أطباء تونسيون خبيرون... أطباء متربصون إطارات طبية وشبه طبية... حركية هنا وهناك... بين قاعة العمليات الجراحية وبين قاعة المحاضرات التي احتلت احدى واجهاتها شاشة عملاقة تنقل مباشرة ما يدور داخل قاعة العمليات المتواجدة بالجهة اليسرى للقسم. وحضور مميز داخل فضاء قسم الجراحة والتجميل بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة الذي تحولت احدى ساحاته العامة الى فضاء جد مميز سكنه البياض لاحتواء فترات الراحة بين عملية جراحية وأخرى. هكذا كانت الاجواء أمس داخل قسم جراحة التجميل بالمستشفى حيث تشهد الساحة الطبية الايام الرابعة لجراحة التجميل. تحدث ل«الشروق» الاستاذ الدكتور علي العدواني رئيس قسم جراحة التجميل بمستشفى شارل نيكول عن هذه الدورة الرابعة التي يقوم بها القسم على التوالي بعد أن كان نظم في الدورة الاولى يوما لجراحة تقويم الأذن حيث تمت دعوة كفاءات طبية أجنبية وتونسية لتبادل الخبرات في مجال تركيب وتقويم من فقد أذنه على أسس طبية وعلمية. في حين كان محور الدورة الثانية جراحة الفكّين ومن ثم جراحة شد الوجه. وكان محور الدورة الرابعة التي التأمت أمس تطبيقيا وأول أمس نظريا حول جراحة تجميل البطن لغايات طبية وتجميلية. بين النظري والتطبيقي وأضاف الدكتور علي العدواني: «اليوم الاول تخللته محاضرات نظرية حضرها أطباؤنا ذوو الكفاءات الخاصة وشملت عدة محاور إلا أنها صبت في واد واحد هو جراحة تجميل البطن تطرقنا اليه من جميع الجوانب والنواحي كل حسب خبرته وتجربته في المجال. واخترنا هذه المرة دعوة مختص على المستوى العالمي لتبادل الخبرة معه، وهو الدكتور «سولدانها» برازيلي الموطن والذي سبق وأن أنجز كتابا طبيا مختصا في جراحة البطن التجميلية وفُسح خلال هذه المحاور الذي شهدتها قاعة المحاضرات بكلية الطب بتونس المجال للنقاش من قبل الأطباء المحترفين والذين هم بصدد التكوين أيضا لأن الطبيب مهما تعلّم ومهما أضحى محترفا فإنه يزيد كل يوم في المعرفة، والاحتكاك بين المحترف والمتربص يزيد من فرص المعرفة والتعلّم. التجربة البرازيلية وحول أسباب دعوة طبيب وأستاذ جامعي برازيلي بعد أن كانت التجارب الثلاث الفارطة اقتصرت على تبادل الخبرات مع الجانب الفرنسي أوضح الدكتور علي العدواني أن تونس أضحت متقدمة نسبيا على التجربة الفرنسية في ما يخص مجال عمليات التجميل، بدليل أن وجهة المرضى الخاضعين لهذه العمليات هي تونس بالأساس. «هذه المرة ارتأينا البحث عن شريك متقدم طامحين الى بلوغ المرتبة الاولى التي تحتلها البرازيل اليوم وهي خطوة جد قريبة لما يشهده القطاع الصحي والطبي من تقدم ملحوظ ليس على المستوى المحلي فحسب بل على الصعيد العالمي. إضفاء الطابع التقليدي واستغلال الفضاء المتتبع لليوم الرابع للجراحة التجميلية بمستشفى شارل نيكول يلاحظ كيف أن احدى الساحات المؤدية لهذا القسم قد انقلبت الى فضاء أبيض هو أشبه بخيمة عرس، قالت عنها الدكتورة كريمة الزيتوني: «أردنا فقط أن يكون اليوم هذا محصورا داخل المركز الاستشفائي، حيث يكون هناك الاحتكاك المباشر بين الفريق الطبي، وشبه الطبي في إطار عائلي يسمح بالحصول على بعض الراحة بين عملية وأخرى، إذ أن كل واحدة منها قد تصل مدتها الى حوالي 4 ساعات وخلق فضاء بهذا الديكور التقليدي داخل المؤسسة الاستشفائية يمنح لنا الكثير من الوقت لنكون معا كفريق طبي ولربح الوقت وعدم مغادرة المركز الاستشفائي وكذلك الاقتصاد في المصاريف. اختيار 4 نساء من مجموع 12 وحول نوعية النساء اللاتي يخضعن لهذه العمليات أضافت الدكتورة كريمة الزيتوني: لقد تقدمت 12 سيدة بملفاتهن الطبية ووقع الاختيار على 4 فقط منهن للخضوع للعمليات في هذا اليوم لشفط الدهون وشدّ البطن دون ترك أية مخلفات ظاهرة للعيان يمكن من خلالها تبادل الخبرات التونسية مع نظيرتها البرازيلية، مشيرة الى أن عمليات تجميل البطن ليست فقط لغايات تجميلية بل لأسباب صحية أيضا. أنا محظوظة السيدة عواطف 34 عاما، وأم ل3 أبناء احدى النساء الاربع اللاتي وقع اختيارهن للخضوع لهذه التجربة تحدثت ل«الشروق» بالقول: «أعتبر نفسي محظوظة فعلا أن يقع اختياري من ضمن تلك القائمة وأنا جد متفائلة لأحصل على بطن سليم خال من الزوائد. نفس الرأي شاركتها فيه السيدة الثانية والتي تحتل المرتبة رقم 3 في سلسلة العمليات والتي تعاني من وزن زائد بالبطن خلّف لها آلاما كبيرة بالظهر نظرا لإصابتها بالتهاب في العظام. بين النظري والتطبيقي نجحت أمس الايام الرابعة لجراحة التجميل في تونس وتحديدا في المؤسسة الاستشفائية شارل نيكول رأى فيها المنظمون لهذه الايام أنها استمرت ونجحت بفضل تضافر المجهودات من إدارة المستشفى ومن وزارة الصحة ذاتها التي ساهمت ماديا، ومعنويا في فسح المجال ودعم الحضور البرازيلي لتبادل الخبرات.