سنة واحدة تكاد تمضي... اقترن فيها نعيم وهدى شابان في مقتبل العمر بالزواج وحلما معا بعش زوجية هادئ وبأبناء... تحقق الجزء الاول من الحلم لكن هدى لم تواصل المشوار الى نهايته وفارقت الحياة بعد انجابها لرضيعها الاول الذي تركته يتيما وعمره يومان فقط. كيف ماتت هدى؟ ولماذا أصيبت بتلك التعكرات؟ وأي علاقة لولادتها القيصرية بكميات الدم التي تقيأتها فجأة ومن ثم فارقت الحياة؟ ولماذا لم يقع الاحتفاظ بها تحت العناية الطبية المركزة. كلها أسئلة نبحث لها عن اجابة من خلال الابحاث الاولية التي تعهد أعوان الحرس الوطني بالمحمدية حيث لفظت هدى أنفاسها الأخيرة قبل وصولها للمرة الثالثة الى المستشفى. ... لم يكن يذرف الدمع فحسب بل كان صوته متقطعا وهو يذكر أيامه السابقة مع زوجته التي فارقته باكرا في مشوار الحياة فارقته قبل أن يحتفلا معا بعيد ميلاد زواجهما الاول في ظروف أقل ما يقال عنها انها غامضة ومازالت تحمل في طياتها الكثير. سنة أولى زواج نعيم شاب في عقده الثالث موظف... يعيش حياة طبيعية كغيره من أبناء سنه حلم وهدى لسنوات طويلة بتحقيق حلم العمر بعد قصة حب عرفها القاصي والداني لتكون الصائفة الماضية موعدا لزفافهما يقول نعيم: «لا أدري ان كنت أعيش في حلم وأفقت منه على كابوس، لقد عشنا معا أسعد أيام حياتنا وانتظرنا بفارغ الصبر وصول طفلنا الأول الى الحياة لكن نلنا من الحياة الابن الأول وفقدنا السعادة بفراقها اني أنظر اليوم الى طفلي وهو رضيع صغير الحجم لا يفهم شيئا بعد من الحياة ولا أدري ماذا أفعل له أو ماذا سأقول له حين يكبر أن أمه رحلت في صمت حين جاء هو الى الحياة...» يسكت محدثنا وهو يسترجع تفاصيل ما حدث في تلك الايام الثلاثة التي عانت فيها زوجته الشابة 26 عاما الشيء الكثير ليقول: «لقد انتابت الآلام زوجتي فنقلتها الى المستشفى كان ذلك يوم 3 ماي وتحديدا الى عزيزة عثمانة بالعاصمة... قضت زوجتي ليلتها الأولى هناك وفي يوم 4 ماي أي من الغد أنجبت طفلنا الاول عن طريق عملية قيصرية ومن ثم غادرت المستشفى يوم 5 ماي كان كل شيء عاديا... حالة الطفل مستقرة وكذلك حالتها بعد أن تم منحها عددا من الأدوية العادية. تعكر مفاجئ .... «بعد يومين فقط وتحديدا يوم 7 ماي تعكرت حالة زوجتي هدى الضحية كثيرا وأصيبت بحالة أو ما يشبه نوبة من ضيق التنفس ومن ثم فوجئت بوجود دماء في افرازات فمها (تقيؤ) شعرت بالخوف الشديد خاصة وأنها أعراض لا علاقة لها بأي مرض ولم يسبق لزوجتي أن أصيبت بأي مرض صدري من قبل نقلتها يومها على جناح السرعة الى المستشفى المكان الذي اجرت فيه عملية الولادة القيصرية ومن ثم تم توجيهها الى استعجالي العاصمة بشارل نيكول حيث أجريت عليها بعض الفحوص من بينها صور بالأشعة على صدرها وأعلمني الطبيب المباشر يومها أن حالتها لا تنذر بالخطر وأنه بامكانها العودة الى البيت بعد أن منحها بعض الادوية من نوعية المضادات الحيوية. عادت الى البيت لكن! ويواصل محدثنا كلامه مستشهدا بعدد من الأوراق الطبية: «لقد عادت الى البيت... لم تكن حالتها مستقرة ومن الغد أصيبت من جديد بنزيف داخلي وتقيأت الكثير من الدم وأصيبت بنوبة حادة من ضيق التنفس سارعت بالاتصال برقم الحماية المدنية الذين حلوا الى منزلي لنقلها الى المستشفى... لكن... لم تمهل الموت زوجتي فرصة النجاة وماتت وهي في الطريق لانقاذها... توفيت وأنا عاجز عن انقاذ حياتها لم أصدق الفاجعة التي حلت بي وأصبت بحالة صدمة... زوجتي توفيت في ظروف غامضة واعتبرت وفاتها غير طبيعية وفتح محضر بحث في القضية... حيث تم نقل جثة زوجتي الى المستشفى لعرضها على الفحص الطبي ومن ثم تحديد سبب وفاتها. تحاليل متعددة لقد تم رفع عدد هام من العينات من جثة زوجتي لعرضها على مخابر تحاليل متخصصة بين مستشفى الرابطة والحبيب ثامر وها أني أنتظر بفارغ الصبر نتائجها حتى يمكن الحصول على التقرير النهائي الذي سيريحني ويعلمني بسبب هلاك زوجتي وعلاقة تلك الحالة التي أصابتها بولادتها القيصرية. من جهتنا علمت الشروق أن النيابة العمومية بمحكمة بن عروس الابتدائية أذنت لأعوان الحرس الوطني بمنطقة فوشانة المحمدية بفتح محضر بحث في القضية لتحديد أسباب وفاة هدى المخلوفي 26 عاما اثر الولادة (بعد 5 أيام) ولا يزال التحقيق في القضية جاريا. زوج الضحية نعيم رجانا ابلاغ صوته للأخذ بعين الاعتبار الظروف التي آلت الى هلاك زوجته حتى يأخذ كل ذي حق حقه.