افتتحت مساء الخميس 27 ماي الدورة الثامنة لمهرجان الشاذلي أنور للموسيقى بمدينة مساكن والتي حرص القائمون عليها أن تكون احتفاء بمائوية الجموسي من خلال عنونتها ب«دورة محمد الجموسي». حضر حفل الافتتاح السيدان معتمد مساكن والمندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث بسوسة واللذان كانا مصحوبين بثلّة من الاطارات المحلية قاموا بتدشين المعرض الخاص بهذا المبدع التونسي والذي كان محور لقاء فكري سبق حفل الافتتاح الذي نشطته السيدة القايد وقدمت فيه كتاب: «الجموسي الفنان في رسائله». إبداع بدون حدود! إن أهم ما يميّز هذه التظاهرة، هي الفرصة التي توفرها للموسيقي وتدفعه للانتاج والبحث وتقديم ابداعه في هذا المجال والسهرة الافتتاحية لم تنحرف عن هذا الاطار بل جسّمت كأبهى ما يكون روح الاجتهاد وعكست إبداعا تونسيا كلمة ولحنا وأداء حتمته أصوات وأغان ومعزوفات حيث كانت الانطلاقة بمعزوفة عنونت «بسيكافينيرا» لوليد العوادي، تلتها محاولة جريئة من الحبيب بوقديدة في التلحين والأداء لأغنية بعنوان «الدنيا ما تختار» كلمات جمال الدين الزيادي، أعادت الحبيب إلى أجواء فرقة الجوهرة بسوسة والتي تداولت عليها عدّة أصوات تونسية معروفة. بعد ذلك كانت المفاجأة مع صوت خلف انطباعات جدّ طيبة وحضورا أكثر من متميز وهي الفنانة سارة بوعلي والتي تعتبر «ابنة» المبدع محمد داقة قضّت معه ولا تزال مشوار يقدر بثماني عشرة سنة حيث أدّت احدى الروائع التونسية «ليعتني بشد الهوى يا دوجة»، ولم تقلّ أغنية «غيابك بابا» روعة في اللحن والكلمات بإمضاء المنجي شطورو والتي أدّاها الشاب محمد شيبة فيما ختم محمود بن عالية مسابقة الأداء في هذه السهرة الأولى بأغنية «خافي قلبي هواك». إبداع وتميّز يعتبر محمد داقة من قيدومي الموسيقيين بسوسة تخرّج على يديه ولا يزال العديد وكان حضوره في هذا المهرجان أكثر من متميّز فإلى جانب تقديمه لصوت محترم هو «سارة بوعلي» فقد تمّ تقديم مقطوعة موسيقية بامضائه تحمل عنوان «نزار» (وهو الابن الأكبر لهذا الموسيقي). عكست عمقا أخذ الحاضرين الى الأفق مجسّمة حرفية لهذا المبدع الذي ستكون له أغنية أخرى من ألحانه في السهرة الثانية بعنوان «انهون عليك يا غالي». مقداد السهيلي والشاذلي الحاجي «يتسلّلان»! الشاذلي الحاجي ومقداد السهيلي كانا حاضرين بالغياب في هذه السهرة، حيث كان صوت محمود بن عالية نسخة مطابقة للأصل للحاجي فيما تواجد أحد المتفرّجين في صورة مطابقة شكلا للفنان مقداد السهيلي ممّا جعل الزميل صالح السويسي بجريدة الصباح يتوجه إليه في حوار فاجأه فيه هذا الشخص بأنه ليس مقداد السهيلي!! نقطة تحوّل مقارنة بالدورات الفارطة شهدت هذه الدورة جمالية في الركح وتنظيما محكما واهتماما من عدّة وسائل إعلامية اضافة الى متابعة جماهيرية محترمة متعطشة للموسيقى التونسية إلاّ أن المعرض الخاص بالجمّوسي يبقى في حاجة الى اثراء وتنظيم أكثر من حيث التقديم والعرض. فرقة وامتياز أضفت الفرقة الموسيقية بقيادة وسيم الشاهد حرفية وإبداعا خاصا بما تضمّنته من عازفين على درجة كبيرة من المهارة أكسبوا التظاهرة الجدّية المستحقة. حضور أثار استفسارات حرصت هيئة المهرجان أن يكون «الحضور الشرفي» في ختام هذه السهرة لصوت شاب وهي «درّة بشير» سبقها تقديم أثار استغراب الحاضرين وتلا حضورها استغراب أكثر نظرا لانخراطها في أجواء الأعراس وتواضع امكانياتها الصوتية واختياراتها الشرقية مما خلق نشازا في الفقرات المبرمجة بحكم أن كل الأصوات قدّمت التونسي، فخلّف حضورها تساؤلات لم نجد لها إجابات غير كلمة «اختيارات» لا ندري من طرف من هذا الاختيار!!!