أكدت مصادر فلسطينية أن هناك حراكا مصريا جديدا يجري لتحقيق المصالحة الفلسطينية بناء على أفكار ومقترحات طرحها أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى على رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية لدى زيارته غزة وعلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكن هذه الجهود اصطدمت بعودة التراشق الإعلامي بين حركتي «فتح» و«حماس» وتبادل الاتهامات بتعطيل المصالحة. فقد أكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد أن حركته لن تشارك في أي وفد إلى قطاع غزة قبل أن توقّع «حماس» على الورقة المصرية للمصالحة، لافتا إلى أن «فتح» و«حماس» ليسا في حاجة إلى وساطات وإلى وفود وكل ما يحتاجه الطرفان فقط هو أن توقّع «حماس» على ورقة المصالحة ليبدأ بعدها الحوار. مزايدات واتهامات وأوضح الأحمد أن حركته مستعدة لارسال وفدها إلى القاهرة الآن للتفاوض مع «حماس» على تطبيق الورقة المصرية، في حين لن تذهب إلى غزة قبل التوقيع، مستبعدا في الوقت ذاته رفع الحصار عن غزة دون تحقيق المصالحة. وأشار الأحمد إلى أن ما تتحدث عنه الدول الأوروبية هو تخفيف الحصار وليس رفعه، والمصالحة الوطنية هي أقصر الطرق لرفع الحصار حسب قوله. وفي المقابل اعتبر أسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية في حركة «حماس» تصريحات الأحمد نوعا من المزايدة الرخيصة التي لا يمكن التعليق عليها، مشيرا إلى أن هناك العديد من العروض العربية والاقليمية تم تقديمها من أجل رأب الصدع في الساحة الفلسطينية وتحقيق المصالحة إلا أن جميعها تصطدم بعقبات «فتح» حسب قوله. وشدّد حمدان على موقف «حماس» بأن المصالحة يجب أن تحقق مرجعية سياسية وطنية وشراكة أمنية تلتزم الدفاع عن مصلحة الشعب الفلسطيني لا التنسيق مع إسرائيل، معتبرا أن المصالحة قرار وطني فلسطيني، ولا شروط تجبر أحدا عليها، ومرحبا بكل الوساطات المطالبة بإنجاز المصالحة. تحرّك مصري وكانت صحيفة «الشروق» المصرية نقلت عن مصدر مصري وصفته بالمطّلع كشفه عن «تحرّك مصري جديد لتحقيق المصالحة الفلسطينية عبر استعداد القاهرة للاقرار بما يتّفق عليه الطرفان الرئيسيان (فتح وحماس) بشأن القضايا الخلافية حتى لو وصل الأمر إلى حدّ صياغة الورقة المصرية من جديد». لكن قياديا في «حماس» اعتبر أن هذا الحراك هو مجرّد أفكار ونوايا طرحها موسى على هنية. وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تطابق وجهتي النظر الفلسطينية والمصرية بشأن الموضوع السياسي والمفاوضات والحوار الوطني الذي ترعاه مصر مشيرا إلى أنه لا مانع لديه إذا وقعت حركة «حماس» على الورقة المصرية في تشكيل حكومة انتقالية أو حكومة تكنوقراط. وفي السياق ذاته قالت مصادر فلسطينية مطّلعة ان وفدا من رام اللّه بقيادة منيب المصري سيقوم بزيارة إلى دمشق خلال أيام للقاء قادة حركة «حماس». وأضافت المصادر أن زيارة المصري، وهو شخصية مستقلة تأتي في سياق المساعي الجارية لانجاز المصالحة. وأعربت المصادر عن تفاؤلها بإمكانية تحقيق المصالحة الفلسطينية في وقت قريب رغم الصعوبات التي تعيق تحقيقها.