تزامنا مع السنة الدولية للتنوع البيولوجي واليوم العالمي للبيئة الموافق ليوم 5 جوان القادم احتضنت مدينة بنزرت أيام 14 و15 و16 ماي الجاري فعاليات الملتقى الوطني للبيئة والطاقة بالوسط المدرسي بإشراف السيد حاتم بن سالم وزير التربية وبحضور عدد هام من المربين منشطي نوادي البيئة بالمؤسسات التربوية وممثلين عن الإدارة المركزية والمندوبيات الجهوية وممثلين عن الإدارة المركزية والمندوبيات الجهوية للأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية وممثلين عن مكونات المجتمع المدني لا سيما جمعية حماية المحيط والتنمية المستديمة بالمرسى وجمعية أحباء البلفدير والجمعية التونسية لحماية الطبيعة والبيئة والجمعية التونسية للتغيرات المناخية. وفي اليوم الأول لهذا الملتقى الوطني افتتح السيد حسن بنباجي المندوب الجهوي للتربية ببنزرت بالتأكيد على ملامح تلميذ الغد الممتلك لناصية العلوم الحديثة والواعي بتحديات عصره لا سيما منها البيئية. النوادي المدرسية والبيئة السيد عبد الحميد الصكلي مدير الأنشطة الثقافية والاجتماعية بوزارة التربية أبرز في افتتاح هذا الملتقى أهمية ما تبادر به النوادي المدرسية من أنشطة مكثفة متنوعة تستهدف تجذير الوعي بأهمية التنوع البيولوجي خصوصا في إطار برامج وطنية عديدة منها برنامج وزارة البيئة والتنمية المستديمة وبرنامج المدارس المستديمة وبرنامج القافلة البيئية والبرنامج التونسي الألماني للعناية بالبيئة وذلك في إطار مشروع يشمل تسع ولايات تقع بها محميات بيئية وأشار إلى مسابقة بين التلاميذ بمناسبة السنة الدولية للتنوع البيولوجي تُسند للفائزين بها جوائز قيّمة. القافلة البيئية والحقيبة البيئية وقد اشتمل اليوم الأول من الملتقى الوطني على مداخلتين اهتمت الأولى بعرض شريط وثائقي يُبرز مشروع القافلة البيئية التي زارت أكثر من 300 مؤسسة تربوية للتحسيس بالتحديات لا سيما باعتماد الحقيبة البيئية التي تشتمل بالخصوص على أقراص مضغوطة تفاعلية حول الثروة الحيوانية والنباتية والتغيّرات المناخية والطاقة بمبادرة من وزارة البيئة والتنمية المستديمة. التنوّع البيولوجي السيد محمود الدقي ممثل الوكالة الوطنية لحماية المحيط أكد في المداخلة الثانية لليوم الافتتاحي ما تشتمل عليه محمية إشكل من ثروة نباتية وحيوانية منها 500 نوع نباتي و200 نوع حيواني لا سيما منها أصغر حيوان ثدييّ في العالم لذلك دعا إلي ضرورة المحافظة على هذه الثروة من أجل التوازن البيئي باعتبار المحميات ملاذا للكائنات الحية. وأشار إلى أن المحمية ليست حديقة للحيوانات بل هي مخبر لفهم الطبيعة والحياة والحفاظ عليهما. وبعد أن سرد ما تعرضت له بحيرة اشكل من مخاطر بسبب جفاف بعض المواسم بيّن أن عناية سامية تحظى بها هذه البحيرة إذ أصبحت تعد مستهلكا مثل بقية مستهلكي الماء على غرار الفلاحة وماء الشرب وأبرز في هذا السياق الدور الهام الذي يضطلع به سد سيدي البرّاق في ضم الماء إلى بحيرة إشكل إذا ما هددها الجفاف وارتفعت ملوحة مياهها. وأكد ممثل الوكالة الوطنية لحماية المحيط أنه من أبرز ما يدل على التوازن البيئي السليم بهذه البحيرة هو أن 308 ألف طائر زارت حديقة إشكل في السنة المنقضية. حمّامات إشكل وبيّن السيد محمود الدقي أن حمامات إشكل للمياه المعدنية ستفتح أبوابها للزائرين على الأرجح في السنة المقبلة بعد أن تتخذ كل الاحتياطات الضرورية لحماية الثروة النباتية والحيوانية بهذه المحمية. وقد اهتم الحاضرون في مداخلاتهم بالخصوص بالدعوة إلى مزيد التعريف من خلال وسائل الإعلام ببرنامجي القافلة البيئية والحقيبة البيئية ومبادرات النوادي بالمؤسسات التربوية من أجل بيئة سليمة كما تقدّم الحاضرون بأسئلة حول إقامة السدود في حوض محمية إشكل ببنزرت. وإلى جانب المداخلتين اشتمل هذا اليوم الافتتاحي للملتقى الوطني للبيئة والطاقة بالوسط المدرسي ببنزرت على معرض لمنتوجات نوادي البيئة بالمؤسسات التربوية بالجهة ومعلقات تجسم الثروات الحيوانية والنباتية بالمحميات الوطنية علي غرار محمية إشكل ومحمية الحديقة الوطنية بجبيل بولاية قبلي ومحمية الشعانبي بالقصرين ومحمية بوهدمة بسيدي بوزيد.