أسدل الستار عشية امس على بطولة القسم الوطني « أ « لكرة اليد بتتويج الفريق الافضل والأقوى وهو الترجي بلا شك لكن هذا التتويج الذي ترجم المسيرة الرائعة لأبناء المدرب نجيب بن ثاير جاء للاسف في ظروف استثنائية تميزت بضغط كبير من الناحية النفسانية فالفريق كان على وشك ان يخوض لقاء النهائي ايابا أمام مدارج فارغة ثم أفسد بعض المشجعين لقاء الامس في الثواني الاخيرة بتصرفات غير رياضية عندما ألقوا الشماريخ على أرضية الميدان . الترجي حصد ما زرع مستفيدا من الرصيد البشري الممتاز المتوفر لديه وبالتالي كان فوزه ببطولة الموسم الحالي مستحقا لكن العمل يجب ان يتواصل لان المستوى الفني الذي شاهدناه في بطولة الموسم الحالي ليس كبيرا صراحة والامر يخص بالطبع كل الاندية التونسية. الشوط الاول من لقاء الأمس لم نشاهد خلاله صراحة عمليات هجومية منسقة من الفريقين الا في حالات نادرة جدا وهو ما ترك المجال أمام المهارات الفردية لبسام مرابط وأنيس القطفي من جانب الترجي وريان العريبي وعبد الحق بن صالح من جانب النجم وبالفعل كان هذا الرباعي وراء أغلب الأهداف المسجلة في هذه الفترة التي تميزت بالمردود الممتاز لحارس النجم ماجد حمزة حيث تمكن من ايقاف عدة عمليات هجومية لزملاء حسام حمام. في الشوط الثاني انتظرنا مردودا أفضل من الجانبين لكن العمل الجماعي المنسق ظل الحلقة المفقودة ولئن حافظ أبناء المدرب كمال عقاب على تركيزهم الى منتصف هذا الشوط تقريبا وظلوا قريبين في النتيجة فان التسرع من جهة وتالق الحارس وسيم هلال مكنا زملاء المرابط من ترفيع الفارق تدريجيا (21 – 19) و (25 – 20) ثم سجل يوسف بن علي الهدف السادس والعشرين وذلل لاعب النجم سامي ياسين الفارق (26 – 21 ) وعلى بعد أقل من دقيقة من نهاية الوقت الاصلي حدث ما لم يكن في الحسبان حيث نزل شمروخان على ارضية الميدان احدهما تسبب في احتراق القماش الموضوع على طاولة الميقاتيين في الاثناء انسحب لاعبو النجم الى حجرات الملابس رافضين استئناف اللعب ليبدأ فصل من التخمينات حول مصير هذه المباراة والنتائج المترتبة عما حدث. طاقم التحكيم المتركب من مخلوف وكريشان كان مطالبا باستئناف اللعب وامهال النجم 5 دقائق للقيام بذلك ولحسن الحظ أن بعض الاطراف تدخلت للفت انتباه مسؤوليه الى النتائج المترتبة عن عدم العودة الى الميدان فالقانون كان سيفرض عقوبة بمباراتين على كافة لاعبي النجم المسجلين على ورقة مباراة الأمس ومعاقبة المسؤول الاول عن الفريق بستة أشهر مع غرامة مالية اضافة الى عقوبة مضاعفة لقائد الفريق. بالمحصلة النجم كان على وشك خوض نهائي الكاس بفريق الاواسط او الانسحاب أصلا من الكأس مما سيشكل سابقة جديدة في هذا الموسم الاستثنائي الذي شاهدنا خلاله كل شيء تقريبا من الشماريخ الى الاعتداءات اللفظية والجسدية على الحكام الى القرارات الجامعية التي تنقضها لجان النزاعات الرياضية والحقيقة أن قرار المحكمة الرياضية الصادر مساء الجمعة جاء ليصب الزيت على النار وهذا دون الخوض في وجاهته من الناحية القانونية . ٭ ياسين بن سعد تعقيب على هيئة الأهلي الماطري بعد الرد الذي نشرته «الشروق» لهيئة الأهلي الماطري على لسان ناطقها الرسمي حول ما كتبه زميلنا الحبيب الرياحي مراسلنا بماطر والذي رأت فيه تحاملا عليها ونشر لأخبار مغلوطة وتطبيقا من الجريدة لمبدإ «الرأي» والرأي الآخر... ننشر تعقيبا من مراسلنا الحبيب الرياحي على ما قيل في شأنه في ذلك الرد لأن سياسة «دار الأنوار» تنبني على ان الفكرة لا تقارعها الا الفكرة وان حماية مراسليها وصحفييها تبقى واجبة إذا وضعوا نصب اعينهم ميثاق المهنة ولم يزيغوا عن مبادئه. الإعلام.. حرّ أو لا يكون تعقيبا على ما ورد في ردّ جمعية النادي الأهلي الماطري الصادر بالملحق الرياضي لجريدة «الشروق» بتاريخ 30 ماي 2010 الصفحة عدد 11 وما تضمنه من معطيات مغلوطة حاول من خلالها الناطق الرسمي للأهلي الماطري (تغطية عين الشمس بالغربال) متعمدا تعليق أخطاء هيئته على شماعة الاعلاميين. ولأن اخلاق المهنة الصحفية تجعلنا نتجنب السقوط في المهاترات والمزايدات كتلك التي توختها الهيئة المديرة للأهلي الماطري في ردها المتسم بالتشنج المفزع والتوتر والضبابية التي لم يعد لها مكان في ظل الواقع الذي عاشه فريق الأهلي الذي بقي ينتظر اللحظات الأخيرة ليفر بجلده من التدحرج الى الرابطة الثالثة وهو دليل على ان مسيرة الفريق طوال الموسم المنقضي قد اتسمت بالعشوائية في التسيير وغياب التدبير دون التفكير في المصير. وما انتظار الهيئة المديرة نهاية الموسم لتجود علينا بهذا الرد الهزيل بعد ان خرجت من عنق الزجاجة بأعجوبة إنما هو ردة فعل أمام رفضنا القاطع بأن نكون دمية تحركها وليعلم اصحاب الرد ان الفشل ليس عيبا ولكن المهم الاتعاظ بأخطاء الماضي التي تكررت وتنوّعت مما انتج وضعا مزريا أصبح على لسان كل «الماطرية» الذين أجمعوا على أن عودة الفريق الى مساره الصحيح لن يتم الا بمداواة أصل الداء والابتعاد عن التهرب من المسؤولية. إيمانا منا بالتعامل بهدوء مع كل طارئ وبأسلوب حضاري فإني خيّرت رفع قضية عدلية لدى النيابة العمومية لتقول فيها كلمتها الأخيرة وفق ما ينص عليه قانون الصحافة والقانون الجنائي نتيجة ما حمله رد الهيئة المديرة من ثلب وغير ذلك.