بمناسبة المباراة الودية التي جمعت منتخبنا الوطني بنظيره الفرنسي إستغل بعض الزملاء الصحفيين من جريدة الهداف الرياضية اليومية فرصة وجود سباحنا الأولمبي أسامة الملومي على مدرجات ملعب رادس لإجراء حوار شامل معه بدأه موفد الصحيفة المذكورة بسؤال فيه نوع من الإستفزاز يتعلق بمتابعة الملولي لمباراة ودية لمنتخب بلاده رغم أنه مقصى من لعب نهائيات كأس العالم. ردّ بطلنا الأولمبي كان بمثابة الدرس لبعض أشباه الرياضيين عندما أجاب بقوله «عندما يكون لي متّسع من الوقت، أستغل الفرصة وأحضر مباريات منتخب بلادي» مضيفا أن «الحظ لم يكن إلى جانب المنتخب ووجدنا أنفسنا خارج كأس العالم بعد مشاركات متواصلة، وربما جاءت الفرصة لنعيد حساباتنا من جديد. ففي كؤوس العالم الأخيرة اكتفينا بالتعادلات والهزائم، ربما عندما نغيب عن مونديال 2010 نعود على أسس متينة، ولم لا ننطلق من قاعدة صلبة ونحقق الانتصارات في دورة البرازيل سنة 2014» وواصل الملولي قوله «بالمناسبة لا نشعر أن تونس غائبة عن المونديال، لأن المنتخب الجزائري موجود وهو ممثلنا أيضا قبل أن يكون ممثل العرب بالنظر إلى العلاقات الرائعة جدا التي تجمع الشعبين التونسيوالجزائري). ورغم أن إجابة الملولي كانت متينة ومقنعة فإن الزميل الجزائري زاد في محاصرته بسؤاله إن كان الكلام الذي قاله هو فعلا ما يشعر به أم هو للمجاملة؟ فضحك أسامة مؤكدا لمحدثه «لا أعتقد أن تونسيا واحدا لا يريد أن يرى الجزائر تحقق إنتصارات، وشخصيا مع اقتراب المونديال صرت أشعر أنني جزائري وسأعيش المقابلات الثلاث في الدور الأول بقلبي وجوارحي، وبكل شيء، وأتمنى أن تكون هناك فرصة أخرى للعب مباريات إضافية وأن لا تتوقف الأمور عند أول دور». المنتخب الجزائري قادر على المرور إلى الدور الثاني وحول مدى قدرة المنتخب الجزائري على فرض لونه والمرور إلى الدور الثاني قال الملولي «ما دام “الخضر” تأهلوا إلى كأس العالم فلهم القدرة على بلوغ الدور الثاني، هذا أكيد، كما أنهم خلال التصفيات ظهروا بمستوى منتخب متكامل ومنسجم، ما مكنهم من التأهل على منتخب مصر القوي، صاحب الخبرة و3 كؤوس إفريقية متتالية» وهذا حسب الملولي « أمر كاف للتأكيد أن الجزائر لها حظوظها. لكن في رأيي لا معنى لهذه الحظوظ عندما لا يؤمن بها اللاعبون الذين يجب أن يثقوا في قدراتهم ويتأكدوا أن لا شيء ينقصهم مقارنة بلاعبي إنقلترا وأمريكا وأن الجميع لهم مستوى واحد، ولكن هناك بعض التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق». وهي حسب سباحنا الكبير الإجتهاد على الميدان، ومحاولة صنع الحظ باليدين، ويضيف فبأفكار قد تغيب حتى عن بعض الفنيين في كرة القدم «عليك أن تهاجم وتحصل على أكبر عدد من الركنيات أو الكرات الثابتة، ربما واحدة توضع داخل الشباك، وبجزئية صغيرة يمكن أن تصنع الفارق». «أعشق كرة القدم» هذا الكلام الذي نطق به الملولي جعل الصحفي الجزائري منبهرا ليتوجه إليه بالقول إنك «تتحدث مثل المدربين» غير أن الرد كان مرة أخرى منطقيا ويؤكد أن هذا الفتى يمتلك ملكة تفكير ناضجة تماما عندما قال له وهو يبتسم... «ألست رياضيا» مضيفا «أنا أعشق كرة القدم وربما لو لم أكن سباحا محترفا لمارست كرة القدم، وربما لاحترفت في المستوى العالي». ولأن الزميل الجزائري كان مصرّا إلحاحا على السباحة مع الملولي في الأعماق وعدم الإقتصار على التنزه على الشاطئ فقد واصل أسئلته التي قد تكون محرجة بسؤاله هل ناصر الجزائر أم مصر في التصفيات؟، فقال له الملولي «أنت تحاول وضعي في حرج، وأنا لا أريد أن أقول شيئا في هذا الأمر للمحافظة على علاقتي مع الجميع، لهذا أفضّل ترك كل شيء سرا». الأمريكان صاروا يهتمّون بكرة القدم ولأن الملولي يعيش في الولاياتالمتحدة التي سيكون منتخب بلادها أحد المنافسين في الدور الأول للخضر سأله الصحفي الجزائري عن نظرة الأمريكيين للمنتخب الجزائري، فذكر له بأن «كرة القدم ليست أولى إهتمامات الأمريكان، لكن في السنوات الأخيرة صار هناك إهتمام معتبر بهذه الرياضة خاصة مع النتائج الجيدة التي حققها المنتخب الأمريكي وتألقه حيث صار من بين أحسن 15 منتخبا في العالم حسب تصنيف “الفيفا”، كما أن الثبات في المستوى جعل جماهير المنتخب تزداد إهتماما وشغفا. وبخصوص المنتخب الجزائري فإنهم يرونه فريقا محترما، مكوّن من لاعبين يلعبون في أوروبا، كما يعلمون أنه قام بتصفيات ممتازة وما تواجده في كأس العالم إلا تحذير، صحيح أن هناك من يرى أن المنتخبين الأمريكي والإنقليزي الأقوى في المجموعة، لكن حذار من المفاجآت خاصة من الجزائر وسلوفينيا وفي رأيي لاعبو منتخب أمريكا يدركون هذا الأمر جيدا ولن ينخدعوا بالتخمينات وما يدور هنا وهناك لأنهم أيضا محترفون». وعن توقعاته لمبارايات الجزائر في المونديال قال الملولي أتمنى التوفيق للمنتخب الجزائري وهو قادر على الفوز على أمريكا، وبالنسبة لمباراة انقلترا قال إنها صعبة جدا على الطرفين، ذلك أن الأنقليز إذا كانوا واقعيين يمكنهم تحقيق الفوز وهذا الأمر عادي، وحتى وإن خسر المنتخب الجزائري فإن أمر لا يقلل من قيمة المنتخب هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا حاول المنتخب الإنقليزي الإستعراض أو إعتقد لاعبوه أن المهمة سهلة فهذا ما سيعرضهم إلى مفاجأة، كل شيء مرتبط بطريقة تعامل زملاء واين روني مع المقابلة. وعمّن يعجبه من لاعبي المنتخب الجزائري ذكر أسامة الملولي بأنه الانسجام الرائع،والمجموعة التي تشتغل جماعيا، كل لاعب يقدم للفريق، ليس هناك لاعب يحب أن يظهر على حساب البقية، لهذا أقول لك إن كل اللاعبين يعجبونني. العرب قادرون على نيل الألقاب العالمية لو... وإختتم مبعوث الصحيفة الجزائرية لقاءه مع الملولي بسؤاله عن كيفية صنع الأبطال والحصول على ألقاب عالمية خاصة بعد المستوى العالمي الذي بلغه فقال بطلنا الأولمبي والعالمي بأنهم ، ويقصد ،الأوروبيين والأمريكان، ليسوا أفضل منا في شيء، ربما في الإمكانات فقط، أما الموهبة فإنها تنمو مع كل إنسان. يجب أن لا نقلّل من قيمتنا أو نضع أنفسنا في موضع الاحتقار أمام الأوروبيين أو الأمريكان، وقد وضعت هذه القاعدة في ذهني أنه لا يوجد إنسان فوق العادة فطبّقتها وحصلت بها على ألقاب عالمية يحلم بها كل إنسان. كلنا قادرين على تحقيق ذاتنا وما علينا إلا العمل، عندما نؤمن بهذه القاعدة ونصدقها حقيقة ونعتبر أنفسنا في نفس درجتهم يمكننا تحقيق ألقاب عالمية حتى في كرة القدم. وأنهى أسامة حديثه بالقول «تأكدوا أن 10 ملايين تونسي سيكونون خلف المنتخب الجزائري في المونديال مثلما سبق أن ناصروا الجزائر بمنتخباتها وفرقها وربما أكثر. وكما أشرت من قبل نحن التونسيون صرنا نشعر بإنتماء جزائري أكثر من أي وقت مضى، سأتابعكم في كأس العالم وأناصركم وأتمنى لكم التوفيق ولم لا الوصول إلى أبعد دور ممكن، وسلّموا لي على كل الجزائريين دون استثناء».