سنوات وسنوات قضاها صاحبنا في مداعبة المقص وتجميل أجمل العرائس وتطوير الحلاقة الرجالية تخللتها نجاحات كثيرة وتتويجات في أكبر المسابقات فضلا عن تنظيم مهرجان الحلاقة بالمروج الذي بلغ عمره الآن عشر سنوات كاملة تؤكد أن المجمل لسعد الحناشي لا يتقن حرفته وصنعته فحسب بل يعد من افضل المنظمين لمسابقات الحلاقة ببلادنا ما حدا بالغرفة الجهوية للحلاقين بتونس الى تكليفه بالاشراف على تنظيم الدورة الجديدة لكأس تونس للحلاقة المبرمجة ليوم الاثنين 17 ماي الجاري. في الحوار التالي يتحدث لسعد باطناب عن تجربته وآرائه وبرامجه المستقبلية. تجربتك مع عالم التجميل كانت مثيرة ومتعبة أليس كذلك؟ بالتأكيد، وما يدفعني دائما الى تحمل التضحيات والمتاعب هو الغرام الذي اعتبره العامل الاساسي في نجاح مسيرتي المهنية. ولولا هذا الغرام لكنت حلاقا عاديا وليس مجملا ناجحا ومعروفا. وما هو الفرق بين الحلاق العادي والمجمل المختص؟ الفرق شاسع وجلي، فالحلاق العادي يبحث عن المال بينما يحرص المجمل على الاتقان والابداع والتميز، ويأتي المال في المرتبة الثانية بعد ذلك. فأنا عندما أقوم بالتجميل والحلاقة كأنني بصدد رسم لوحة زيتية. أبحث عن التطوير والتألق أما المال فيأتي بالعمل اليومي والاجتهاد. ويمكن تحقيق هذا المستوى المرموق بالمشاركة المكثفة والمدروسة في المهرجانات ومحاولة ابتكار كل ما هو جديد. وكيف تقيم وضع الحلاقة النسائية والرجالية ببلادنا؟ بالنسبة للرجال فإن المستوى العام أصبح مع الأسف الشديد تحت الصفر أما في الحلاقة النسائية فإن الوضع مختلف تماما وهناك أسماء نسائية ورجالية نجحت بامتياز في هذا الاختصاص وأذكر هنا مثلا نجيب بولبابة (في اختصاص القصات والسيشوار) أما من النساء فهناك اسم لا مع هو السيدة نجاة حداد التي تعد الافضل على الاطلاق. ولماذا ينجح الرجال مع النساء أكثر؟ المرأة تميل أكثر الى العنصر الرجالي عندما تفكر في قصة شعر جديدة أو تسريحة متميزة فهو يهتم بها ويحاول ارضاءها بشتى الطرق وهذه الظاهرة ليست حكرا على تونس ففي شتى أرجاء العالم نلاحظ بسهولة تفضيل المرأة للرجل في هذا المجال. وما هي الآن التوجهات السائدة في الحلاقة الرجالية والنسائية ونحن على أبواب الصيف؟ هناك عودة بالنسبة للرجل الى الشعر الكلاسيكي (اطالة الشعر والابتعاد عن استعمال الآلة عند قص الشعر). أما للنساء فهناك عدة قصات جديدة ومشهورة مثل «Degradé» و«Carré» بلون الشكلاطة ويبقى الرأي الأخير للمرأة التي تختار بنفسها نوعية التسريحة المناسبة لها. حدثنا قليلا عن مهرجان المروج للحلاقة؟ الدورة الجديدة هي الدورة رقم 10 في رصيدي وهذا النجاح تحقق بالمثابرة والاجتهاد رغم الصعوبات المادية التي تعتبر أهم عائق يحول دوننا وتطوير المهرجان أكثر. الأفكار والاقتراحات موجودة لكن ينقصنا التمويل. ولا يسعني هنا إلا أن أنوه بمساعدة الكثيرين لا سيما السيد رؤوف الكلابي كاتب لجنة تنسيق بن عروس والسيد يحيى الصابري كاتب عام الجامعة المهنية بالمروج والسيد سعيد اللمطي وأشكر كذلك كل من عبر عن رغبته في مساندتنا مثل السيد أنور بن عبد الله والسيدة سامية بوزيان والسيدة آمنة بوستة.