تم خلال افتتاح الملتقى الوطني حول «التدخين والمرأة» والذي نظّم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين تحت شعار «بنات وبنين ضد التدخين» بحضور السيدة ببيّة بوحنك شيحي، وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين، والسيد ابراهيم عبد الرحيم ممثل منظّمة الصحة العالمية بتونس تقديم عدّة معطيات مفزعة حول آفة التدخين. ففي تونس يبلغ عدد المدخنين مليونا و700 ألف مدخن ويعتبر التدخين سببا مباشرا في وفاة 7 آلاف شخص سنويا أي بمعدّل 20 وفاة يوميا (6 آلاف ذكور وألف إناث). وأن حوالي 55.8٪ من الفتيان و17.7٪ من الفتيات من بين المراهقين والمراهقات في الفئة العمرية (12 و20 سنة) دخنوا على الأقل مرّة واحدة. كما تشير الاحصائيات الى أن نسبة التدخين في ميزانية العائلة 3.1٪ (بينما تخصص 2.9٪ للتعليم و1.4٪ للنظافة و0.4 للثقافة). وعن أسباب ارتفاع عدد النساء المدخنات اذ يمثلن حوالي 20٪ من اجمالي المدخنين في العالم. قال السيد ابراهيم عبد الرحيم ممثل الصحة العالمية بتونس: «تغير أنماط العيش ووسائل الدعاية والاشهار التي تقدم التدخين على أنه مظهر من مظاهر التحضّر ووسيلة ناجعة لتخفيض الوزن والحفاظ على الرشاقة والجمال يُعتبر من الأسباب الرئيسية لتفشي ظاهرة التدخين لدى النساء». ويكمن الاشكال في أن المرأة أكثر عرضة من الرجل لتأثيرات التدخين (لعوامل فيزيولوجية وبيولوجية) فإضافة الى تضييق وتصلّب الشرايين التاجيّة والدماغية وجلطات الأوعية الدموية التي تؤدّي الى الذبحة الصدرية فإن التدخين يؤثر على جمال ورشاقة وأنوثة المرأة ويتسبب في تحطيم مرونة البروتينات على مستوى البشرة وبالتالي يؤدي الى تسريع تجعد الجلد ويساهم في اضطرابات الدورة الشهرية وانخفاض نسبة الخصوبة لديها. وفي حالة الحمل فالتدخين يشكل خطرا على الجنين ويقلل من كمية الدم المتدفقة الى الرحم ويقلّل من وصول 25٪ من نسبة الأوكسجين الى المشيمة المغذية للجنين. ويساهم ذلك في نقص وزن المولود مقارنة بمولود الأم غير المدخنة بحوالي 250 300 غرام.