كعادة الألمان في حسن التنظيم لم يترك في هذا المونديال أي شيء للصدفة إلا أن «المانشافت» لم يكن في الموعد وخرج من الدور نصف النهائي على يد ايطاليا بعد انهزامه (2 0) في نتيجة مفاجئة، لا لأن الألمان هم المنظمون بل لأنهم أزاحوا أفضل منتخب وهو الأرجنتين الذي أبهر العالم بأدائه في المباريات السابقة في هذا المونديال. فرنسا وصلت للنهائي بعد أداء مهزوز في الدور الأول ثم بعد استفاقة هامة أزاحت بها اسبانيا والبرازيل والبرتغال لتنهزم في المباراة الختامية أمام ايطاليا بركلات الترجيح بعد أن أنهيا اللعب بالتعادل (1 1). رأس زيدان.. مرة أخرى زيدان أهدى فرنسا كأسا عالمية سنة 98 حين سجل هدفين برأسه، لكنه في مونديال 2006 استعمل رأسه لغاية أخرى حيث نطح ماتيرازي بعد مناوشة كلامية بينهما قيل حولها الكثير ليخرج «زيزو» مقصيا من الميدان وتُحرم فرنسا من خبرته في ركلات الترجيح. فرنسا عقدة البرازيل تأكدت في هذا المونديال العقدة البرازيلية أمام فرنسا حيث خرج حامل اللقب أمام «الزرق» بهدف من زيدان لتعجز «الصامبا» للمرة الثالثة بعد مونديال 86 ومونديال 98 عن رفع صوتها أمام «الديكة». رباعي جديد قدمت افريقيا للعالم في مونديال 2006 أربعة منتخبات جديدة هي غانا والكوت ديفوار والطوغو وأنغولا في حين سجلت تونس حضورها للمرة الرابعة في المحفل الكروي العالمي. حصاد «نسور قرطاج» كان ضعيفا بنقطة وحيدة رغم سهولة مجموعتها وتألقت الكوت ديفوار رغم الانسحاب ولم تلفت الطوغو وأنغولا إليهما الأنظار أما غانا فقد ترشحت للدور ثمن النهائي، لكنها انهارت بثلاثية أمام البرازيل. ايطاليا على قمة العالم بفضل «الكتاناتشو» رقم: 15 رونالدو يتربع على عرش هدافي المونديال 3 أهداف في مونديال ألمانيا.. 8 أهداف في المونديال الآسيوي و4 أهداف في مونديال فرنسا لتصبح الحصيلة 15 هدفا لرونالدو في ثلاث دورات ويحطم بذلك الرقم القياسي لأفضل هداف في كامل تاريخ المونديال بعد أن كان يملكه الألماني جارد مولر برصيد 14 هدفا في دورتين. الأرجنتين لم تتعظ من تجربة البرازيل كان المنتخب البرازيلي في المونديالين اللذين دارا في الثمانينات من القرن الماضي الافضل والاروع في ممارسة كرة القدم فلعبه كان فنا راقيا ممتعا لكنه لم يفز بأي لقب رغم قيمة لعبه وجماليته وقد سقطت الارجنتين في مونديال 2006 في هذا الفخ فلعبها كان الاجمل بل كان عزفا متناسقا فأرهبت كل منافسيها بأدائها الممتاز الا أن الحصيلة لم تكن في حجم ما قدمته لأن الجمالية بلا واقعية أوقعت «التانغو» في هوة الانسحاب في الدور ربع النهائي أمام ألمانيا بركلات الترجيح.