باحت قرعة بطولة العالم لكرة اليد التي ستحتضنها بلادنا من23 جانفي الى 6 فيفري 2005 بأسرارها يوم السبت الماضي حيث أفرزت تكوين 4 مجموعات انطلاقا من المستويات الستة التي ضبطها الاتحاد الدولي مسبقا. وقد اختارت تونس بحكم أنها البلد المنظم، المجموعة التي ستخوض فيها هذه البطولة واستقر الرأي على المجموعة الاولى التي تضم الى جانب منتخبنا منتخبات فرنسا والدنمارك واليونان وأنغولا وكندا وهو اختيار مدروس وأرضى العائلة الموسعة لليد التونسية التي كانت ممثلة بكثافة خلال القرعة وطالبت بالانضمام الى هذه المجموعة التي يمكن اعتبارها الانسب لنا بالنظر الى الطريقة التي ستعتمد في مونديال تونس والتي تقضي بترشح 3 منتخبات الى الدور الثاني. منطقيا اذن وما لم تحدث اية مفاجأة فإن حظوظ منتخبنا في الترشح تبدو مؤكدة اذ بقطع النظر عن المنتخبين الفرنسي والدنماركي وهما أقوى منتخبين في المجموعة يمكن القول ان المنتخب الوطني قادر على تجاوز عقبة أنغولا واليونان وكندا فالمنتخب الانغولي يبقى في المتناول رغم الصعوبات التي واجهناها أمامه في نصف نهائي بطولة افريقيا للأمم بالقاهرة والمنتخب اليوناني لا يملك تقاليد راسخة في كرة اليد وقد فاز عليه المنتخب الوطني خلال التربص الودي الاخير الذي أجراه باليونان في مناسبتين وتعادل معه في مناسبة واحدة فيما يعتبر المنتخب الكندي منافسا مجهولا وحديث العهد بالمشاركة في بطولة العالم. الطريق تبدو سالكة اذن أمام منتخبنا للتنافس من أجل المراتب الثلاث الاولى في مجموعته علما وان آخر مباراة أجراها منتخبنا مع نظيره الفرنسي كانت في اطار دورة «ال.جي» التي جرت من 2 الى 4 جانفي 2004 وقد انتهت بالتعادل (20/20). **خبرة وقوة رهيبة هذه النتيجة التي تعد مثلما يتضح ايجابية امام منتخب حضر عندها بأغلب نجومه لا تحجب في الواقع قوة «الديوك» وخبرتهم الكبيرة فالمنتخب الفرنسي سيشارك للمرة 15 في بطولة العالم وهو منتخب يراهن كثيرا على الاستمرارية والعمل على المدى الطويل حيث بقي كلود أونيستا مدربا فيما يتواصل حضور نجومه البارزين على غرار الحارس أوماير وسواعده القوية انكتيل براتراند جيل غوليتش فرنانديز كازال كامب ديتار اباتي وغيرهم... وعلى غرار المنتخب الفرنسي يمكن القول أيضا ان المنتخب الدنماركي سيكون أحد أبرز المنتخبات في بطولة العالم المقبلة وان كانت مسيرته في مونديال البرتغال (2003) مخيبة للآمال. الدنمارك ستشارك للمرة 16 في بطولة عالمية وكانت أول مشاركة لها سنة 1938 بألمانيا وأنهت الدورة في المرتبة الرابعة أما أفضل مشاركة للدنماركيين فكانت سنة 1967 في السويد حيث خاضوا الدور النهائي وأنهوا المشوار في المرتبة الثانية. كل المتابعين لكرة اليد العالمية توقعوا دخول هذا المنتخب في البطولة الماضية ضمن أفضل 3 منتخبات في العالم على الاقل لكن ذلك لم يحدث ورغم ذلك يبقى هذا المنتخب القادم من أقصى شمال القارة الاوروبية منافسا من الحجم الثقيل لأي منتخب يواجهه خصوصا بعد ان اكتسبت عناصره المزيد من الخبرة والثقة بالنفس. يضم المنتخب الدنماركي منافس منتخبنا في الدورالاول مجموعة من اللاعبين الممتازين جدا نذكر من بينهم يابسين يورغنسين لين بوسين كرستيانسين ياكوبسين سورين، وهو يطبق دفاعا كلاسيكيا يعتمد بشكل أساسي على المؤهلات البدنية للاعبيه. مع المجموعة «ب» في الدور الثاني في صورة ترشح منتخبنا الوطني الى الدور الثاني وهو أمر شبه مؤكد فإنه سيجد نفسه في اطار مجموعة جديدة ستضم بالاضافة اليه الفريقين المتأهلين من مجموعته والفرق أصحاب المراتب الثلاث الاولى في المجموعة «ب» والمرجح ان تكون هذه الفرق سلوفينيا روسيا وجمهورية التشيك أو ازلندا. المنتخب الوطني لن يواجه في جميع الحالات الفريقين المترشحين معه من مجموعته بل سيكتفي بمواجهة المنتخبات الثلاثة المترشحة عن المجموعة «ب» مع الاشارة الى ان كل منتخب مترشح سيدخل الدور الثاني بحصيلة النقاط التي جمعها في الدور الاول على ان يترشح صاحب المرتبة الاولى والثانية في كل مجموعة خلال الدور الثاني الى نصف النهائي، ويلعب الثالث مع الثالث في المجموعتين من اجل المركزين (5 6) والرابع مع الرابع من اجل المركزين (7 8) والخامس مع الخامس من اجل المركزين (9 10) والسادس مع السادس من اجل المركزين (11 11). **الجزائر في مهمة صعبة جدا اذا كان امتياز التنظيم قد سهّل مهمة منتخبنا في مغامرته المقبلة بالنظر الى امتلاكه حق اختيارمجموعته فإن القرعة لم تسعف المنتخب الجزائري حيث وضعته في مجموعة صعبة تضم منتخبات محترمة هي روسيا وسلوفينيا وازلندا وجمهورية التشيك والمنتخب الجزائري مطالب بأن يستثمر أقصى طاقاته وان يستعد جيدا اذا كان يروم الترشح ولربما يساعده في مهمته تراجع مردود المنتخب الروسي خلال السنوات الاخيرة ومعرفته الجيدة للمنتخب السلوفيني لكن العبور يبقى مهمة شاقة جدا وهو وضع ينطبق في الواقع على المنتخب المصري الذي وضعته القرعة في مجموعة حديدية تضم المانيا وهي مرشحة للقب اضافة الى صربيا مونتنيغرو والنرويج. المنتخب المصري يجد نفسه اذن أمام مهمة شبه مستحيلة تقريبا ولا ندري كيف سيتصرف زملاء حسين زكي لتجاوز عقبة هذه المنتخبات بما فيها منتخب صربيا (يوغسلافيا) سابقا العائد بقوة الى صدارة اليد العالمية. **للتشريف فقط خلافا للمنتخبين الجزائر والمصري اللذين يبقى باب الامل مفتوحا أمامهما فإن المنتخبين العربيين الآخرين سيجدان نفسيهما أمام استحالة الترشح والاكتفاء بتشريف بلديهما وتقديم مردود طيب لا غير فالمنتخب القطري وجد نفسه في المجموعة «د» رفقة مصر والمنتخبات التي أشرنا اليها وقد يكون تحقيق الانتصار أمام البرازيل انجازا بالنسبة له. أما الكويت فستلعب في المجموعة «ب» مع منتخبات تفوقها على جميع المستويات. افريقيا يشارك المنتخب الانغولي للمرة الاولى في تاريخه في بطولة للعالم والهدف لن يتجاوز سقف الاحتكاك واكتساب مزيد من الخبرة. **هذه المنتخبات مرشحة لدخول الدور الثاني لم يكن التقسيم او المستويات التي حددها الاتحاد الدولي قبل اجراء عملية القرعة اعتباطيا فقد أخذ بعين الاعتبار نتائج كل المنتخبات ويمكن التأكيد على ان المنتخبات الثلاث الاولى في كل مجموعة تنطلق بحظوظ وافرة لدخول الدور الثاني الذي قد نجد خلالها مجموعتين تتركبان على النحو التالي (دون اعتبار النقاط والترتيب في الدور الاول). * المجموعة «أ» : الدنمارك فرنساتونس سلوفينيا روسيا جمهورية التشيك. * المجموعة «ب» : كرواتيا السويداسبانياالمانيا صربيا مونتنيغرو النرويج. منطقيا لا يتوقع ان تحدث مفاجآت كثيرة فالفرق المرشحة تقليديا للفوز باللقب هي المؤهلة لذلك في دورة تونس ونعني المانيافرنسا الدنمارك السويداسبانيا وكرواتيا. * ياسين بن سعد **تركيبة المجموعات * المجموعة «أ» : الدنمارك فرنساتونس اليونان أنغولا كندا. * المجموعة «ب» : سلوفينيا روسيا جمهورية التشيك الكويت ازلندا الجزائر * المجموعة «ج» : كرواتيا السويداسبانيا الارجنتين اليابان استراليا * المجموعة «د» : المانيا صربيا مونتنيغرو النرويج مصر البرازيل قطر ------------------------------------------------ تحية لرئيس الدولة تونس بلد صغيرحقا بقياس الجغرافيا، لكنه بلد يسع الدنيا بكرمه وانفتاحه على العالم وتونس التي دوّخت الالمان عندما افتكت عن جدارة بطاقة التنظيم أثبتت أنها أهل لهذا الرهان الكبير.. تأكد ذلك في حفل القرعة الذي كان ناجحا على جميع المستويات.. وسيتأكد هذا النجاح أكثر عند انطلاق المونديال. وما كان لهذا النجاح أن يتحقق لولا المتابعة الشخصية للرئيس زين العابدين بن علي.. متابعة أثنى عليها الدكتور حسن مصطفى وأكد عليها السيد عبد الله الكعبي وزير الرياضة لذلك نقول منذ الآن مرحبا بضيوف تونس في مونديال استثنائي بكل المقاييس.