفاظ على حياته وعدم تعريضه لأي خطر. وقد ذكرت مصادر عسكرية في فصائل المقاومة ان كتائب القسام تخوض حرب «مغالطات وتضليل» ضد جهاز «الشاباك» الاسرائيلي. وقالت المصادر ان قطاع غزة يشهد منذ أسابيع حربا استخباراتية حيث يروّج «الشاباك» اشاعات عن الوصول الى مكان شاليط بهدف تهدئة الشارع الاسرائيلي تجاه الفشل المستمر لسنوات في الوصول الى اتمام صفقة الجندي الأسير. وحسب المصادر فإن «حرب المغالطات والتضليل» توحي بإمكانية اقدام حكومة نتانياهو على تنفيذ عملية عسكرية لإطلاق سراح شاليط، قد تؤدي الى مقتله واستشهاد المكلّفين بحراسته. لا ضغوط روسية في الأثناء نفت حركة «حماس» ان تكون روسيا تمارس ضغوطا للإفراج عن شاليط مؤكدة انه «لن يُفرج عنه دون صفقة مشرّفة لتبادل الأسرى». وطلب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من زعيم «حماس» خالد مشعل في دمشق حل القضية بسرعة. لكن القيادي في الحركة عزت الرشق قال «نحن لا نريد ان نحتفظ بشاليط، وهذا كلام قاله الاخ خالد مشعل للرئيس الروسي، ولكن لا يمكن ان يتم الانتهاء من هذه القضية الا بصفقة مشرّفة لشعبنا الفلسطيني». وكان قيادي في كتائب «القسام» هدد أمس الاول بخطف مزيد من الجنود الاسرائيليين من أجل تحرير الاسرى الفلسطينيين واصفا شاليط بأنه «قطرة من سيل جارف».