هذا الكتاب يغريك مضمونه، فهو يحمل توضيحا في عنوانه، يسجله المؤلف وهو: «السلفية المندسة في آليات التفكير الحداثوي: كتابات عبد المجيد الشرفي نموذجا» والكتاب هو عبارة عن رد على الدكتور الشرفي خصوصا في كتابيه: «الاسلام بين الرسالة والتاريخ» الذي نشر بالفرنسية والعربية في لبنان وتمت اعادة نشره، وكذلك كتاب «لبنات» الذي نشره في تونس سنة 1994، وكما أثار عبد المجيد الشرفي حوله الجدل، يرى المؤلف اليوسفي أنه يريد ان (يكفّروه ويؤثّموه) حتى ينال الشهرة على منوال نصر حامد أبي زيد... فالشرفي دعا الى (ابطال فريضة الحج او الصلاة او الزكاة او تغييرها جميعا بحسب كل الأمصار والأزمان، وهذا ما جاء الشرفي يكرر ببشارته...) (ص116) من كتاب اليوسفي. وتساءل اليوسفي : هل بتغيير أركان الدين الاسلامي يخرج المسلمون من التخلف والبؤس؟ وتحدّث عن الشرفي كيف انه يعمد الى تلخيص أفكار من الغرب وأخرى من التراث ويقدّمها في شكل استعراضي حتى يوهم القارئ أن الرجل «موسوعة علمية» تتحرك وهذا غير صحيح. فقد تناول كتب الشرفي بالتشريح والتحليل مفكرون أمثال: محمد الطالبي وعبد الرحمان حللي ومحمد الحبيب السلامي وغيرهم، وأبرزوا السقطات والأفكار الاستفزازية التي قال عنها الدكتور محمد لطفي اليوسفي : «لكأن الشرفي على يقين من ان الكتابة اختارت ان تمارس الاستفزاز واستدراج القراء لتأثيمه او تكفيره لأن منتجها يمنّي النفس بالخروج الى دائرة الضوء» (ص116). أخيرا : إن كتاب الدكتور محمد لطفي اليوسفي: «القراءة المقاومة وبكاء الحجر: السلفية المندسة في آليات التفكير الحداثوي: عبد المجيد الشرفي نموذجا» هو كتاب رصين جمع اللغة السلسة الثرية بالحجة المقنعة... فضح المستور وكشف المتخفي، ودلل عند الضرورة فكان الكتاب ردا صارما بالحجة وحازما بالاقناع، وممتعا بأسلوبه، وهو يثير قضية جدّ خطيرة يعيشها الفكر العربي المعاصر خصوصا مع الذين يعتبرون أنفسهم أنهم يسلكون منهجية تاريخانية في تناولهم للاسلام: عقيدة وكتابا وسنة، وسيرة نبوية... اذ هؤلاء نراهم يجترون دون وعي أو متعمّدين ذلك، مقولات المستشرقين والكتاب الغربيين الذين أثبت التاريخ عداءهم للاسلام والمسلمين.