أنهى المخرج السينمائي رضا الباهي منذ أيام تصوير فيلمه «براندو وبراندو»، بطولة أنيس الرعاش ولطفي العبدلي وسهير بن عمارة وسفيان الشعري ومحمود الأرناؤوط وفريال الشماري. و«براندو وبراندو» أو «براندو وبراندو، عندما تسقط النجوم» وهو العنوان الكامل للفيلم، هو سابع فيلم روائي طويل للمخرج رضا الباهي، وهو أكثر أفلامه إثارة وتعقيدا سواء من حيث السيناريو الذي تغيّر أكثر من مرة أو من حيث الحوادث المفاجئة التي تخللت فترة إعداده أو من حيث المدة التي استغرقها والتي ناهزت العشر سنوات. «الشروق» زارت المخرج رضا الباهي في الايام الثلاثة الاخيرة قبل انتهاء تصوير الفيلم. وكان المخرج بصدد تصوير بعض المشاهد في مدينة «أوتينا» الاثرية قريبا من «أوذنة». براندو تونس وسط المدينة الاثرية أقام الفنان توفيق الباهي (مهندس ديكور) قرية صغيرة هي عبارة عن موطن أبطال الفيلم. ويذكر المخرج أن أغلب الاحداث تدور في هذه القرية الى أن يأتي فريق سينمائي أمريكي لتصوير فيلم عن مملكة «الأطلنطيد». وخلال تصوير الفيلم تنشأ علاقة بين المخرج الامريكي وأحد «الكومبارس» التونسيين يشبه كثيرا مارلون براندو. ولا يخفي الممثل أنيس الرعاش، الذي يقوم بدور «الكومبارس» في الفيلم الامريكي، وجه الشبه بينه وبين عملاق السينما الامريكية مارلون براندو. ويذكر أن المخرج رضا الباهي اختاره لدور البطولة في الفيلم لهذا السبب. ويضيف مبتسما أن الشبه بينه وبين براندو وحده لا يكفي للتمثيل. وهنا يتدخل رضا الباهي مثنيا على موهبة هذا الممثل، وكفاءته في الأداء. لطفي العبدلي «بزناس» وعن علاقته بالممثل لطفي العبدلي، يقول أنيس الرعاش، أنه يقوم بدور صديقه في الفيلم، فهو الذي يوفر له فرصة المشاركة في الفيلم الامريكي. وهنا يتدخل لطفي العبدلي مشيرا الى محل نادي الفيديو الذي يعمل فيه، وهو من المحلات الناشطة في القرية. ويقول أن دوره ليس صاحب نادي فيديو فحسب بل «بزناس» يشتغل في كل شيء، بما في ذلك تشغيل شباب القرية في الافلام الاجنبية التي تصوّر في الاحواز. ويضيف أن ما يربط «لمين» (دوره في الفيلم) ببراندو التونسي أكثر من حريف بل صديق، ويجمع الثنائي على جودة سيناريو الفيلم وعمق معانيه ورسالته. كما تؤكد الممثلة سهير بن عمارة من جهتها إعجابها الشديد بالسيناريو رغم أنها المرة الاولى التي تمثل فيها في السينما. وتقول إن دورها «زينة» صديقة «براندو». ملحمة ورغم ارتياح فريق الفيلم، والممثلين تحديدا لما قدموه في الفيلم، لم يخف المخرج رضا الباهي قلقه حيث يكشف أن التصوير لم ينته بعد ويشير الى أن هناك مشاهد أخرى سيصورها قريبا في لوس أنجلس في الولاياتالمتحدةالامريكية. ويذكر أن «براندو» هو في الحقيقة أكثر من فيلم، فهو «ملحمة» ومشروع بالنسبة اليه. ويكفي أن الفيلم استغرق الى حد الآن عشر سنوات ولم يحضر بعد. إضافة الى أنه اضطر الى تغيير السيناريو، وخصوصا بعد رحيل مارلون براندو في جوان 2004. وكان المخرج وقتها على وشك بدء التصوير لما مات براندو، فاضطر الى إيقاف المشروع، وظل ينتظر ست سنوات. عربي بوجه عربي المخرج رضا الباهي لا يخفي قلقه ولكنه متفائل بالفيلم لإيمانه به وبرسالته حتى أنه لم ينس كلمة براندو عندما التقاه في أمريكا وعرض عليه مشروع الفيلم. يقول رضا الباهي: أكثر كلمة أثرت في نفسي وقالها براندو هي أنني لست عربيا فحسب وإنما عربي وأحمل وجها عربيا. ويذكر رضا الباهي أن براندو كان مدركا جدا بكره الامريكيين للعرب وقتها إبان أحداث 11 سبتمبر حتى أنه شبّههم بالهنود الحمر في وقت ما لما كانوا مطاردين من الجنس الابيض. ويختم المخرج رضا الباهي حديثه ل«الشروق» أن بطل الفيلم ينتهي في سجن «غوانتنامو» في الآخر لا لشيء إلا لأنه يحمل وجها عربيا. هكذا تنتهي أحداث فيلم «براندو وبراندو» عندما تسقط النجوم، شاب عربي يحلم بالهجرة الى أمريكا فيعود منها سجينا «إرهابيا».