اقترن الحضور التونسي في برنامج ستار أكاديمي عادة بالموهبة والأداء الفني المتميّز ولكن هذه السنة وإن لم تغب هذه الخصال فقد اقترنت المشاركة التونسية أيضا بحدوث بعض المناوشات اتخذت حدتها عدّة صفات وتأويلات بطلتاها أسماء محلاوي وبدرية السيد. اغتنمت «الشروق» فرصة اللقاء بوالدي بدرية وببعض المحيطين بها لتعرف آراءهم حول ما يحدث وهل يعتبر سيناريو جديد من القائمين على هذا البرنامج للاثارة وشدّ محبّيه؟ إضافة إلى استفسارات أخرى حول بدرية وما تثيره من مظاهر اهتمام في شارع منطقة السواسي بالخصوص ومدى تقبلهم لفكرة مشاركة احدى بناتهم في برنامج أثار عدة انتقادات خاصة على المستوى الأخلاقي؟ فكانت الردود والآراء تلقائية، صريحة وشفافة رغم تضمن بعضها احترازات وتردّدا خاصة كلما تعلّق الأمر بالحديث عن أسماء. حكم مسبق ! تردد كبير صاحب أم بدرية السيدة فطّوم السيد قبل التحاور معنا سببه ما يدور من حديث حول الخلافات بين ابنتها وأسماء، مما جعلها تعتقد في الأول أن زيارتنا دافعها الرئيسي هذا الموضوع ولكن سرعان ما تفهّمت حضورنا وانسجمت واستقبلتنا صحبة قريبتها بكل ما في الكلمة من معاني الأصالة والاحترام، عكس أصالة هذه العائلة وطيبتها. فنانة بحزام أسود ! «ندى» هو الاسم المتداول بين المقربين لبدرية والذي ينادونها به وهو من اختيار أمها، وبدرية من اختيار الأب تأثرا بالفنانة الشعبية المصرية بدرية السيد وكان السيد الهادي (والد بدرية) مغنيا في الفرقة الوترية الأولى في السواسي التي أسسها (1959) أخوه عبد الوهاب وهو عازف قانون، بدرية هي كبرى أفراد العائلة متألقة في دراستها شغفت من الصغر بالغناء وبالتوازي تمارس رياضة «الكونغ فو» إلى أن تحصلت على الحزام الأسود، وكانت تغني في عدة تظاهرات فنية مدرسية وثقافية في نوعية طربية عرفت بأغنية «يا جارة الوادي» وصفتها أمها أيضا بأنها رهيفة المشاعر سريعة التأثر، نجحت في اختبار النسخة الأولى من برنامج «ايكس فأكثر» ولكن والديها لم يسمحا لها بالذهاب كذلك نجحت في اختبار «هات آش عندك» لسامي الفهري، وأيضا في اختبار ستار أكاديمي المغرب العربي وانسحبت بعد ذلك نظرا إلى أن ميولاتها كانت للغناء الشرقي. تردّد وتخوّف من ستار أكاديمي حول قرار المشاركة في ستار أكاديمي صرحت والدة بدرية قائلة: «حقيقة لقد تردّدنا كثيرا في الأول خوفا على انشغالها عن دراستها وأيضا من حيث الضغط وأثاره عليها نتيجة الكاميرا المسلطة طيلة الوقت، خفنا أيضا لأن بدرية لا تملك تجربة وستتواجد بين مختلف الجنسيات العربية إضافة إلى طبعها الأليف المسالم وبقيت انتظر ما حدث في الكاستينغ الأول المرحلة الأولى في ستار أكاديمي، بعد رجوع ابنتي استفرستها عن كل ما حدث من حيث نوعية الأسئلة التي طرحت عليها، وهل وجدت أشياء مخلة بالأخلاق ومخالفة للشريعة، فأقسمت لي بأن الأمور طبيعية والأسئلة محترمة ليس فيها أي مساس بالأخلاق ومما جعلني أقتنع أكثر وأشجع بدرية على المشاركة هو استشارتي لنادر قيراط وأماني السويسي اللذين أكدا لي عدم فرض البرنامج للانحراف السلوكي على الطلبة وما قيل وروّج هو بدافع فشل العديد منذ الكاستينغ الأول فيلتجئون لتشويه البرنامج بمثل تلك الأقاويل. قناعات ومبادئ أكدت السيدة فطوم أن ابنتها تمتلك قناعات ومبادئ جعلتها ترفض الانخراط في العلاقات العاطفية في الأكاديمية والالتزام باللباس المحتشم حتى أنها اشترطت على مديرة الأكاديمية منذ الأيام الأولى بأن لا تلبس إلا ما هو محتشم وكان لها ذلك. فاجتهادها ومقدرتها الفنية وسلوكاتها جلبت لها العديد من المشاكل. الغيرة هي السبب ! استفسرنا أم بدرية حول نوعية هذه المشاكل فتنهّدت في عمق وقالت: «تتمثل المشاكل في الاستفزازات التي تتلقاها بدرية من طرف بعض الطلاب ولا أريد ذكر الأسماء الذين يريدونها أن تنخرط فيما هم فيه أو يسبّبون لها مشاكل بسبب غيرتهم تجاهها والتي بدأت منذ أن كانت بدرية تتلقى ارساليات الاعجاب من العديد منها تلك الارسالية التي بعثها الكويتي كتب فيها: «بدرية أنت تمثلين الفتاة التونسية المحترمة» ولكن لم تعجب هذه الارسالية أحدهم ولا أحبذ ذكر الاسم، تسببت تلك الارسالية في «نبزيات» واستفزاز لبدرية وأصبحوا يبحثون عن حيل حتى يظهروها في موضع الخاطئة والشخصية المتوترة». ردّ الفعل غير مسموح به! حول رأيها في ردّة الفعل من طرف بدرية تجاه ما أسمته بالاستفزازات أكدت السيدة فطوم وجود ردّ فعل من طرف بدرية قائلة: «أغضبتنا تلك الردود ونصحناها بعدم الوقوع في فخ تلك الاستفزازات، ونريدها أن تشرف تونس بالأساس وكلما نشاهد تلك الخلافات إلاّ ونتأثر كثيرا فلا أريدها أن تغضب أو تردّ الفعل همّي الوحيد أن يظلّ وجه تونس نظيفا». أين الواقع من الحقيقة؟ سألنا السيدة فطوم إلى أي حد هي مقتنعة بأن ما يحدث من اشتباكات وشجارات على الشاشة هو حقيقي وليس سيناريو من نسيج القائمين على البرنامج من أجل شدّ المشاهد فقالت: «وصلت إلى مسامعنا أشياء من هذا القبيل من طرف نادرقيراط مثلا والعديد ولكن ما أوصي به ابنتي أن تتجنب جميع الاستفزازات مهما كانت دوافعها». بدرية والوطنية أكدت السيدة فطوم أيضا على أن حضور ابنتها في الأكاديمية من أجل تشريف تونس، ذاكرة أمثلة كحرص بدرية على الاحتفال بعيد الاستقلال بالأكاديمية وعدم التردّد في حواراتها مع الطلبة في الحديث عن المكاسب الوطنية كمكانة الشباب في تونس.. فدائما تؤكد بدرية أن صورة تونس في عينيها. الخلافات سبب في الشهرة! هل يمكن أن تكون هذه الخلافات بين بدرية وأسماء دافعا أكثر للشهرة؟ سؤال توجهنا به إلى أم بدرية فقالت في أسف: «تمنيت لو لم يتخاصما لأنهما من نفس الوطن ويحزّ في نفسي ذلك ومهما يكن فإنهما تونسيتان. هل أسماء تغير من بدرية؟ سؤال فاجأ السيدة فطوم وجعلها ترتبك قائلة: «أنا لا أقول غيرة، لا أدري، هناك ضغط».. هنا تدخل أب بدرية بحدّة فطلبت منه زوجته بأن يتركها تجيب وهي لا تعترض على أي سؤال ولكن الأب حرص على قطع حوارنا قائلا: «فلنبتعد عن الحساسيات والمقارنات ولنحك على بدرية» معتبرا ما حدث مجرد سحابة عابرة وأن أسماء تبقى تونسية مهما جرى حتى ولو اعتبرت نفسها مصرية مؤكدا انها بمثابة ابنته. مرضت بسبب لطفي العماري عبّر السيد الهادي عن احترامه لقناة «حنبعل» واعتبر ما ذكره لطفي العماري في احدى حلقات بلا مجاملة بأن أسماء وبدرية بمثابة الحارقتين همّهما المال داعيا الشعب التونسي الى عدم التصويت لأي منهما صدمة بالنسبة إليه جعلته يمرض مضيفا: «أعتبر السيد لطفي العماري من المثقفين واستغربت من تصريحه الذي نغّص علينا فرحتنا بابنتنا فحزّ في نفسي ذلك كثيرا لانه لم يراع مشاعر العائلات». كما دعا السيد الهادي الاعلاميين الى التأكد من المعلومة من مصدرها معبّرا عن استيائه من الخبر الذي يؤكد اشتباك ابنته بالأيدي مع أسماء مفنّدا ذلك، كما استدل بمثال الطالبة المغربية التي سقطت سبع مرات «نوميني» ووقف معها كامل الشعب المغربي داعيا التونسيين الى الوقوف مع بدرية وتجاوز السلبيات العابرة مؤكدا «مهما يكن الأمر سواء فازت أسماء أو بدرية يبقى الشرف والفخر لتونس». بطلة SMS التقت «الشروق» أيضا بأكثر محبّي «بدرية» وهي من منطقة السواسي تدعى وسيلة نافلة أرسلت عددا لا محدودا من الارساليات عندما كانت بدرية «نوميني» وأكدت ل «الشروق» انها مدمنة ليلا نهارا على «ستار أكاديمي» ومتابعة كل الجزئيات وترى بدرية الأقرب الى اللقب. قلب الأم خبيرها توجهت «الشروق» بالسؤال الى أم بدرية ان كان قلبها يخبرها شيئا فقالت: «قلبي يخبرني بفوز بدرية ولكن كل شيء بمشيئة الله». الارسالية القادمة عندما طلبنا من الأب فحوى الكلام الذي سيتوجه به الى بدرية في المكالمة القادمة سحب من جيبه ورقة قائلا: «أنا دائما أحضر الكلام قبل قوله وعادة أبدأ بالشكر لبدرية ثم أضربها بكلمات نابية ومن بين هذه الكلمات النابية: «تجنبي المزاح خاصة بالأيدي، وحافظي على الجدية وتحكمي في ألفاظك وفي كل كلمة فالعالم كله يسمع ويشاهد، أحبّي أصدقاءك واحترميهم واصبري وتجاوزي ومن المستحسن «حدّك حدّ روحك»...». تقييم موضوعي التقت «الشروق» بأحد اقارب بدرية وهو الموسيقي رياض ابن عمها الذي أكد لنا ان كل الأصوات تعتبر متقاربة، معتبرا ان الأفضل هم بدرية رمضان ونصيف، مقرّا ان لبدرية المادة الخام وعليها بتجنب «الأمور» الزائدة اي انها أحيانا تضيف أشياء على الأغنية بصفة مجانية ولكن يؤكد في نهاية الأمر انها من الأصوات المحترمة التي لها مستقبل زاهر بالعمل والاجتهاد.