جدّت مؤخرا حادثة عجيبة بأحد سدود باجةالغربية كاد يهلك فيها كهل مخلفا وراءه أبناء وبنين لو لا تدخل حصانه في الوقت المناسب. كان الرجل الذي تجاوز العقد الرابع من عمره يرتاد أحد السدود بباجةالغربية للاستحمام ونقل كميات من الماء لمزروعاته المحاذية وفي الأسبوع الماضي كانت الحرارة شديدة والجو خانقا فقصد الرجل السد كعادته لسقي مزروعاته من الفلفل والطماطم وكان الوقت ظهرا فاستبد به الشوق الى السباحة رغم أنه كان شديد التعب. خلع الرجل ثيابه وارتمى في الماء ولم تمض دقائق حتى ارتفع صياحه وعلت صرخاته فتنبّه إليه أحد جيرانه كان بصدد سقي أغنامه، فقد أخطأ الرّجل المكان الذي تعود السباحة فيه واقترب من أنبوب كبير مثبّت في الأرض لامتصاص المياه خارج السد فشعر بانجذاب قوي نحو هذا الأنبوب وأدرك أن الهلاك مصيره فما كان من الجار الذي تأكد من خطورة المجازفة إلا أن امتطى صهوة الجواد وأطلق له العنان فجرى بسرعة نحو صاحبه وأقحمه موجة المياه فتعلق الرجل بحبل كان يشدّ الحصان وتمكن من مغالبة المياه والنجاة من موت محقق ولم تمض دقائق حتى كان الرجل بين حشد كبير من أبناء قريته مهنئينه لسلامته من الموت بينما ظلّ الرجل ينظر الى حصانه نظرة اعتراف بالجميل.